جامعة الجزيرة ذلك الإسم الكبير الذي له مكانته بين منارات العلم والتعليم في المحيط الإقليمي والدولي، ورغم انّه لم يكن لي شرف الجلوس في مقاعدها لا طالباً ولا أستاذاً لكنني اجد نفسي متابعاً لها بحكم الزمالة لبعض خريجيها والعاملين بها ردحاً من الزمان قبل أن تشملنا الديسابورا التي دفعنا لها دفعاً نظام الإنقاذ الفاسد ليحتلوا مواقع لا يستحقونها ولا يحلمون بها لاولا التمكين والمحسوبية. وكالعهد بكل مفاصل الخدمة العامة وقعت جامعة الجزيرة شأنها شأن الجامعات الاخرى فريسة لعبث الإخوان وفسادهم فاحتلوا فيها المواقع إلى الحد الذي صارت معه جامعة الجزيرة لا ذكر لها بين قريناتها في المنافسات الدولية وهي التي كانت تنافس بخريجيها ومنسوبيها باقتدار وكفاءة. فعبث المحسوبيات وتلاعب المتأسلمين في العهد البائد أورث الجامعة ممارسات سالبة بل هي فضائح يجب الوقوف عندها وتطهير الجامعة منها والتطهر بمنها بسبع غسلات إحداهن بالتراب، هذا الغسلات السبع بحاجة لإجراءات عاجلة وسلسلة متابعة وتطهير طويلة تبدأ بإقالة الإدارة الحالية واعتقالها والتحقيق معها في مخالفات ومشاركة في اقتراف أفاعيل منافية للاعراف الإدارية وخارج الانظمة واللوائح ومنها المحسوبيات في التعيين كما سنرى. التجاني حسن الامين هو من وضع اول حلقات التدهور الاكاديمي والقيمي لجامعة الجزيرة، ففي بداية العهد المندحر هجم الفاشلين والعاطلين هجمة شرسة على جامعة الجزيرة وتم تعيين الكثيرين بلا مؤهلات في وظائف اعضاء هيئة تدريس ومن هؤلاء الكوز مالك النعيم وهو متأسلم قبيح تم استجلابه ببكلاريوس من الهند وتعيينه أستاذ في الجامعة ومعلاوف عن الهند تهاونها في شأن الشهادات حيث يتم منجها لكل من هب ودب بل وفي خلال ثلاث او أربع سنوات يمكنك أن تتحصل على شهادة بكلاريوس ومعها ماجستير هذا إن لم تحصل عليها بوجه غير مشروع.. هكذا تم استيعاب مالك النعيم بشهادته الرخوة من بلد شهاداتها مطعون فيها وصار بقدرة قادر أستاذ جامعي لا يحسن غير التأتأة واللعثمة في محاضراته الفجة ثم تسلق هذا النعيم حتى صار بتأتأته تلك وكيل للجامعة في زمن التمكين زمناً طويلاً لتفقد الجامعة الكثير من أراضيها حين صار مثل النعيم في مثل هذا الموقع وهنا يجب التحقيق طوال فترته في كيفية التعيين وشهادات الطلاب وفترات الدبابين وطلاب العمليات والجنوب وكيف يمنحونهم الشهادات. من فضائح الجامعة كذلك المدعو الفاضل تيمان وهذا كان متأسماً وصولياً لا يخلو من الانتهازية الواعية وقد كان مسئولاً عن طلاب العمليات وتفويج المتحركات في الجامعة بل كان يمنحهم الدرجات مكافأة على مشاركتهم في المتحركات للجنوب وكان مسئولاً عن بدعة الدبابين تلك الآفة التي قتلت بهوس صغار الطلاب، واقد حكى لي احدهم كيف انهم كانوا يذهبون للمتحركات ثم يعودون ليمنحهم تيمان هذا درجات نظير عملهم معه بل بعضهم كان على شفا الفصل من الجامعة فمنحهم درجات وتقديرات دون وجه حق مكنتهم من الحصول على شهادات بكلاريوس من الجامعة علاوة على ما كان يتمتع به هذا الفاضل تيمان من شوفونية وعقدة الانا الاعلى تنعكس في تصرفاته مع الآخرين ولا أريد أن اتحدث عن شخصيته أكثر من هذا فهو معروف باختلالات كان يحاول تغطيتها بارتداء الجزم الصبيانية (كعب عالي) ثم تزوج من بنات الأسر الكبيرة في الجزيرة إرضاءاً للأنا الاعلى وعقدة دفينة في نفسه ومن ذلك كان يقول كما يروى عنه أنه جاء البلد دي يقصد الجزيرة بشنطة حديد وقد صار من الأثرياء يمتلك منزلاً ضخماً في قلب المدينة، وعلى اكتاف التنظيم صعد تيمان ويقال انه تم إرساله للخارج للحصول على الدكتوراه ففشل من أول ثلاثة شهور ثم عاد لتمنحه الجامعة شهادة دكتوراه معلبة من شهاداتها التي توزعها على اساتذتها حين تمنحهم البروفيسور وما شابه ذلك، ومثل تيمان احدهم إسمه الزين مكث في ماليزيا سنين عددا ففشل في استكمال درجة الدكتوراه فأصابه ما يشبه الجنون فعاد لبدعة الدجامعة التي إسمها إسلام المعرفة فمنحوه هناك دكتوراه معلبة وصار أستاذ دكتور فيها في زمن التمكين الاجوف. ومثل تيمان محمد عوض الكريم العميد الذي مكث عشرات السنين عميداً حتى صار من أصحاب الممتلكات وهو أفضل من خلفه المدعو عادل وهو يحمل الدكتوراه على اكتاف الغباء المستحكم حيث يفتقد كاريزما القيادة وهيبة العمادة ويروي عنه طلابه أنه مدمن للكوشتينة والضمنة يلعبهها مع سائقي الركشات في ناصية الشارع في مدينة مدني فتأمل بالله عليك حال المسئولين عن عمادات الكليات!!! من فضائح الجامعة الدكتور محمد عبدالمنعم الذي كان يكتب قصص مسرحية لإحدى الفرق المغمورة ثم حملته رياح التمكين ليصبح عميد كلية في الجامعة بلا تأهيل وبين ردهاتها من هو أقدر منه، ومثله ياسر محمد الحسن الكادر الطلابي الذي أصبح طبيباً وتقلب بين العمادات وإدارات مستشفيات مدني بفقه التمكين، ومثله عميد كلية الحاسوب الذي اتى به فقه التمكين واستبعد العلامة سعد الدين محمد سعد العدين الذي هو برغم انتمائه الصارخ للمتأسلمين لكنه يظل له مكانته العلمية الكبيرة، ومثل هؤلاء دكتور أبوعبيدة الكوز الكبير الذي تنقل بين المواقع ثم منحوه عمادة المكتبات بفقه التميكن كذلك ومثله احدهم يمتطى سيارة اتوز جيئ به من خارج السودان ليكون نائب لعميد المكتبات وهو ميرغني عبدالحفيظ، اما المتأسلمين الذين دخلوا الجامعة بالقوة ففي مقدمتهم الفاتح الكناني الموظف الذي صار بقدرة قادر دكتوراً واستاذاً بالجامعة بل وعميد في اكبر فضيحة أكاديمية ومثله الفاتح الشيخ الذي كان موظفاً ومسئولاص عن المؤتمر الوطني والمجلس التشريعي ومثله احدهم كان معتمد للحصاحيصا وربما شرق الجزيرة فصار أستاذا بالجامعة وغيرهم كثير من نفايات المتأسلمين التي قذفوها في جامعة الجزيرة حتى صارت بركة آسنة، وقبل أن أختم المقال وفضائح جامعة الجزيرة لا تنتهي هنالك مساعدي تدريس في كلية الاقتصاد تم تعيينهم قبل عامين بتوصية مباشرة من الوالي السابق الفاسد في الجزيرة طاهر إيلا وكان يجلس معه السنوسي مدير الجامعة ذات ليلة في قصر الضيافة فوجه له تعليمات بتعيين فلان وفلان وهم من أبناء مايو بودمدني صبيحة اليوم التالي جاء المتقدمان للوظيفة واخبرا السنوسي بانهما من اوصى لهما ايلا فدخلا المعاينة بعد أن اوصاهما وأوصى لها أثناء المعاينة وهكذا ضمنا مقعهديهما بينما خرج المتافسون بخفي حنين وهي قصة حكاها لي احد المتقدمين وقتها وقد أكرمه الله فيما بعد بوظيفة ممتازة في أحدى جامعات الخليج ومنها لمنحة في ايرلندا. وكلية الاقتصاد بؤرة للفساد الوظيفي وفيها الكثير من المحسوبية ومن ذلك تعيين إبنة القاضي أبوقناية وشقيقها كان مسئولاص كبيراً في الحكومة ومثلها إحداهن إسمها لينا والدها أستاذ في الجامعة وغير ذلك كثير كثير اما فضائح احدهم وإسمه أبوسفيان فهذا مما يدعو للتقيؤ حيث له حكاية مشهورة في الترقيات والبحث العلمي المكرر ولفت النظر ومحاولات التغطية عليه وما خفى اعظم. كلية القانون والزراعة والتربية لا تخلو من السياسة والتهاون لكن الحديث طويل وذو شجون ولنا عودة إلى ذلك الحين مقروءاً ذلك مع بيان شرفاء جامعة الجزيرة فيما يتعلق بممارسات الفئة المتأسلمة فيها التي لا تزال في في مواقعها دون تغيير ولا تحقيق على ما اقترفوه. بل تعيينات كثيرة منذ مطلع التسعينات تمت لأساتذة غير مستوفين للشروط بحاجة لمراجعة ملفاتهم. جامعة الجزيرة بحاجة للتحقيق وليس العزل فحسب فلا تزال كل عماداتها مملوءة بكوادر المتأسلمين الذين استغلوا مواقعهم في التمكين والتقنين للفساد والتعيين غير المستوفي للشروط ومنح الشهادات للمحاسيب. د. الرفاعي عمر البطحاني