¤ مسيرة الاحتجاجات الحالية، بدأت يوم 19 ديسمبر 2018م، بالمطالبة بحل مشكلة الخبز والوقود والنقود، لكنها لم تنوي أن تنتهي بحلها!. ذلك لأن القائمين بها من الشباب، بقيادة تجمع المهنيين، ومؤازريهم، وهم غالبية الشعب السوداني، الرازح تحت نير المعاناة الاقتصادية، وبقية صنوف وأشكال وألوان المعاناة، اتفقت رؤيتهم في شيء واحد، هو أن نظام المؤتمر الوطني الحاكم، لا يصلح للحكم وإدارة الدولة، لأنه لم ولن ولا ينوي حل مشاكل السودان بصورة حقيقية أبدا. ليس لعدم المقدرة، وإنما لعدم الرغبة في الحل، لأنه هو نفسه الجزء الأكبر من المشكلة.. حكومة المؤتمر الوطني هذه نفسها هي الجزء المغمور من جبل جليد المشكلة السودانية!. وبالتالي يجب أن لا يستمر في حكم البلاد، ولا بد – بسخونة الاحتجاجات مع سلميتها – الوصول لمرحلة تذويب جبل الجليد هذا، وإتاحة الفرصة للحادبين حقيقة على الوطن و إنسانه، كي ينتشلوهما من وهدة التردي المرير، في قاع التواجد الحياتي المظلم، الذي يعاني منه حتى القاعديون من منسوبي المؤتمر الوطني نفسه، إلا أن المكابرة وحدها تمنعهم خوفا أو طمعا من الإعتراف بذلك!. ¤ معروف تماما أن الاعتراف بالمشكلة، هو جزء من الحل. كيف يمكن لطبيب أن يعالج مريضا لا يعترف بمرضه؟.. غير ممكن بالطبع، فلو اعترف المريض بمرضه، حتى وإن كان مرضا مخجلا(!!).. لأتاح للطبيب فرصة معالجته، ولكن مريضنا المكابر هنا، يقول أن المرض في عيني الطبيب، وليس فيه هو!. وإن الجرح الذي في يده صغير جدا، لا يعرقل حركته الفاعلة لحلحلة حبال مشاكل الوطن المتشابكة. لكن الآخرين، المتربصين أعداء الوطن من السودانيين، والجهات الخارجية التي تقف خلفهم، ينظرون إلى هذا الجرح بمنظار مكبر، لذلك يرونه أكبر من بحيرة فكتوريا، وأطول من نهر النيل!!. لكن موجة الاحتجاجات الحالية، أجبرت الحكومة على الاعتراف بأن هناك مرض، لكنه إعتراف مشوب بالمكابرة، فتقول إن مرضها طفيف، ، مجرد حمى إقتصادية خفيفة، يمكن علاجها ببعض ( المكمدات المالية ) الباردة، المؤمل أن يقوم بها ( طبيب الأسرة ) !!.. بينما في الواقع هي محتاجة ل (كي) ، أو ( تفصيد وحجامة )، لإخراج الدم الفاسد من عروقها، ثم منحها إجازة مرضية طويلة، حتى تتعافى، وبعدها ودون أي إقصاء، يمكنها – إن لم تزل على قيد الحياة – الحصول الشرعي على رقم جلوس لامتحان انتخابات الديموقراطية الخامسة ، فهي ليست باللياقة البدنية المناسبة لانتخابات الديمقراطية الرابعة التي ستلي الفترة الانتقالية الدانية القدوم !. ¤ إذن النظام الحاكم يمارس وبحماس سياسة ( دس المحافير )، كي يقطع الطريق أمام النوايا الصادقة المبيتة لدفن ( أبو ) سياساته الميت، الذي قضى نحبه، بعد أن أوصل البلاد إلى هذا الدرك السحيق!. ¤ إننا أمام حالة مستعصية، لحكومة ترفض الاعتراف بقناعة الشعب، بأنها ليست بمستوى تطلعاته بأن يعيش حياة كريمة ومعززة، في بلد في غناها بالموارد الطبيعية، تحتل المركز الثاني في العالم، بعد الولاياتالمتحدة الأمريكية!.و تتفوق عليها بمواردها البشرية المتفردة!. ولو وجدت الإدارة الفاعلة المتفهمة والحادبة على مصلحة الوطن والمواطن، فإنه لن يرضى سوى بالصدر دون العالمين، دولة عظمى بلا منازع!!.. ( لا تمزقوا أعصابنا وتفقعوا مرارتنا غضبا وتحسرا، بمقارنة دولتنا بجلالة قدرها بدول مثل رواندا الإفريقية، واليابان الآسيوية وغيرها، ضئيلة الحجم والموارد ، يضربون بها المثل الآن عالميا عنوانا لحسن الإدارة.. هل نذكر حكومتنا الحقيرة بأنها في الوقت الذي كانت تحشد فيه موارد الخزانة العامة لشراء البمبان وما شابه ذلك لقمع التظاهرات ضدها، كانت رواندا تحشد موارد خزانتها العامة لاطلاق قمر اصطناعي يتبع لوزارة التربية والتعليم الرواندي، لربط المدارس بالانترنت؟!!..قمر اصطناعي يتبع لوزارة التربية والتعليم ، وليس (( ستالايت قوش)) المزعوم، الذي هو مجرد طائرة ( درون) للتصوير من طراز ( 1 Inspire JIL ) تستخدمه هيئة العمليات بجهاز الأمن القوشي لمراقية التظاهرات!!. إذن فحكومتنا السادية التي ترفض الاعتراف بمرضها الكارثي المزمن، ترفض كذلك الإعتراف بحق الشعب في التعبير الحر عن رأيه فيها، رغم أنه حق دستوري، فتقمع التظاهرات بالهراوات والبمبان، بل والرصاص ( الذي ليس ميتا )!!.. ثم تدعي – وبراءة الذئب في عينيها – أنها لم تقتل متظاهرا، وأن هناك مندسين، هم الذين يفعلون ذلك، لكي يلقوا باللوم على الحكومة!.( يا خي)!!. إننا نعرف جيدا السر ( الظاهري ) لتمسك النظام الحاكم بالسلطة. فالبشير لديه أسباب يراها من وجهة نظره وجيهة جدا، أولها الخوف من الإقامة الطويلة في فندق الجنائية،وثانيها أن ذهابه وهو الظهر يعرض بعض أفراد أسرته ومحسوبيه من المفسدين، للجلد علي بطونهم بسياط المحاسبة!. وثالثها هو أن ذهابه يرفع الغطاء عن بالوعة الفساد النتنة المترامية الأطراف، تحت أرضية نظامه الحاكم!. أما كبار قادة الحركة الإسلامية – شعبي/ وطني، فهم يخشون عقابيل نبش سيرتهم الحياتية(غير العطرة) وسلوكهم السياسي ( المهبب)، ونشر غسيلهم القذر، ثم تعريضهم للجلد على البطون بسياط المحاسبة أيضا، فيتخيل أحدهم مظهره، مثل لصوص أوربا قديما، يتم تسييره في شوارع الخرطوم، بالدلاليك، وزغاريد الكنداكات، راكبا بالمقلوب على حصان أجرب، وهو مغطى ( بالريش والقطران)!!.. أو أن يبادروا بالفرار والاختباء تحت جناح حماية جهة/ جهات ما، خارج السودان، ينتمي بعضهم إليها بجنسية وجواز سفر، استطاع الحصول عليهما ( جاي جاي )، قرشا أبيض لليوم الأسود ( بالمناسبة.السودان دولة محتلة يحكمها أجانب)!!… !!، والآن وفود المقدمة المتمثلة في أفراد أسرهم وعائلاتهم ، قد طارت مبكرا، واستقرت في فللا وقصورها التي يحسبونها آمنة، في دبي وماليزيا و مصر وغيرها. وهذه الأسر الآن يقتلها الترقب وهي في انتظار أربابها الذين سيطيرون إليها من الخرطوم، بالريش القوادم ( لو الحكاية سخنت)!!. لكن لماذا كل هذا الخوف من الجنائية يا البشير؟!..( دق سدرك وأمشي ليهم..قول ليهم إتو قايليني خايف يعني عشان كده كنت بتزاوغ منكم؟.. حرم أنا كن خايف شنبي دا يتمعط. آ!!.. .أنا بس كنت داير أجيه البلد أول.. أرش الحوش وأقشو.. وأفرش الملايات!!، حتى أجيكم .. . وأها جيتكم..في شنو؟.. ماااالكم ؟!!.. أمشي ليهم يالبشير.. ما تخلي الناس ينضمو فوقك.!!.. إت ما واسق من نفسك يالبشير؟!.. أفو.. إت ماك جعلي ؟!!..إنت الفكي السياسي مش أداك حجاب الجنائية؟!!.. أقول ليك قوله؟.. ما دام الحجاب دا معاك، الجنائية ما بتمسكك. وكن مسكتك، مااابتسوي ليك حاجة.. وكن سوت ليك حاجة..إن شا الله ما تنفعا!!). ) وبعدين أنت قايل سجن الجنائية دا زي بيوت الأشباح حقات ناس أمنك؟!.. دا سجن سبعة نجوم ..أريتو سجن أخوك!!.. حمامات سباحة.. وجاكوزي.. وقاعات جم وتدليك وحاجات زي كده حتعجبك.. وكل ربع ساعة تجيك واحدة كده تمسد ليك ضهرك وتطقطق ليك أصابعينك.. ( بودي كير) على أصولو!!.. وحتي في حفرة دخان جنب سرير الدبل حقك !!.. وكمان في طوطحانية !!.. أما إذا حبيت تغير مناظر وكده، بس تعاين من الشباك..تلقى الماء والخضرة والوجه الحسن، وتسمع ناس الوجه الحسن ديل يغنو ليك أغنية ود اللمين ( يا معاين من الشباك.. كل القلوب تهواك )!!.. أنا لو منك، أسلم حكومة السجم دي لي ناس تجمع المهنيين ديل، أخليهم يتبالو بيها.. وأرسل لي ناس الجنائية أيميل أقول ليهم:( جيناكم يا حبايبنا.. بعد غربه وشوق.. نغالب فيهو ويغالبنا)!!.. ¤ يوسف جابر جودة ¤ [email protected]