" قال الثائر تشي جيفارا: الثورة يخطط لها الاذكياء وينفذها الشجعان ويقطف ثمارها الجبناء! * و في الذاكرة خطط تجمع المهنيين السودانيين المجدولة أيام الحراك الثوري أقاربها بما يحدث من خلافات داخل كتل قوى الحرية و التغيير بعد أن حان قطاف ثمار الثورة.. * و نقول للذين يغِذُّون في السير لاقتطاف الثمار: أسأتم إلى الثورة أيما إساءة يا من دخلتم حلبة المحاصصات السيادية و الوزارية، و انْكَبَبْتُم عليها بشهية مفتوحة و (زلعة) لا محدودة.. بعدما حجبتموها عن الجبهة الثورية.. * يا لخيبة الثوار فيكم! * هل يا تُرى شعرت الجبهة الثورية بعملية التهميش و الاقصاء، قبل أن تبدأ العملية، حين دعتكم إلى اجتماع أديس أبابا لوضع نقاط المحاصصات فوق حروفٍ معلومة و متفق على تضمينها في الوثيقة الدستورية حتى لا تقصوها منها؟! * إن الجبهة الثورية أقرَب منا إليكم.. و أدرى بخباياكم منَّا نحن الذين ضحكنا عليها و سخرنا منها عندما طالبت بتضمين ما طالبت به في أديس.. *كانت أكثر إدراكاً منَّا..! * إتفقتم معها اتفاقاً قابلاً للتطبيق، لو حسُنت النوايا، فرميتموها و رميناها بما رميتموها به من نية للخروج عن المتفق عليه حول النأي عن المحاصصات.. لكنكم أتيتم، بعدها، و خرجتم عن المتفق عليه معها في أديس و أهلتم التراب عليه.. * ندمنا على سخريتنا من الجبهة الثورية.. و على ضَحِكِنا عليها، و يا ليتنا لم نسخر و لم نضحك، و ياليتنا اتعظنا بتجربة أبي العلاء المعري: " ضَحِكنا وَكانَ الضِحكُ مِنّا سَفاهَةً وَحُقَّ لِسُكّانِ البَسيطَةِ أَن يَبْكُوا.. يُحَطِّمُنا رَيبُ الزَمانِ كَأَنَّنا زُجاجٌ وَلَكِن لا يُعادُ لَهُ سَبكُ"! ً * أقصيتم، بأنانيتكم، الجبهة الثورية و جعلتم السلام الشامل المأمول في السودان يتراجع إلى الوراء! * نعم، و يبدو أن الجبهة الثورية كانت ترى ما لم نكن نرى بحكم أنها كانت معكم في قحت تشاهد فصول المأساة تتشّكَّل من وراء الكواليس.. * قلتم: لا محاصصات! فرددنا قولكم و قلنا، ملءَ الحناجر: لا محاصصات! و صفقنا لكم و لم نكن ندري أنكم كنتم تسوقوننا سَّوقَ قطيعِ نعاج! * يا من تهوون الصراعات في مواسم جمع القلوب.. إن صراعاتكم لا تنتهي.. تصطرعون، و تصطرعون فتضيعون كل البلد.. و إذا لم تجدوا من تصارعونه، صارعتم أنفسكم.. * و قال قائلكم أن قاعدة الترشيحات قد تمت توسعتها عن قصد.. و زعمَ أن الهدف هو تحقيق التوازنات السياسية والتنوع المجتمعي.. * أين الجبهة الثورية من تلك التوازنات و ذاك التنوع المجتمعي؟ أم يا تراها خارج التوازنات و ليست في حسابات التنوع المجتمعي المزعوم..؟ * خسرتم ثقة الشعب فيكم.. فما أشبه ما يحدث حالياً بما كان يجري بعد ثورتي أكتوبر و أبريل.. إن ما يجري لا يبشر بخير أبداً..! * إن بينكم من لا يشبهون ثورة ديسمبر 2019، إطلاقاً، و هم يحلمون بالعودة إلى تخوم المحاصصات التي شابت ثورة أبريل 1985 و أحالت الثوار إلى أيتام في مائدة اللئام.. و سقطت الثورة في جيب الكيزان.. * لقد أثلج إتفاقكم على عدم المحاصصة صدورنا عندما أعلنتموه.. لكنكم نقضتموه و لما يمضِ شهر عى إعلانكم إياه.. ما يدفعنا للتساؤل عن ماذا سوف يكون حالُ اتفاق عقدتموه على عدم مشاركة كل من شارك في أحد المجلسين، السيادي و الوزاري، من الترشح للانتخابات بعد ثلاث سنوات..؟! * المؤكد أنكم سوف تنقضون هذا الاتفاق أيضاً، و سوف تأتون بمبررات واهية، و لا جدال! * لذلك لا مكان لكم في قلوبنا.. و لا ثقة في إيفائكم بما توعدون طالما فيروس (الكراسي) و المحاصصات يدفعكم لإستمالة كل من هب و دب حتى أولئك الذين استوزرهم المؤتمر الوطني مثل د.مضوي الطريفي، وزير البنى التحتية في حكومة البشير.. و أ.د.إنتصار الزين صغيرون التي رشحها المؤتمر الوطني لانتخابات 2015.. * تستميلون أمثال هؤلاء لتكبير كومكم عساهم يعينونكم في الانتخابات القادمة بطريقة ما.. * خسِىتم يا من ألهاكم البحث عن التكاثر و تكبير الكيمان! * لا تقولوا لنا أن السودان بلا كفاءات أكفأ مِن مَن رشحتم من بقايا الفلول.. بل اعترفوا أن أعماكم تدفعكم للتعجل في الكسب بالمحاصصات و تناسي أن السودان يزخر بكفاءات في الداخل و الخارج أكثر عطاءاً و أقدر على تحقيق مطلوبات الثورة.. * إياكم و قول عفا الله عما سلف! إن عفا الله عما سلف ليست ضمن برامج الثورة و أجنداتها.. و لن تكون.. * الشعب لا يضع آماله فيكم بقدر ما يضع آماله و يثمِّن عالياً موقف الثلاث كُتل التالية: تجمع المهنيين وتجمع القوى المدنية والتجمع الاتحادي المعارض الذين تمسكوا بكلمتهم و لم يحاصصوا.. * و يمتعض الشعب بشدة من كتلتيكم: تحالف نداء السوداء وقوى الإجماع الوطني اللتين نقضتا ميثاقهما و تكالبتا على المحاصصة بشفقةِ من يخشى أن تفوته القافلة! * و لا حول و لا قوة إلا بالله.. عثمان محمد حسن