جوبا - بالقرب من «حي الكويت» في جوبا يقع مقر صحيفة «المصير» اليومية التي تصدر باللغة العربية في دولة جنوب السودان منذ 21 فبراير الماضي. يعمل فيها 11 صحافيا ومصور واحد، اغلبهم كانوا يمارسون المهنة في الشمال قبل العودة. وفد «الأنباء» زار مبنى «المصير» حيث التقينا رئيس التحرير أتيم سايمون ونائبه ابراهام مرياك البينو وكلا من ميثانق شريلو سكرتير التحرير وابراهام مليك المحرر العام الذين تحدثوا لنا عن تجربتهم وما يتعرضون له من ضغوط لمواصلة مهمتهم في ضمان استمرار وجود صحيفة عربية واحدة على الاقل في الدولة الجديدة. تصدر الصحيفة عن شركة نيفاشا الاعلامية التي سميت بهذا الاسم تخليدا لذكرى اتفاقية نيفاشا للسلام برأسمال 70 ألف جنيه سوداني جنوبي (نحو 21 ألف دولار). بهدف الحصول على صفحات ملونة ولغياب المطابع اللازمة لذلك في الجنوب، تطبع «المصير» في الشمال وتنقل نحو 4000 نسخة منها الى الجنوب يوميا لتوزيعها في جميع الولايات. يؤكد أتيم سايمون ان «المصير» مستقلة تماما، وتقوم بتغطية اخبار كل الاحزاب والقوى السياسية بشكل متوازن رغم انها لا ترضي الجميع و«نسمع من في السلطة يتهمنا بأننا أقرب للمعارضة والعكس». ويضيف سايمون أن التهديدات بمقاضاة الصحيفة تتزايد، ورغم ذلك فإن فريق عملها مؤمن بضرورة الاستمرار لاهمية وجود صحيفة باللغة العربية في جنوب السودان تتولى نقل الصورة الصحيحة للناطقين بالعربية بعد عقود من التجهيل بقضية الجنوب، مشيرا الى ان عمله وفريقه هو جزء من مسؤوليتهم تجاه المجتمع. الى جانب ايرادات البيع تعتمد الصحيفة للاستمرار على الاعلانات ويحاول الشباب العاملون فيها تغطية نفقاتهم ليواصلوا مهمتهم التي يقومون بها بكل حماس.