باهت.. ** لدى مخاطبته لقاء الفعاليات السياسية والتشريعية والطلابية بصالة اماسي بولاية النيل الابيض امس الاول ، قال الدكتور عثمان كبر نائب رئيس الجمهورية ، ان من اسباب الازمة الاقتصادية هو سلوك المجتمع الذي تحول لمجتمع استهلاكي ، والحصار الاقتصادي ، الذي يتعرض له السودان ، واكد سيادته توفر القدرة والارادة لمعالجة الازمة الاقتصادية ، بالاعتماد على الذات والارتقاء بالانتاج ،وخفض الانتاج الحكومي وترشيد الموارد ومحاربة الفساد والمفسدين. ** ولنبدأ باخر ما تفوّه به نائب الرئيس ، وهو محاربة الفساد والمفسدين ، ونقول انه شعار ردده الساسة في الحزب الحاكم ، مقسمين على قطع دابر الفساد والقبض العلني بلا هوادة على المفسدين ، ومن ثم معاقبتهم ، لكنها للاسف كانت واحدة من الاسطوانات التي مل المواطن سماعها ، لكثرة الوعود التي ضجت بها ، ومثل حكايا شهرزاد التي سكتت عن الكلام المباح مع الصباح ، لم نجد احدا قد تمت تسميته بانه الفاسد ، بل وجدنا فقط بعضهم وقد انكر التهمة،مع الوصف الروتيني لانفسهم بانهم كباش الفداء، تمخضت جبال الحكومة لتلد فئرانا ، باعلانها للتحلل ، فسارع من سارع للتحلل ، وابترد بماء تحلله ، وعاد بلا تهمة (فاسد)..زاول نشاطه وسار بين الناس.. ** رمى كبر اتهامه للمجتمع ، وحمله وزر الضائقة الاقتصادية ، لانه مجتمعا استهلاكيا ، قهقهت حتى سالت دموعي ، اي مجتمع استهلاكي تقصد سيدي كبر ؟؟ هل مجتمعنا هذا الذي نعيش فيه ؟؟؟ ام مجتمع مخملي مميز تتوفر فيه الكماليات والضروريات وكل اشكال الرفاهية في المنازل فتسعد القلوب !! ان ظهور مصطلح المجتمع الاستهلاكي في الدول الغنية ،لم ينشأ الا بعد ان تجاوز متوسط الدخل للغالبية العظمى من الناس، مستوى اشباع الضروريات ،وبعد ان نمت الطبقة الوسطى عندهم ، فهو اذا ظاهرة نفذت للمجتمع كتطور طبيعي وكنتاج لارتفاع مستوى الدخل ، بعد ان اشبع الناس حاجاتهم الاساسية و(كلك نظر ) سيدي كبر فانظر الى ماعندنا ، هل صارت حاجاتنا الاساسية في متناول يدنا وبما تحمله جيوبنا ؟؟ فالطبقة الوسطى سيدي النائب تلاشت ثم ماتت ،ام انك سيدي مع نظرية السيد ربيع عبد العاطي ، الذي وصف دخل الفرد في السودان بالف وثمانمائة دولار في الشهر!! ** ان الحزب الحاكم ظل كما هو (يلوك) في خطاب قديم مستهلك بمفردات باهتة، تزيد من اوجاع المواطن ، الذي تكيل له الانقاذ مكاييل اللوم،التي حفظها المواطن ،وتنبأ بها قبل ان تلفظها الانقاذ ، فخرج الى الشارع بكلماته التي صاغها بعناية ،وحملها مطلوباته.. ** ان المجتمع الاستهلاكي الان هو مجتمع بعضهم ، من وضع يده على المال العام ، من تعدى على حقوق الاخرين ، من تاجر بوطنه ، من قبض الرشاوى والعمولات ، وهؤلاء من يحتاج المواطن لمعرفتهم فردا فردا ، ليبستحق الحديث تفاصيل وصفه كيفما ذكرت ، عن اسباب الازمة الاقتصادية في المجتمع.. ** ذكر الدكتور كبر في حديثه مؤكدا (توفر الارادة والقدرة، لمعالجة الازمة الاقتصادية، بالاعتماد على الذات ، والارتقاء بالانتاج ) ان الانتاج سيدي ولى عهده ، وماعادت هنالك من مصانع او مشروعات ، تقدم انتاجها امام الضرائب الباهظة والجبايات ، واسعار الكهرباء والمياه ، في بلد يشقها النيل ويتغنى به الشعراء ! فالنائب يدعو الى صيانة القيم والتعايش السلمي ، ونبذ الجهوية، وسيادة حكم القانون ،،الا يعلم النائب ان القانون في بلدي قد لفظ انفاسه الاخيره منذ ثلاثين عاما ، وتم تشييعه الى مثواه الاخير ، تخلى عن نزاهته وباعها في السوق نهارا فاصبح تابعا… ** اما ولاية النيل الابيض، فمع كل اشراق فجر جديد ،تشكو الفقر والفساد والاهمال ، وطيها تحت ابط احدهم ، يحركها كاراجوز ويسير دفتها ، حتى توزع خيرها بين بعضهم فصارت جرداء باهتة،بعد ان كانت تفيض سحرا واشراقا.. قديما …لذلك سيدي ،،احفظوا وعودكم بعيدا عنا.. همسة في اول الطريق كتبت اسمها بحروف بارزة،، وفي منتصفه اعلنتها،، ثورة.. اخلاص نمر [email protected]