أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس مقتل الخطيب الأمريكي اليمني الأصل والمطلوب أمريكيا أنور العولقي، بضربة جويّة، في منطقة صحراوية بين محافظتي مأرب والجوف. ونسب موقع وزارة الدفاع (26 سبتمبر نت) الإخباري إلى مصدر أمني مسؤول قوله 'ان القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي أنور العولقي الذي يعد المطلوب رقم واحد عالميا بعد الصريع أسامه بن لادن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة لقي مصرعه اليوم أمس مع عدد من رفاقه من عناصر التنظيم في غارة جوية ناجحة بمحافظة الجوف'. وأوضح أنه 'قتل إلى جانب الإرهابي العولقي الإرهابي سمير خان وهو أمريكي الجنسية من أصل باكستاني متخصص في برامج الكمبيوتر التابعة لتنظيم القاعدة، كما قتل في الغارة شخصان آخران كانا مرافقين لهما'. الجدير بالذكر ان خان من مواليد المملكة العربية السعودية، وهو احد الكتاب الرئيسيين لمجلة 'انسباير' باللغة الانكليزية التي تصدرها مؤسسة 'السحاب' التابعة لتنظيم 'القاعدة'. وأوضح المصدر الرسمي أن هذه العملية الناجحة تمت بعد عملية متابعة ومراقبة ورصد من قبل أجهزة الأمن اليمنية لتحركات الإرهابي أنور العولقي ومن معه الذين لقوا مصرعهم اليوم. ونسب موقع وزارة الدفاع إلى أحد المقبوض عليهم من عناصر تنظيم 'القاعدة' قوله 'ان الإرهابي العولقي كان يسكن في قرية الخسف بمحافظة الجوف لدى المدعو خميس عرفج وتمت متابعته واستهدافه ومن معه'. وفي الوقت الذي تجاهلت فيه المصادر الرسمية الإشارة إلى نوع الطائرة وهل هي يمنية أم أمريكية، ذكرت المصادر القبلية أنها طائرة أمريكية بدون طيار، وأن أبناء محافظتي مأرب والجوف شاهدوا تحليقها في أجواء مناطقهم خلال الايام الماضية. إلى ذلك أكدت مصادر قبلية في محافظة مأرب ل'القدس العربي' أن شهود عيان شاهدوا سيارة نوع هايلكس، حديثة الصنع، قصفت بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار في منطقة لقشع بمديرية رغوان الكائنة بين محافظتي مأرب والجوف، شرق صنعاء، وقتل في العملية خمسة أشخاص كانوا يستقلون السيارة، يعتقد أن من بينهم أنور العولقي. وأوضحت أن أقرباء وأصدقاء للقتلى حضروا إلى موقع الحادث بعضهم يعتقد أنهم من 'القاعدة'، وقرروا دفن القتلى في مقبرة قريبة من المكان في وادي يسمى السيل، في ظل غياب تام لأي مندوب من الحكومة أو من أجهزتها الأمنية أو العسكرية، ولذا بدفنهم دفنت الحقيقة حول هوياتهم، ولن تتمكن السلطات الأمنية اليمنية أو الأمريكية من التحقق من هوية أنور العولقي وهل هو بالفعل ضمن القتلى أم لا. وأكدت مصادر أمنية يمنية أن العولقي ضمن قتلى هذه السيارة التي تم قصفها في ضربة جوية، غير أنه نظرا لأن جميع جثث القتلى في هذه السيارة تفحمت بالكامل ولم يتمكن شهود العيان الذين استطاعوا الوصول إلى مقر الحادث من معرفة هوية القتلى، وهل أنور العولقي ضمن القتلى أم لا. وأوضحت مصادر خاصة ل'القدس العربي' أن وزارة الدفاع اليمنية اعتمدت في إعلانها عن مقتل العولقي على معلومات استخبارية فقط وليس بناء على هوية القتلى الذين قضوا في حادث تفجير السيارة التي قصفت بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار بعد زرع الأجهزة الاستخبارية لشريحة تجسس على السيارة لتحديد إحداثية المكان التي تتحرك فيها. وأشارت إلى أن السيارة ربما كانت قادمة أو متجهة نحو محافظة شبوة التي تنحدر منها عائلة العولقي، وهي المجاورة لمحافظة مأرب القبلية وتربط بين المحافظتين علاقات قبلية وطيدة وتقعان حاليا خارج سلطة الدولة، كما كانت إلى وقت قريب عصيّة على الدولة ومتمردة على نظمها وتحتكم للأعراف القبلية أكثر من انصياعها لقوانين الدولة. ونسبت خدمة (ناس موبايل) الاخبارية المستقلة إلى مصدر في 'القاعدة' قوله 'إن أنور العولقي استهدف بواسطة غارة أمريكية صباح اليوم أمس لكنه لم يقتل'. وعلمت 'القدس العربي' من مصادر وثيقة الاطلاع أن أنور العولقي هو ابن شقيقة رئيس الوزراء اليمني الدكتور علي محمد مجوّر، أي أن مجوّر هو خال أنور العولقي ومن نفس عائلته القبلية في محافظة شبوة بجنوب شرق اليمن، وبالتالي ربما وفّرت السلطة للعولقي غطاء حماية له طوال السنوات الماضية التي كان مطاردا فيها واستخدمته صنعاء وسيلة لتعزيز علاقاتها مع الولاياتالمتحدة وربما لابتزازها تحت مبرر مكافحة الإرهاب. وأكدت هذه المصادر أن النظام اليمني اضطر إلى التضحية بالعولقي لإثبات جديته في الشراكة مع واشنطن في مكافحة الإرهاب، مقابل الحصول على دعم الولاياتالمتحدة لنظام الرئيس علي عبدالله صالح ودعم بقائه في السلطة، في ظل التراخي الأمريكي من نظام الرئيس صالح مع اندلاع الثورة الشعبية في عموم اليمن. في غضون ذلك أثارت الفتاوى التي أعلنها العلماء المقربون من السلطة في اليمن استياء واسعا لدى شباب الثورة اليمنية وأعربوا عن قلقهم الشديد اثر احتمال اتخاذ النظام لهذه الفتاوى غطاء لارتكاب مجازر جديدة. وكانت السلطة دعت العلماء المقربين منها إلى حضور مؤتمر ديني لاتخاذ موقف شرعي لما يجري في اليمن من مظاهرات واحتجاجات ضد النظام، فأعلن العلماء في البيان الختامي لمؤتمرهم تحريم المظاهرات والاعتصامات والاعتداء على القوات الحكومية وكذا تحريم الخروج على الحاكم واعتبار الجنود المدافعين على المصالح العامة مجاهدين في سبيل الله.