حين تدخل متحف السودان القومي المطل على شارع النيل تجد الزوار بشكل لافت من الدول الأوروبية والطلاب و«شفع الروضة»، حيث أصبحت تنظم لهم زيارات الى المتحف وتعتبر لفتة بارعة من مديري المدارس ورياض الأطفال لتعريفهم بحضارة تؤرخ «ب 5 آلاف سنة ق. م».. تجد عرضاً لكل الحضارات العريقة والعتيقة والتي ظلت ايقونة لوطننا الحبيب ومزاراً سياحياً مزدحماً بالسياح وزوار السودان يسألون عن المناطق وتواريخها وشخوصها المبهرة وسيرة الملوك والملكات. كان متحف السودان بداية في منزل الراحل (مكي شبيكة) بجامعة الخرطوم بعد ان تم فصل قسم الآثار عن قسم التاريخ ومن ثم تم افتتاح المتحف القومي في العام 1791م، وكان أول تأسيس لمصلحة الآثار والمسئول عنها مستر أركل 8491م خلفه بيتر شيني وبعده سودنت الوظيفة في العام 1955 وكان اول مسئول هو ثابت حسن ثابت ويحتوي المتحف على كل آثار الحضارات السودانية (العصور الحجرية «القديم والوسيط والحديث» وتؤرخ الحضارة السودانية «ب 5 آلاف سنة ق.م». وفي المتحف جناح للحضارة المسيحية منطقة فَرَس وهناك قاعات كاملة بالمتحف تضم كنيسة فَرَس ودنقلا العجوز وسوبا شرق الخرطوم والعزبي في مروي.. اما جناح الحضارة الإسلامية المتمثلة في دولة الفونج في سنار وفي شرق السودان في موانئ عيذاب وسواكن ويوجد بالمتحف تمثيل للتعدين عن الذهب منذ عهد الفراعنة وهناك صور وأدوات تعدين، الذي يدخل قاعة المتحف القومي السوداني يلحظ دون كبير عناء التركيز الواضح لآثار مناطق شمال السودان دون غيرها من المناطق الأخرى في هذا الوطن القارة.. وهذا يذكرنا بما قام به رئيس حكومة الجنوب ونائب الرئيس السوداني الراحل الدكتور جون قرنق عندما قام بتأسيس مدينة بالجنوب اسماها «نيوكوش» باعتبار ان تاريخ السودان القديم يجمع أكثر مما يفرق.. ويجدر بنا التنبيه الى ان عالم الآثار الامريكي «رايزنر» هو أول من وضع تسلسل الحضارات السودانية في العام 7091م (Group tune)، وما بعد مروي.. وأفاد (الرأي العام) السيد أيمن الطيب الطيب أمين المتحف القومي: ان تركيز مصلحة الآثار على منطقة شمال السودان على النيل حتمته ضرورات - تعلية سد أسوان في العام 1907- 1191م حيث قامت الحكومة بدعوة بعثات اوروبية عملت على اكتشاف وانقاذ آثار الحضارات السودانية وقبلها لم يكن هنك عمل رسمي عن الآثار إلا ملاحظات الرحالة، وقامت حملة اليونسكو لانقاذ آثار النوبة 1960- 1969، وضمن بعثات من جميع أنحاء العالم. وأضاف أمين المتحف - أيمن الطيب: بأن هناك دراسات خجولة لإكتشاف آثار بجنوب السودان إلا ان الحرب والنزاعات عرقلت تلك الدراسات، وذكر أيضاً ان هناك آثاراً في جبل مرة «الممالك الاسلامية» ووادي هور تتم بواسطة بعثة ألمانية.. وقد اطلقت الهيئة نداءً لانقاذ الآثار واستدعت كل البعثات التي تعمل في مناطق مختلفة في السودان واتجهت الى منطقة سد مروي وعملت لأربعة مواسم ولا تزال تعمل بالاضافة لبعثة من الهيئة وجامعة الخرطوم.. وتعتبر عملية اكتشاف الآثار ذات كلفة عالية ولا تنفق الحكومة عليها لانها تبحث عن العائد السريع وتعتمد الهيئة على الدعم الخارجي من صناديق عربية ودولية، أيضاً قمنا بعمل (المعارض المتنقلة) والتي تستهدف الناس الذين لايستطيعون الوصول الى المتحف داخلياً وخارجياً - أشهرها خارجياً «معرض ممالك على النيل 1998- 1999 في مدن (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا وبلجيكيا) والهدف منها تشجيع السياح لزيارة السودان. للآثار عائد مادي ومعنوي كبير لكنه ليس سريعاً.