كم تكلفة إزاحة الديكتاتور وزمرته.. وكم هي تكلفة قمع الملايين من الثوار الذين يخرجون كل يوم من أجل إسقاط النظام الفاسد؟ وكم من مال الشعب الذي كان يجب صرفه علي الدواء والغذاء والبترول المعدوم .. أو لزيادة الأجور والمعاشات، يصرف الآن على البمبان والرصاص والاستعداد!! وكم فصلاً دراسياً أو مركزاً صحياً كان يمكن بناؤه بقيمة تاتشر واحدة مخصصة الآن لدهس المتظاهرين أو خطفهم إلي معتقلات سرية!! إنها الأسئلة التي تجيب على حالة الإقتصاد الراهن والأزمة السياسية المستفحلة وهذا الفقر المستشري ..وهي الحالة التي حتمت شعارات تسقط بس .. والثورة خيار الشعب.. وحالة الطوارئ لا تخيف أحداً .. ولن تؤخر في مصير النظام المحتوم .. ففي كل مديرية كان هنالك حاكم عسكري أيام عبود فسقط النظام تحت الغضب الشعبي .. والسفاح نميري فرض الطوارئ ونصب محاكمها فانتهي به المطاف لاجئا منبوذا بالخارج .. والنظام الآن يجرب المجرب .. ولكن هيهات.. والطوارئ نفسها مفروضة في ثلث السودان تقريبا من قبل ثورة 19 ديسمبر المستمرة ، ولم ولن تنقذ السدنة من غضب الشعب وثورته المنتصرة.. والطوارئ التي تفرض الآن بهدف بقاء النظام وضد الجماهير الثائرة لم تفرض لصد الأعداء من خارج الحدود،أو لاسترداد حلايب وشلاتين ..والمؤسسة العسكرية السودانية وعقيدتها الوطنية التي ترسخت منذ قوة دفاع السودان.. تقف في اللحظات المصيرية مع الشعب ..لهذا يهتف الثوار (جيش واحد شعب واحد).. وكم رأينا في أكتوبر وأبريل العساكر وهم يفتحون الطريق نحو القصر الجمهوري أو محمولين على الأعناق وهم في خضم المظاهرات يخوضون مع الشعب غمار الثورة.. الطوارئ ستشعل المزيد من الغضب .. وتدفع بأقسام أخرى من الشعب نحو الشارع .. وقوى إعلان الحرية والتغيير.. ويكاد فجر الخلاص أن يعلنها (سقطت بس)… من أجل سودان الحرية والكرامة.. قالت فتاة صغيرة لكاميرا قناة تلفزيونية وهي تتظاهر مع المئات في شارع بالخرطوم، أنها تناضل من أجل أن يعود السودان كما كان أيام أبيها وجدها، قالتها بحرقة وهي تلعن النظام الذي أحال حياة الغالبية إلي جحيم لا يطاق ..الآن وبعد 30 عاما من الفشل والسرقة والنهب والاستبداد .. لا زال السدنة يقولون ما زال في الوقت متسع للحوار ولتلبية مطالب الشباب .. ومعناها التمسك بالوهم وبإمكانية الاستمرار في السلطة .. بيد أن وقت الطغمة المستبدة قد نفد .. والوقت يمضي نحو الإنتصار التام وإسقاط وتفكيك الديكتاتورية .. كيما تنهض بلادنا من الأنقاض.. لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر ..لك المجد يا شعب السودان وأن تكتب التاريخ بالدم الغالي .. وسيدفع الثمن غاليا من استباح الدماء .. نغني ونحن في أسرك وترجف وانت في قصرك .. التحية لرفاقي المعتقلين .. وللشهداء .. والجرحى .. ياما باكر من زنازين العساكر نبني مجدك ومهرجانك .. عاش الشعب..