ما إن دخل شريكا الحكم في بحث قضايا ما بعد الاستفتاء حتى اصطدما بعقبة أبيي التي وصفت بأنها كأداء ويستحيل تجاوزها بسهولة. ففي حين اقترح المؤتمر الوطني عددا من الشخصيات الوطنية لعضوية مفوضية الاستفتاء في المنطقة، أبدت الحركة الشعبية لتحرير السودان رفضها لهم، وبررت ذلك بحجج مختلفة. وبينما بدا وكأن الطرفين يسيران باتجاه تسوية القضية، فاجأت الحركة شريكها في الحكم باقتراح إسناد مهمة الإشراف على استفتاء المنطقة للأمم المتحدة. لكن ذلك دفع عددا من مسؤولي الوطني للتهديد بإسناد كافة مهمة الاستفتاء في الجنوب، بما في ذلك أبيي الغنية بالنفط، للأمم المتحدة. مفوضية استفتاء وكان هايلي منكيريوس -الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان- حث شريكي اتفاقية السلام الشامل لتسريع تسمية أعضاء مفوضية استفتاء منطقة أبيي، التي طال انتظارها، والتي ستتولى مسؤولية تنظيم وإجراء الاستفتاء الخاص بالمنطقة بشأن ما إذا كانت ستبقى على وضعها الإداري الخاص ضمن الشمال أو تصبح جزءاً من بحر الغزال في الجنوب. وعلي الرغم من تأكيد الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم بأن الطرفين فشلا تماما في التوصل لاتفاق بشأن أبيي وتكوين مفوضية لاستفتاء مواطنيها، فإن ذلك التأكيد لم يمنع الطرفين من التشبث بالتوصل لاتفاق لتجاوز هذه العقدة المستعصية. وبرر حاكم أبيي السابق إدوارد لينو لجوء الحركة الشعبية للأمم المتحدة للإشراف على استفتاء المنطقة برفض المؤتمر الوطني لترشيحات الحركة لأعضاء المفوضية بجانب ضيق الوقت. وقال للجزيرة نت إن الأممالمتحدة موجودة في المنطقة وإن إشرافها على الاستفتاء أمر طبيعي. أما الفريق مهدي بابو نمر -عضو المؤتمر الوطني وأحد قادة قبائل المسيرية- فاعتبر أن تحويل منطقة أبيي إلى محمية أممية سيعيد تدويل القضية من جديد، وحذر في تصريح للجزيرة نت من تبعات مقترح الحركة، الذي وصفه بأنه مرفوض وغير مقبول. دبلوماسية شعبية لكنه عاد وأكد أن "إشراف الأممالمتحدة خير من إشراف الجيش الشعبي على الاستفتاء بها"، داعيا إلى حل القضية بين قبيلتي المسيرية والدينكا عبر ما سماه الدبلوماسية الشعبية. من جهته اعتبر رئيس تنمية وتطوير أبيي محمد عمر الأنصاري لجوء الحركة الشعبية إلى الأممالمتحدة غير منطقي. وقال إن الخلافات موجودة أصلا بين الشريكين في الاتفاقية وتساءل "هل أي خلاف بينهما يحال إلى التدويل والاستعمار؟". وطالب بإعادة الأمر لأصحاب المصلحة الحقيقيين المسيرية والدينكا إذا فشل الشريكان "لأنهم الأقدر على حلها بدلا من تدويلها كما سبق في لاهاي". عماد عبد الهادي-الخرطوم