تظاهر الفلسطينيون أمس في الضفة الغربية ضد خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، ووصفوه بالأسوأ في تاريخ خطابات الرؤساء الأميركيين والأكثر انحيازا لإسرائيل. وتظاهر الفلسطينيون في رام الله وبيت لحم ونابلس وجنين، وهتفوا ضد الرئيس الأميركي، وحملوا شعارات تندد بخطابه الذي أكد فيه على رفض طلب عضوية الدولة الفلسطينية، وقال إنه لا مجال لطريق مختصر لإنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما توقف الموظفون عن أعمالهم احتجاجا. وخلف خطاب أوباما غضبا فلسطينيا شعبيا ورسميا واسعا، وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير زكريا الأغا، في بيان «إن أوباما كشف بالأمس عن وجهه الحقيقي الذي ظل يخادع به العرب والمسلمين لفترة طويلة». أما توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، فعقب ساخرا «إن من كان يتحدث هو رئيس وزراء إسرائيل وليس رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية». وأصدرت حركة فتح بيانا قالت فيه «إننا نعتبر تعمد رئيس الإدارة الأميركية تصوير إسرائيل على أنها الضحية، وهو يعلم أنها دولة احتلال، مغالطة تاريخية، ومرافعة لصالح دولة الاحتلال، تعطي للمحتل حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني، وهذا بحد ذاته مخالفة صريحة لمبادئ ومواثيق وقوانين الأممالمتحدة». وأضافت «لا يمكننا إلا رفض ازدواجية المعايير الأميركية فيما يتعلق بالحرية والديمقراطية والعدل والمساواة»، مشددا على أن الحركة ترى في الخطاب خروجا على القيم الأخلاقية الناظمة لمواقف الشعب الأميركي الحر. وتساءل البيان «كيف يمكن الدفاع عن دولة احتلال ترفض الالتزام بالقوانين والقرارات والمبادئ التي أجمعت عليها الأمم؟». وأظهر بيان فتح «غضبا وسخطا على تجاهل الرئيس أوباما لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي ما زال يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ 63 عاما»، واعتبر أنه «كان من الأجدر بالرئيس أوباما ألا يقع في فخ تضليل الحقائق والتاريخ، ويرى الأمور بعيون (رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين) نتنياهو». وأصدرت حماس موقفا مماثلا لموقف فتح، رغم اعتراضها على خطوة الرئيس الفلسطيني بالتوجه إلى مجلس الأمن لطلب عضوية الدولة، واعتبرت حماس أن «خطاب أوباما يعكس حالة الانحياز الأميركي الكامل لصالح الاحتلال، وهو ما يؤكد خطأ استمرار الرهان الفلسطيني والعربي على الدور الأميركي». وجاء الغضب الفلسطيني الذي عبرت عنه أيضا باقي فصائل العمل الوطني، في وقت أكدت فيه الحكومة الفلسطينية، أمس، أنها أكملت بناء المؤسسات القادرة والكفأة، والتي تمكنها من الجاهزية الكاملة لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وقبل يوم من خطاب منتظر للرئيس الفلسطيني في مجلس الأمن. وسينظم الفلسطينيون اليوم أكبر مظاهرات مؤيدة للطلب الفلسطيني ضم الدولة إلى الأممالمتحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي والانحياز الأميركي. ودعت الحملة الوطنية، «فلسطين الدولة 194»، جميع الفلسطينيين للتوجه إلى الميادين العامة ل«الاستماع لكلمة فلسطين التي سيلقيها الرئيس محمود عباس من على منبر الأممالمتحدة حيث سيتم نقلها مباشرة على شاشات عرض كبيرة، وذلك (اليوم) الجمعة 23 سبتمبر (أيلول) في تمام الساعة السادسة مساء (بالتوقيت المحلي)». وفي غزة، واصلت حماس منع أي مظاهرات مؤيدة للتحرك الفلسطيني نحو مجلس الأمن، وأبدت فتح غضبا على إصرار حماس منع المظاهرات. ودعت فتح أمس، حركة حماس إلى السماح بالخروج بمسيرات داعمة للرئيس محمود عباس، وتندد بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقالت فتح إنه على حركة حماس أن «تتوقف عن حرمان المواطنين في قطاع غزة من التعبير عن رأيهم، وأن تعيد النظر في موقفها الذي لا يمكن تبريره على الإطلاق». واعتبرت فتح أنه «يجب أن يكون الشعب موحدا في مواقفه ضد هذا التعنت الإسرائيلي والأميركي وضد إنكار حقوقه». وأضافت «إنها لحظة فارقة يجب أن يترفع الجميع فيها عن الخلافات الضيقة وعن الحسابات الصغيرة، وأن نؤكد وحدتنا أمام العالم». نتنياهو: تركيا هي التي يجب أن تخاف من صدام عسكري معنا رئيسة المعارضة الإسرائيلية تعزي الخارجية التركية في اتصال هاتفي ذي مغزى هاتفت رئيسة المعارضة الإسرائيلية، تسيبي ليفني، وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، الليلة قبل الماضية، معزية في ضحايا التفجير الإرهابي في أنقرة. ومع أن المحادثة كانت مقتضبة، فقد اعتبرتها الأوساط السياسية في إسرائيل «ذات مغزى سياسي عميق»، وربطوا بينها وبين لقاء الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان. وقالت ليفني خلال المكالمة، وفقا لبيان من مكتبها، إنها تتضامن مع الشعب التركي، وتعتبر أن إسرائيل وتركيا في خندق واحد ضد الإرهاب. وأضافت: «إسرائيل دولة وقعت لسنين طويلة وما زالت ضحية للإرهاب. ونحن نعرف معنى قتل أبرياء أو جرحهم. وعلى الرغم من الخلافات بين حكومتي بلدينا، فإننا نقف إلى جانب تركيا متضامنين ونتقدم إليكم بأحر التعازي». وقد ربطت بعض الأوساط السياسية في إسرائيل بين هذه المحادثة وبين لقاء أردوغان وأوباما في نيويورك، أول من أمس. وقالت إن موضوع تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا كان أبرز البنود على أجندة هذا اللقاء، وإن أوباما طلب من رئيس الوزراء التركي أن يوقف التدهور في العلاقات مع إسرائيل، ويفتح الباب أمام إعادة المياه إلى مجاريها بينهما. فرد أردوغان بأن بلاده لا تمانع في ذلك، وكل ما تطلبه هو أن تعتذر إسرائيل عن قتلها 9 مواطنين أتراك خلال الهجوم على أسطول الحرية الأول (في السنة الماضية). ومع ذلك فإن أوساطا أخرى مقربة من الحكومة الإسرائيلية، رفضت أن تعلق أية آمال على إمكانية تحسين العلاقات مع تركيا في زمن أردوغان. وقالت إن أردوغان لم يعد أوباما بشيء. والمكالمة مع وزير الخارجية التركي تمت بمبادرة ليفني، وهي مجرد محاولة منها للظهور أمام المجتمع الإسرائيلي بأنها «أعقل من نتنياهو ولا تحرق الجسور مع بلد مثل تركيا، فالعلاقات معها مهمة استراتيجيا لإسرائيل». وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، قد ذكرت في عددها أول من أمس في سطر واحد تصريحا متبجحا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رد فيه على الأنباء التي قالت إن أردوغان يهدد بإرسال سفن حربية لمرافقة سفن من أسطول الحرية القادم، لفك الحصار عن قطاع غزة، إن مثل هذا التصرف ينذر بخطر صدام حربي في عرض البحر بين السفن الحربية الإسرائيلية والتركية. ما قاله نتنياهو، حسب الصحيفة، هو «أن تركيا وليس إسرائيل هي التي يجب أن تخاف من صدام عسكري بيننا». وأضافت الصحيفة، أن قيادة الجيش الإسرائيلي لا تحب هذه اللهجة، لأنها «تعارض نشوب أزمة مع تركيا، وتفتش عن طريقة تتيح إعادة العلاقات بينهما، وبالتأكيد لا تحب الدخول في صراع عسكري مع تركيا».