بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كلمة الاستاذ علي الريح السنهوري عضو القيادة القومية، امين سر قيادة قطر السودان لحزب البعث في الندوة السياسية بنادي المريخ في 20 رمضان الموافق 20/8/2011م شبكة البصرة بسم الله الرحمن الرحيم التحية لنادي المريخ الذي نظم واستضاف هذه الفعالية وهي مبادرة تستحق الاشادة والتثمين نهنئكم بشهر رمضان المبارك ونسأل الله العلي القدير أن يتقبل صيامكم وقيامكم وأن يهدينا الصراط المستقيم. وأن نري الحق حقاً فنثبته ونتبعه وأن نرى الباطل باطلا فننكره ونبطله، وأن نأتمر بأوامر الله في الدعوة الى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وان نصدع بكلمة الحق امام سلطان جائر، ونقاوم الظلم والجور والفساد والافساد في الارض ونجاهد لبسط العدل والمساواة والأمن والاستقرار ورعاية مصالح العباد ومعاشهم،لا يغوينا عطاء ولا ترغيب، ولا يثنينا قمع ولا ترهيب عن المضي قدما على طريق التحرر من التسلط والوصاية والدفاع عن حقوق الشعب الثابته في الحياة الحرة الكريمة واسمحوا لي أن احي الشباب على امتداد الوطن العربي الذين فجروا انتفاضات الشعب المجيدة في مواجهة انظمة الاستبداد والفساد والعجز والتبعية. هذه الانظمة التي طالما استخفت بإرادة الجماهير وإمتهنت كرامتها وسرقت قوت الشعب وأفرطت في استخدام القمع لإذلاله واخضاعه لمصالح الفئات الرأسمالية الطفيلية ولمصالح القوى الاجنبية، كما تواطأت هذه الأنظمة مع قوى الامبريالية والصهيونية في العمل على تصفية القضية الفسلطينية وفي غزو العراق واحتلاله وتدميره والسعي لتقسيمه وفصل جنوب السودان ووضع ما تبقى منه وكذلك العديد من الاقطار العربية على طاولة التفتيت، ومن لم يتواطأ منها فقد خضع للإملاءات الامبريالية الصهيونية او وقف عاجزاً عن مواجهتها لذا فقد استقر في وعي الجماهير أن اسقاط هذه الانظمة وامساك الشعب بزمام أموره هو الطريق الوحيد للخلاص من التسلط والفساد والفقر والمرض والجهل (فماحك جلدك مثل ظفرك) لذلك ارجو أن تحيوا معي شباب العرب في انتفاضاتهم البطولية ووقفتهم الأسطورية المستمرة والمتصاعدة يوما بعد يوم واسبوعا بعد اسبوع وشهرا بعد شهر في مواجهة لم يبخلوا فيها بتقديم التضحيات الجسام الممهورة بدماء الشهداء حتى اصبحت معركة الحرية معركة حياة او موت. والسؤال : هل سوف تمتد هذه الانتفاضة لتشمل السودان؟ قادة الانقاذ وابواقها قالوا لا لن تشمل السودان وقد قال ذلك قبلهم رؤساء وقادة اقطار عربية اخرى اشد منهم بأساً وقوة.. أن السودان لا تعوزه الاسباب التي فجرت الانتفاضات العربية. بل أن واقع حال السودان كان احد محركات الثورة والغضب في الشارع العربي ضد الانظمة الاخرى. والسودان هو واحد من ثلاثة من اكثر الدول فشلاً في العالم. الانتفاضة الشعبية آتية لا ريب فيها جراء سياسات وممارسات النظام القائم على القهر والظلم والفساد وتفتيت الوطن والشعب. اننا في حزب البعث العربي الاشتراكي لم ننخدع بهذا النظام وساساته وبرامجه يوماً، فمنذ اليوم الاول لانقلاب 30 يونيو 1989م أصدر حزب البعث بياناً جاء فيه بأن انقلاب الجبهة الاسلامية يشكل حلاً زائفاً لأزمة حقيقة وانه لن يزيد الازمة الوطنية إلا تفاقما وتعقيداً. بل إن حزب البعث قد عمل لاجهاض مؤامرة الانقلاب حتى قبل وقوعه.. ولكن القوى السياسية التي تربعت على كراسي الحكم بعد انتفاضة مارس/ابريل الشعبية المجيدة في 1985م لم تتجاوب مع الحزب ولم تؤدي واجبها في مواجهة قوى الردة والتآمر على الديمقراطية بل تواطأت معها او تغافلت عنها حتى إستكمل التآمر حلقاته الداخلية والخارجية، مستغلة عجز وفشل القوى الحاكمة في ربط الديمقراطية بانجاز برنامج قوى الانتفاضة في التنمية المتوازنة والتقدم الاقتصادي والعدل الاجتماعي. وقد شارك حزب البعث بفعالية في مقاومة إنقلاب 30 يونيو إلى جانب القوى الوطنية من مختلف فئات الشعب وفي فضح سياساته وآلاعيبه وفي التحذير من مخاطره وتقاسم في سبيل ذلك مع القوى الوطنية عظيم التضحيات الممهورة بدماء الشهداء وقد انتقد حزب البعث وعارض بشدة إتفاقية نيفاشا التي اعترف كل من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بأنها امليت عليهما من القوى الخارجية وبشكل خاص من أمريكا بينما تم إقصاء شعب السودان ومصادرة ارادته فلم يشارك او حتى يمنح فرصة الاستشارة في صياغة أي من فقراتها. وهكذا تابعتم كيف تم فرضها وتمريرها لفصل جزء غال من البلاد وشعبها كما أن تداعياتها الخطيرة المتتالية تهدد بتفتيت ما تبقى من السودان وزعزعة امنه واستقراره. فبلادنا اليوم على فوهة بركان يغلي يزيد نظام الانقاذ من اواره بسياساته التي ليس لها من هدف سوى التمكين من السلطة والثروة. ولقد عاهد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير الله والشعب على أن يسلم السودان للاجيال القادمة واحداً موحداً وهاهو لم يلتزم بعهده ولم يوفي بوعده ولم يستقيل ويقيل نظامه جراء فشله وخيبته، بل أن نظام الانقاذ متشبث بالسلطة غير مبال بما يترتب على ذلك من نتائج وخيمة ومن مخاطر تحيق بالبلاد والعباد، وها هي المأساة ماثلة أمامكم بكل تفاصيلها في جنوب كردفان ويجري الاعداد على قدم وساق لكي تمتد الى النيل الازرق ولكي تلهب اوار حرب اهلية في دارفور. أن نظام الانقاذ قد تجلى عقبة كئود على طريق وحدة البلاد واستقرارها وامنها ونمائها وازدهارها ولا سبيل إلا بأن يرفض الشعب وصاية نظام الانقاذ وتسلطه وأن يمسك بزمام اموره ليعود كل شيئ الى نصابه الصحيح، الشعب وحده قادر على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية قادر على مواجهة قوى التفتيت التي تتدثر بشعارات ظاهرها الرحمة للمهمشين وباطنها العذاب والتنكيل بهم، وكما لم نتخدع بدعايات نظام الانقاذ فإننا لن ننخدع بدعايات من لا هدف لهم سوى الوصول إلى السلطة او تقاسمها مع الانقاذ ولو على ظهر دبابة امريكية صهيونية ولو على انقاض الوحدة الوطنية , وان معارضة الانقاذ ليست ذريعة ولاسببا منطقيا للدعوة للتفتيت او اثارة نعراته المقيتة... وان الشرط الاساس لكي ينهض الشعب بدورة الوطني التاريخي هو أن نتجاوز كافة العصبيات الطائفية والعنصرية والجهوية والقبلية. أن تتعزز وحدة الشعب النضالية ويصير يداً واحدة في مواجهة التحديات والاعداء لإخراج بلادنا من الحلقة المفرغة التي ظلت تدور فيها منذ الاستقلال.. ليكن شعارنا التنوع في اطار الوحدة ولنواجه المتسلطين بصيحة الفاروق ((رضي الله عنه)).(متى استعبدتم وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً...) وعلى الله نتوكل ومنه نسأل التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وعي الطلبة