بسم الله الرحمن الرحيم إن من المؤسف أن يكون الثوار يضحون بأنفسهم من أجل الوطن وإنسانه ، ويواجهون الموت وغطرسة النظام المتهالك ، وتجد من خانهم لا زال يراهن على ذلك النظام في البقاء وتاج الوزارة ! أي أناس أؤلئك الذين ارتضوا لأنفسهم خيانة شعبهم ، والوقوف مع الظلم والطغيان ، وهم يرون بأم عينهم أن الأمر الآن صائر إلى الشعب وشبابه الأبي الذي سطَّر بمواقفه هذه سطوراً من النضال النبيل والتدافع السلمي من أجل التغيير وصنع المستقبل برؤى شبابية طموحة تحمل تطلعات هذا الشعب الجميل . أعني بالخونة كل من باع ضميره لحفنة من مال أو تاج من وزارة ، فالشعب السوداني شعب ذكي وفطن ، لذا فإنه قد علم أن بعض المارقين الذين ارتموا في أحضان النظام لا يمثلون إلا أنفسهم لأنه يعلم في فقه السياسة أن الأحزاب ليس ملكاً لأحد ليقرر فيها ما يشاء وقتما يشاء ،فلا الميرغني ولا أتابعه من الذين خالطوا هذا النظام يمثلون الحزب الاتحادي الديمقراطي لأنه في زمن الغفلة وجهالات القداسة يكون الأمر عند من لا يملك ليقرر من أجل مصلحة نفسه غير مبال بمصلحة الوطن وإنسانه ، ورغم أننا كتبنا عن ذلك كثيراً وحكمنا على أؤلئك بالخونة والمارقين ، فمن أجل ذلك جاء تجمع الاتحاديين المعارض نموذجاً شبابياً بقيادة حكيمة ورؤية فكرية متجددة مشاركاً في الحراك السياسي ومنافحاً عن حقوق الشعب في العيش الكريم حاضراً في المشهد مستلهماً نضالات الاتحاديين ضد الأنظمة الشمولية وكهنوت السياسة والطائفية البغيضة وممارساتها السمجة . إنه ليس نداء لأؤلئك ليثوبوا إلى رشدهم ويلحقوا بركب الثورة ، فالركب قد ارتحل ، وما أحس بتخلفهم عن المسير ، وليس طمعاً في موقفٍ منهم بإعلان الخروج من هذه الحكومة لأن الأمر ليس مقبول ويعد في حساب محاولة اللحاق بركب الثورة فعند الشعب السوداني الفطن يسمى هذا اللحاق من أجل المصالح بعدما اتضح الطريق وبانت بشائر النصر . ولكن الأمر همس لهم بأن ينظروا للأمر ويقلبوه ويعلموا أن الثوار عبروا إلى شواطئ بعيدة دونهم وما لانت لهم عزيمة وما ضعفوا وما استكانوا ، فحاسبوا الضمائر إن تبقى منها شيء وقرروا في صمت خروجكم من المستنقع الآسن الذي ورطتم فيه أنفسكم وأعملوا أن ضحالة تفكيرهم وقراءتكم الخائطة للواقع السياسي ولمقدرة الشعب السوداني في صنع المستحيل قد خابت سلباً، ورضيتم بالقعود والقبول بفقه أعداء الشعب السوداني بأنهم لن يسلموها إلا لنبي الله عيسى ! اخرجوا في صمت وابقوا على الأعراف ، وانظروا لهؤلاء الشباب وما يقدموه لشعبهم فداء وتضحية وأرفعوا عقيرتكم بالبكاء والنواح واعترفوا بالذنب وخيانة الشعب وكونوا على ذلك عسى أن يعفو عنكم هذا الجيل من الشباب ويقبلكم مواطنين بعد تطهيركم من رجس المشاركة ووزر الخيانة ، واعلموا أن هؤلاء الشباب صناع الثورة والمجد والخلود لهذا الشعب لن يسمحوا مرة أخرى بعودة طلاسم السجادة والائتمار بسبابة السيد ، فهذا زمان قد ولى وانتهى وتم حرق كرت كل من شارك هذ النظام ولو لبضع ساعة ! والمجد والخلود لشهداءالوطن .. والعزة والفخار بشباب الثورة الواعد .. ولا نامت أعين الجبناء