الخرطوم (سونا) - نظمت الهيئة العامة للآثار والمتاحف محاضرة علمية حول دراسات ماقبل التاريخ التي وجدت بمنطقة البحر الأحمر ومنطقة شرق السودان بقاعة المتحف القومي بمشاركة واسعة من الباحثين والخبراء والطلاب. وقال الدكتور عبدالرحمن علي محمد مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف أن المحاضرة ناقشت الدراسات ماقبل التاريخ لأول اكتشاف للاثار الثقافية البشرية الباكرة في حوض البحر الاحمر وشرق السودان التي قام بها الدكتور امانويل باين من جامعة لويزفيل بولاية كنتاكي الأمريكية مبينا بأن المحاضرة جاءت في إطار خطة الهيئة العامة للآثار والمتاحف لتوسعة دائرة العمل الأثري بالسودان والمحافظة على الآثار الموجودة بالبلاد لذلك تم التعاون مع تلك الجامعة لعمل الدراسات الأثرية وخاصة في منطقة شرق السودان بالتركيز على الإنسان القديم في العصور الحجرية. وأضاف دكتور عبدالرحمن أن تلك الدراسات تؤكد دور السودان الإقليمي في نشأة الحضارة مشيرا إلى أن الهجرات البشرية الأولى خرجت من السودان عبر البحر الأحمرالىسيناء واوربا واخرى عبرت الحدود الأفريقية . وأكد أهمية الدراسة لتركيزها على الإنسان الأول كما انها تمثل توعية وتعريف الآثار للمواطن والطلاب معا ، مؤكدا اهتمام الهيئة العامة للآثار والمتاحف بتوفير وتسهيل كل الاجراءت اللازمة لهذه البعثة وتنشيط وتوسيع دائرة الكشف عن الآثار في السودان والتعاون من اجل تأهيل الكادر الوطني. وأوضح دكتور عبد الرحمن أن مشروع دراسة العصر الحجري القديم بمنطقة البحر الاحمر مهمة تضامنية تهدف لاكتشاف تاريخ المستوطنات البشرية الاولى في الساحل الغربى لحوض البحر الاحمر ( جنوبسواكن) . وقال د .أحمد حامد جامعة النيلين قسم الآثار أن المحاضرة استعرضت ملخص لنتائج الموسم الأول لمشروع آثار العصر الحجري القديم بشرق السودان جنوبسواكن وهو مشروع بحثي لجامعة ليوسفيل الأمريكية بالتعاون مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف . وشارك في الموسم الاول في الفترة من 5 الي 25 يوليو الجاري الباحث الأمريكي الجنسية Amanuel Beyin و Parth Khahan من الجانب الأمريكي والدكتور أحمد حامد نصر والأستاذ مادبو الهادي مادبو من جامعة النيلين قسم الآثار والجيولوجيا. والأستاذ ذاكي الدين محمود ممثل الهيئة العامة للآثار والمتاحف ومدير مكتب آثار القضارف. وأضاف الدكتور أحمد حامد أن نتائج المسح الآثاري والاستطلاع أسفرت عن تسجيل مواقع أثرية للعصر الحجري القديم اكن وتم العثور في تلك المواقع على فؤوس يدوية حجرية وحراب حجرية ذات وجهين وسهام وسواطير غاية في الأهمية لفهم التطورات التقنية والنوعية لآثار العصر الأشولي في السودان ولابراز دور السودان في هجرة الإنسان الأول من جنوب شرق افريقيا الي أوربا وآسيا عبر سواحل البحر الأحمر ونهر عطبرة. وأكد الدكتور أحمد حامد نصر من جامعة النيلين مدرس الآثار والعضو المشارك في البعثة على أهمية الاكتشافات الاقليمية في ابراز دور السودان الافريقي معربا عن شكر ه لتعاون الهيئة العامة للآثار والمتاحف لتوفير بيئة العمل وتشجيع الكوادر السودانية على المشاركة في اكتشاف الاثار السودانية مؤكدا ان المشروع سيتطور الي حفريات وتاريخ معملي لفهم حياة الانسان السوداني القديم والترويج لها عالميا للمساهمة في بناء الدولة والمجتمع. واشادالدكتورايمانويل مقدم المحاضرة بدور السودان الرائد في تاريخ افريقيا والصحراء وانه مثل وما زال يمثل البذرة التي ظهرت فيها معظم الحضارات القديمة مؤكدا ان ما وجد في شرق السودان جنوبسواكن يعد فريدا من نوعه ويكون مع ما اكتشفته البعثات البريطانية والفرنسية حول وسط السودان وشماله سياقا أثريا عظيما للسودان ويعد هذا الاكتشاف أكثر شبها بما كشفته أعمال قسم الاثار جامعة النيلين بمنطقة نهر عطبرة. وكل هذا يكشف عن وجود حضارات قديمة بالسودان للفترة المتعارف عليها عالميا بالاشولية والمؤرخ لها بالفترة ما بين 1.3 مليون سنة وحتى 300 ألف سنة مضت. وهذا ما يضع السودان في الخارطة الافريقية القديمة.