تم إنزال علم الإتحاد السوفيتي الأحمر عن مبنى الكرملين للمرة الأخيرة في التاريخ بعد اعلان ميخائيل غورباتشوف استقالته في خطاب وجهه إلى الشعب السوفيتي عبر التلفزيون الرسمي للاتحاد السوفيتي ذاك الخطاب الذي عقبه انهيار الاتحاد السوفيتي حيث لم يكن الانهيار مفاجئاً، بل كما تقول النظرية الماركسية نفسها تراكما كمياً أدى إلى تحول نوعي ولكن رغم ذلك دخل قادة الشيوعية مستشفيات الامراض النفسيه وفشل علاجهم بشكل طبي الا عندما تدخل علماء النفس واصبحت الجرعه الطبيه لهم كل صباح مشاهدة التلفاز وعرض مشاهد تعكس القوة في الاتحاد السوفيتي وافلام يشاهدون فيه تلك الايام حتي تعافاه الجميع من الصدمه بشكل تدريجي. الان يعاني قادة المؤتمر الوطني من نفس المرض وعلقهم لا يصدق زوال حكمهم ويظن بعضهم ترتيب في الخفاء يعيد الحكم من جديد واخرون يحدثوك عن قرار قيادتهم تسليم الحكم والتفرغ للعمل الدعوي والبعض الاخر يظن ملكية الاحزاب رغم علمهم التام إن السقوط لم يكن عفويا بل جاء كنتيجة منطقية لسلسلة طويلة من الأخطاء والانحرافات فهل ينجح قادة الوطني في استعراض مشاهد من فترة حكمهم وهم يملكون سلسلة ساحات الفداء وابطال التضحية كثر. اما الطرف الاخر وهم قادة المعارضة في بلادي فقد تعرض علقهم الباطن الي استنساخ المرض حيث يعيش بعضهم تحت فوبيا وجود النظام السابق في كل مكان حولهم حتي تحول تفكيرهم بشكل سلبي وفشلوا في الخروج من التشويش الذي اصابهم طيلة الثلاثون عام ويحتاج علماء النفس للبحث عن مضاد يعيد لهم وعيهم المسلوب بسبب صدمة السقوط. سعيدابي الشريف بابكر [email protected]