في البدء اترحم علي كل الشهداء الذين سقطوا منذ وصول الترابي وتنظيمه الي السلطة في يونيو 89 وحتي الان بدء من الشهيد دكتور علي فضل الله والي الان وكذلك اعتذر للقراء عن عدم مواصلة سلسلة مقالاتي عن دويلات الترابي ومسرحياتها السبع والتي ابتدرتها في عام 2014 عبر ثلاث مقالات تتبعت فيها مسيرة المرحوم الترابي وتنظيمه وطرائق تفكيرهم للوصول إلي السلطه وكذلك عن كيفية حبك المسرحيات لكل مرحلة وهي موجودة في أرشيف الموقع بنفس العنوان من أراد الاستزادة وسبحان الله اعترف المرحوم الترابي في حلقاته مع المذيع المصري أحمد منصور والتي بثت في قناة الجزيرة بعد وفاته انه خطط هو ومجلس شوري تنظيمه للوصول إلي السلطة منذ المصالحة مع نميري في عام 78 بعباءة حزبه لكن بغطاء عسكري وتلك المعلومة ذكرتها في مقالي الأول والذي نشر قبل وفاة الترابي بعامين وهي تنفي كل حجج تنظيم الجبهة الإسلامية التي سوقت لها في أعلامها وعلي لسان قائد الانقلاب العميد عمر البشير انهم اضطروا للاستيلاء علي الحكم عن طريق القوة لأن الآخرين كانوا يتربصون للانقضاض علي سلطة حكومة السيد الصادق المهدي الشرعية وكذلك ان المخاطر كانت تحيط بالوطن من تمدد الحركة الشعبية وضعف الحكومة في التصدي لها وذلك مما يعني ان النية كانت مبيته منذ أمد بعيد وكل شئ معد للوصول إلي السلطة عن طريق الانقلاب العسكري. مقالاتي الثلاث الأولي كانت عبارة عن ردة فعل لبكائية التحالف الوطني المعارض والتي جاءت علي لسان المحامي فاروق ابوعيسي الذي انتقد فيها المرحوم الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض وتقاربه مع حكومة البشير ووصفه لذلك الفعل في ذاك الزمان في أبريل 2014 بغير الأخلاقي لذلك كتبت مقالاتي للتنوير بتقية المرحوم الترابي وكشف مسرحياته التي حبكها منذ انقلابه المدعوم من اتباعه في الجيش في يونيو 89 علي الديمقراطية الثالثه وحتي كتابة مقالي في أبريل 2014 والتي لم يستطع سياسي في قامة المحامي فاروق ابوعيسي الذي عتقته التجارب السياسيه وكذلك كل قادة التجمع المعارض ومعهم الراحل جون قرنق ان يدركوها ويحسنو التعامل معها وجميعهم انطلت عليهم مسرحية المفاصلة وانقسام الحركة الإسلامية إلي جناحين حزب حاكم وآخر خرج مغاضبا من خيانة أصحاب مذكرة العشرة من تلاميذ الشيخ وكان جل أعضائه من محبي ومريدي الشيخ وأعني الترابي والذي سمي بالموتمر الشعبي وانضم الي ركب المعارضين لسلطة المشير البشير لذلك ظن قادة المعارضة انهم غنمو صيد ثمين يستطيع أن يساعدهم في تسلم مفاتيح السلطة من تلاميذه الغاضب عليهم لتحقيق مقولة زعيم التجمع انذاك السيد محمد عثمان الميرغني سلم مفاتيح البلد تسلم لكن حدث العكس تشتت شمل التجمع الوطني الذي كان يجمعهم ومقرارته المصيريه في اسمرا بفضل تقية الترابي وحزبه المعارض ظاهريا الموتمر الشعبي وتسلل الجميع إلي الخرطوم جماعات وفرادي عبر اتفاقيات نيفاشا والقاهرة وأبوجا ليغنموا من غنائم بترول عوض الجاز وياجمال النيل و الخرطوم بالليل هذه المقدمة سوقتها للولوج إلي الحاضر وتذكير الجميع خاصة المشتغلين بالعمل السياسي ان ارث المرحوم الترابي في التقيه موجود ومسرحياته السبع لازالت مستمره وكتاب سيناريواتها ومخرجيها موجودون في الساحة حتي بعد أن غيبه الموت عن المسرح السياسي و حدوتة النظام الخالف التي بشر بها قبل رحيله بعد حوار الوثبة هي المسرحية القادمة و يعد لها المسرح الان ولا يوجد خلاف بين المؤتمر الوطني والموتمر الشعبي والإصلاح الآن وكل يعمل لما سخر له لإعداد خشبة المسرح السياسي للمسرحية القادمة وللتذكير بمسرحيات الترابي السبع وهي كالآتي مسرحية العشرية الأولي وهي مرحلة التمكين من مفاصل الدولة وأحكام السيطرة الكاملة عليها وكانت بقيادة المرحوم الترابي صاحب النص الاصلي وكان عنوان المسرحية اذهب انت للقصر رئيسا وانا للسجن حبيسا. المسرحية الثانية هي مابعد المفاصلة في رمضان والتي مهدت لها الطريق مذكرة العشرة بقيادة غازي صلاح الدين زعيم حركة الإصلاح الآن وآخرين وكان عنوان المسرحية الصراع بين القصر والمنشية وكانت مهمتها فك الحصار الاقليمي خاصة مصر ودول الخليج والذين كانوا يتوجسون من اي نظام يتزعمه الترابي الزعيم الاسلامي وذلك عن طريق التمويه بخصام معسكر القصر بقيادة المشير البشير مع معسكر المنشيه معقل زعيم الإسلاميين المرحوم الترابي. المسرحية الثالثة وهي ما بعد نيفاشا وكان عنوان المسرحية اتفاقية السلام والحكومة الانتقالية وعودة كل المعارضة إلي الخرطوم محل الريس بينوم والطيارة بتقوم. المسرحية الرابعة وهي ما بعد انفصال الجنوب وكان عنوان المسرحية حكومة ترتيب الأوراق وعودة علي عثمان كاتب السيناريو الممتاز إلي كابينة القيادة في القصر والإعداد للمسرحية القادمة. المسرحية الخامسة كانت بعنوان القاعدة العريضة والتي صنع لها صحن كبير يسع كل الذين يشتهون الاكل من مؤائد السلطان ودعي إليها أنجال السادة من ال الميرغني وال المهدي لإطفاء نوع من القداسة والتي علي ضوئها تكونت أكبر حكومة تنفيذية عرفها التاريخ الحديث والتي عرفت في الأدب الشعبي بحكومة ال 99 وزيرا. المسرحية السادسة وهي ما بعد حوار خطاب الوثبة وعنوان المسرحية حكومة الوفاق الوطني والتي ظهر فيها طريد مسرحية المفاصلة ومذكرة العشرة وابنها الشرعي الموتمر الشعبي بمساعد في القصر الجمهوري وحصة في المجلس الوطني وكذلك مجلس الوزراء وظهور لافت في اعلام النظام. الآن يعد المسرح للمسرحية السابعة وهي بلا عنوان للان وتستند علي النظام الخالف الذي بشر به المرحوم الترابي قبل مماته والذي أودعه في قلب حواريه من الموتمر الشعبي والذين يملؤن الان فضاءات اعلام النظام لتسويق أنفسهم كوسطاء بين شقي معادلة خطاب الرئيس البشير الصفرية بين ص الرئيس البشير ورهطه من الموتمر الوطني والمتحالفون معهم وس تجمع المهنيين ورهطه من الموقعون علي وثيقة الحرية والتغيير في اعتقادي الذي عجل لاخراجه هو انتفاضة الشباب الاخيره لذلك هرع مريدي الترابي من الاسلاميين الي الدوحة المعقل البديل لهم بعد المنشية (قم الاسلاميين السابق )بعد رحيل الترابي لاعداد فصول المسرحية القادمة وبصبغة عنابيه ومراكز بحثية متخصصه في السياسة لذلك عادت الإنقاذ للمربع الأول في دولة العشرية الأولي والتي كان ظاهرها ثلة من الضباط بزيهم العسكري وباطنها يديره المجلس الاربعيني بقيادة المرحوم الترابي. كما أسلفت ان الموتمر الوطني والشعبي والإصلاح الآن كلها لافتات تعمل نحو هدف واحد هو بقاء الإسلاميون بكل اطيافهم علي زمام السلطة ولكل دور مخطط له في إدارة اللعبة السياسية لذلك يتحدث دكتور غازي وعلي الحاج وابو بكر عبدالرازق وحسن رزق وعمار السجاد وآخرين وباعلي سقف للحريات وبمساحات واسعة في فضاء النظام الاعلامي بشقيه المرئي والمكتوب وبتلك سيقف قلمي عن الكلام المباح في فهم دويلات الترابي ومسرحياته السبع. في الختام أتمني الخير لوطني العزيز