قبل إعلان الفائزين بجائزة نوبل العالمية في الأدب، انتشرت موجة توقعات بفوز أسماء بعينها، وكان للعالم العربي نصيب، فقد ظهر اسم الدكتور علاء الأسواني ضمن أهم الروائيين وفق جريدة "التايمز" ، وظهر اسم الأديب السوري أدونيس، والروائي اللبناني أمين معلوف، والليبي إبراهيم الكوني، كما تردد اسمي الشاعر المغربي الطاهر بن جلون والروائية الجزائرية آسيا جبار. وعن ذلك يقول الأديب المصري د. أحمد الخميسي أن أدونيس يسعى للجائزة ولكنه لا يستحقها، فمواقفه السياسية منحازة للغرب، بخلاف نجيب محفوظ الذي لم يسع أبدا لنوبل . أما علاء الاسواني فقال الخميسي أن ترشيحه للجائزة دعاية صحفية لا غير ، واعتبر أن كتاباته تدافع عن الحرية بالمفهوم الغربي، وهو ليس أبرز الروائيين العرب كما تصوره الصحف العالمية، ولم يصل لقامات مثل بهاء طاهر والطاهر وطار وغيرهم . وتعليقاً على ما تردد حول منح نشطاء مرتبطين بالربيع العربي جائزة نوبل للسلام - التي سيعلن عنها في السابع من أكتوبر الجاري - وفي مصر، تضمنت الأسماء المرشحة حركة شباب 6 أبريل والناشطة إسراء عبد الفتاح، والناشط السياسي وائل غنيم، ومن تونس الجامعية والمدونة لينا بن مهني، يقول الخميسي : نوبل منحت من قبل إلى سفاح إسرائيلي وقاطع طريق هو مناحم بيجن، ولأوباما الذي لم يكن قد فعل شيئاً بعد، إنما منح الجائزة لنواياه الحسنة، مشيراً إلى أن هؤلاء النشطاء ليسوا صانعي الثورة، بل صانعوها الحقيقيون من ناضلوا طوال 30 عاما هي فترة حكم مبارك من أمثال عبد الحليم قنديل. ويؤكد الخميسي أن النشطاء أشعلوا فتيل الثورة فقط، ولذلك منحهم نوبل انتقاص من قيمة شعوبهم، وافتئات على الحقيقة. الناقد البارز شعبان يوسف أكد ل"محيط" أنه سيشعر بالسعادة إذا فاز بالجائزة علاء الأسواني لأن كتاباته كما يقول لمست جروحا مصرية وهو أحد مناهضي نظام مبارك المستبد، في الوقت الذي كان الصمت هو الغالب على المشهد الأدبي، كما أن كتاباته حقق صدى عالميا، ولذا فهو يستحق نوبل التي تمنح على مجمل آراء الكاتب وليس أدبه فحسب . ولكن يوسف يستبعد منح الأسواني نوبل نظرا لكونه مصريا وعربيا . ويرى يوسف أن كافة الترشيحات التي أبرزتها الصحف في الآونة الأخيرة تعد نوعا من الضغط الإعلامي لإختيار أسماء بعينها للفوز بالجائزة ، وهو ما حدث مع الشاعر السوري أدونيس حيث دأبت صحف معروفة بالاسم على وضعه طوال الوقت في قائمة الترشيحات للعام الماضي، وقد شجع أدونيس ذلك وساعده على ذلك تواجده المستمر بأوروبا . ولا يرشح الناقد أدونيس للجائزة لأن كتاباته تركز على الجانب الثوري الإبداعي وليس الإجتماعي، وقد تعامل مع الثورة السورية بنظرة طائفية قبلية ولم يشجعها في بدايتها ، كما أن كتابه "برستناك" عام 1958 هاجم فيه العالم الاشتراكي لصالح العالم الرأسمالي، ثم راح أدونيس يحذفه من قائمة مؤلفاته. ولكن رغم ذلك ، لا يستبعد يوسف فوز أدونيس بالجائزة التي تأتي عادة مكافأة لخدمات سياسية، مثلما حدث مع مناحم بيجن والسادات . ويرى الناقد أن عالمنا العربي مليء بالمبدعين الذين يستحقون نوبل مثل حنا مينا في سوريا، ياسمينة خضرة في الجزائر، وأسماء مصرية كبهاء طاهر مثلا . ولا يستبعد يوسف أيضا منح جائزة نوبل السلام لأبطال الربيع العربي في مصر وتونس. من جهته اعتبر الناقد الكبير عبد المنعم تليمة أن العالم العربي مهمش من جائزة نوبل التي ظهرت منذ نحو مائة عام، فقد كان أمير الشعراء أحمد شوقي يستحقها، وكذا جبران خليل جبران وتوفيق الحكيم وطه حسين . ولكن من جانب آخر فإن العالم العربي ظلم نفسه لأنه لم يتقدم علميا أو أدبيا. ويرى تليمة أن أدونيس وآسيا جبار يستحقان الجائزة، مستبعدا أي مغزى سياسي أو وجه للتآمر في الجائزة التي تعتمد ضوابط صارمة . وتوقع أن يحصد نوبل للسلام ناشط عربي هذا العام . بدوره يعتبر الأديب إبراهيم أصلان أن معظم نتائج نوبل يحالفها التوفيق، ولكن التوقعات عادة لا تكون دقيقة، فكثير ما تعلن الجوائز عن أسماء ليست شهيرة ثم يتضح أنها قامات كبيرة وتستحق الجائزة.