التعايشي: أي تغيير سياسي لا يغير الوضعية القديمة، لا معنى له الخطيب: نرفض المفاوضات الثنائية والحلول الجزئية لأنها ستولد نفس الوضع مناوي: لمسنا إرادة في تحقيق السلام من حكومة حمدوك عبد الواحد: الصفوة المركزية الحاكمة ليس لديها عقلية شراكة ويجب إيلاء أهمية قضايا النازحين أولوية جبريل: السلام يمثل مدخل لحل كل مشاكل السودان رصد: سيد أحمد إبراهيم نظمت رابطة إعلاميي وصحفيي دارفور ظهر اليوم ندوة بعنوان آفاق السلام في السودان، وتحدث في الندوة التي أقيمت بقاعة الصداقة، عدد من قيادات الأحزاب السياسة والسلطة الانتقالية، أكدوا جميعهم على ضرورة السلام لاستمرار الدولة السودانية ومعالجة مشاكلها التأريخية، وشهدت الندوة حضوراً مميزاً من الإعلاميين، حيث تحدث ممثل عن رابطة صحفيي دارفور والأستاذ وجدي صالح عن قوى الإجماع الوطني والسكرتير السياسي للحزب الشيوعي الباشمهندس محمد مختار الخطيب ورئيس جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ورئيس حركة تحرير السودان مني أركي مناوي ورئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار وعضو المجلس السيادي محمد الحسن التعايشي. الرابطة ونشأتها وقال رئيس رابطة صحفيي وإعلاميي دارفور محمد حسين إن الرابطة ظلت تناضل في القضايا المهنية، وتعمل على أن تكون قضايا السلام إحدى الأولويات العاجلة، وكشف أن الرابطة نشأت بعد أزمة الحرب في دارفور وكردة فعل للنقابات التي أنشأها النظام، وأنها نشأت نسبة لخصوصية المنطقة شأنها شأن هيئة محامي دارفور وغيرها من الكيانات الممثلة للمنطقة. أول الخطوات وتحدث ممثل قوى الإجماع الوطني المحامي وجدي صالح قائلاً إن ثقافة السلام ستكون الهادية في الفترة المقبلة، وشدد على ضرورة الإقرار بأن الثورة نتجت عن تراكم لعمل نضالي مستمر منذ 30 يونيو تنوع بين السلمي والمسلح، واستدل بتسمية المجلس العسكري الحركات المسلحة لأول بقوى الكفاح المسلح وليس المتمردين. وأكد صالح أن السلام أول الأولويات ويعتبر جوهر قضايا الفترة الانتقالية، مشيراً إلى أن مجلس السيادة خطا أول الخطوات في ذلك الطريق، وطالب بمعالجة جذور المشكلة ولفت إلى أن دارفور قضية كل السودانيين وليست حصرا على أهالي دارفور كما روج النظام السابق وعزز بذلك تفتيت القضايا وفكك النسيج الاجتماعي عبر برنامج انتهجه، وشدد على تقديم كل من ارتكب جرماً للعدالة الدولية، وأضاف : " لن نسمح بالإفلات من العقاب"، وتابع: " يجب الوصول لاتفاق سلام حقيقي وعدم تفويت الفرصة". عدم الإفلات ومن جانبه أكد السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، أنهم يسعون لسلام مستدام لا مؤقت، وقال إن تحقيقه يتطلب الاعتراف بوجود مظالم كبيرة وقعت وأن هناك جرائم وانتهاكات ارتكبت بحق السودانيين، وأشار إلى ضرورة إرساء ثقافة عدم الإفلات من العقاب، وشمل أزمة السودان التي وصفها بالشاملة في عدم استقرار سياسي منذ الاستقلال شهدت تنمية غير متوازنة وغرق السودان في الديون وانهار الاقتصاد، ووضع الخطيب ثلاثة شروط لحل الأزمة العامة، تمثلت في استدامة الديمقراطية للخروج من الحلقة الشريرة، وتحقيق العدالة، واستدامة السلام. وضع قديم وأوضح الخطيب أن النظام البائد انتهج أساليب لإجلاء المواطنين من أراضيهم تمثلت في الحروب في غرب السودان ، واستخدام السدود في الشمالية، وقال إن القوى الاجتماعية المسيطرة تأريخياً تتحالف مع قوى المجتمع الدولي المهيمنة لتوجيه السلام لخدمة مصالحها الضيقة، وأضاف :"الإمبريالية تصنع الحرب لبيع السلاح، وهي نفسها تعمل على إعادة تعمير ما دمرته الحرب". وتمسك الخطيب برفضهم للمفاوضات الثنائية والحلول الجزئية للأزمة العامة، ودعا لانتزاع الديمقراطية المستدامة والعدالة الاجتماعية والسلام عن طريق توحد كل فئات الشعب السوداني، ولفت إلى أن القوى التي كانت مسيطرة تجتهد في عدم وصول الانتفاضة لغاياتها. طعن الفيل ووصف الخطيب قوات الدعم السريع بأنها مليشيا ولا يجب تضمينها في القوات المسلحة، وأشار إلى أن ذلك يعني إدخال كل المليشيات في الجيش مما يؤدي لجعل الجيش دون انتماء، وأضاف الخطيب :"يجب تحقيق كافة ما تم الاتفاق حوله، لتهيئة لقيام مؤتمر دستوري يحضره ممثلون من كافة السودان للتوافق على حل الأزمة". مطلوبات السلام كما تحدث عبر الهاتف رئيس حركة تحرير السودان مني أركي مناوي، معتبراً ثورة ديسمبر تتويجاً لآمال السودانيين في السلام والاستقرار، وقال إن الخطأ الذي ارتكبته قوى التغيير، تغييبها لعنصر السلام وتركه خلف الأسوار، وفقاً لتعبيره، ولفت إلى أنهم أعلنوا وقف إطلاق النار لإعطاء الفرصة لإتمام السلام، وبخصوص مفاوضات جوبا أوضح أنهم لمسوا إرادة حقيقية في السلام من حكومة حمدوك بعد لقاءهم معهم بجوبا في الأيام الماضية، وشدد على أن بناء السلام يتطلب بحث مضني لإزالة أسباب النزاعات، وشمل مناوي مطلوبات بناء السلام في إرجاع النازحين إلى قراهم وأبناء المنطقة المهجرين في العالم، إلى جانب تعويضات معنوية تتمثل في حقوق سياسية منها حق في الانتخاب، إضافة إلى إنشاء آليات لإعادة هيكلة الدولة بطريقة حيادية لجعلها وطنية بعيدا عن الاستغلال المستمر منذ بضع وستين عاماً. وناشد مناوي الحكومة لوضع تلك المطلوبات ضمن أولوياتها، وتابع : "الدولة العميقة ليست في المؤتمر الوطني فقط بل حتى في الأحزاب التي ورثت السودان". صفوة مركزية ومن جهته شدد رئيس جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور على أن السودان ظلت تحكمه صفوة ظلت تغير جلدها من عسكرية لمدينة استأثرت بموارد البلاد في وقت ظل السواد الأعظم غير مشارك في إدارة الدولة، وأشار إلى أن المركزية القابضة قابلت مطالبات الحركات المسلحة بإبادات جماعية وتطهير عرقي، مشدداً على أن ما أسماها الصفوة المركزية لا توجد لديها عقلية الشراكة الوطنية. أولويات وطالب بإيلاء قضايا النازحين أولوية لضمان تحقيق السلام، وأضاف أن على الجيش السوداني الوعي بأن مهمته حماية السودان وليس حماية الأنظمة الحاكمة، وطالب بمحاكمة كل مرتكبي الإبادة الجماعية، واعتذار الدولة والمتحاربين عن جرائم الحرب التي تم ارتكابها، وانتقد عبد الواحد إشراك التكنوقراط قبل استواء الدولة، وقال إن حكومة حمدوك لن تحل مشكلة السودان لعدم وجود سلطة في يدها، وإن السلطة مازالت في يد العساكر، وكشف عدم نيتهم في طرح خيار حق تقرير المصير، وتابع : "لن ننفصل ولن نطرح حق تقرير المصير لأننا شركاء في هذا الوطن". مدخل الحل ومن ناحيته أكد رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل إبراهيم أن السلام مدخل حل لكل مشاكل السودان، وطالب بتوفر الإرادة السياسية وتوجيه الإعلام والمجتمع ككل لخدمة قضايا السلام، مؤكداً أن الثورة فتحت الطريق للسلام الذي قال إن الوحدة أساسه، ونوه إلى سعيهم لتحقيق السلام دون محاصصات، وإعلاء قيمة المواطنة لتحقيق السلام، ونبه إلى أن محاولة شق الصف وشراء الذمم واستمالة أطراف، لن تجدي. فرصة كبيرة وقال عضو المجلس السيادي محمد الحسن التعايشي في حديثه الذي وجد ترحيباً من الحضور، إن السودانيين لم تتح لهم أي فرصة لمعالجة قضايا السلام أكبر من الماثلة حالياً، وقطع بإمكانية تحقيق السلام إذا تم استصحاب خصوصية الثورة الحالية، كما رهن تحقيق السلام بدفع استحقاقاته كاملة، مؤكداً أنهم في المجلس السيادي على استعداد كامل لذلك. أسباب تأريخية وأوضح التعايشي أن أحد أسباب الحرب في السودان إحساس عدد من كبير السودانيين أنهم يمتلكون حق الامتياز، مشيراً إلى أن ثورة ديسمبر ستضع حد لتلك الامتيازات لتمهيد الطريق لحل جذور الأزمة، وقال : "من يحاولون إيقاف خطى السلام لا يملكون القوة لذلك". وأضاف أن الأسباب التي خلقت الحرب تأريخية، وأن الاعتراف بها يشكل خطوة في حلها، ولفت إلى أن بناء دولة ديمقراطية في حالة استمرار الحرب، وأن أي حديث عن التنمية في وجود الحرب، لا معنى له. شراكة وعن مفاوضات جوبا والاتفاق على إعلان مبادئ، وصف التعايشي ما تم بأنهم اقتنعوا بأنهم شركاء وذلك كافي، وأشار إلى نجاحهم في فتح المسارات للإغاثات وإعادة المنظمات التي تم طردها. ونبه إلى أنهم اصطحبوا زعيم المعارضة في جنوب السودان رياك مشار للتأكيد على أن سلام الجنوب مهم للسودان وسلام السودان مهم للجنوب. تضامن لإنهاء الحرب ولفت التعايشي إلى أن إحلال السلام يحتاج لشراكة دولية للتمكن ذلك، وأكد أنه من الخطأ اعتبار أن الحرب تؤثر على مجموعة معينة من مناطق السودان، وطالب لذلك بضرورة تضامن كل السودانيين لإيقاف الحرب، ووصف الشعب السوداني بأنه راقي ومتحضر، لكنه فقط يحتاج لنظام سياسي يضمن تحقيق السلام، وقطع بأنهم سيتمكنون من تحقيق السلام في المفاوضات القادمة بجوبا، إنهاء القديم وأكد التعايشي رفضهم لأي سلام لا يكون شامل ولا يغير الوضعية التأريخية، قائلا إنه سيولد الحرب من جديد، وكشف أنهم من خلال وجودهم في القصر الجمهوري، وجدوا أكثر من 190 مؤسسة تابعة للقصر الجمهوري، وشدد على ضرورة إنهاء ذلك الوضع، وتابع : " تغيير سياسي في البلد لا يغير الوضعية القديمة لا معنى له".