كشف عضو مجلس السيادة السوداني، محمد حسن التعايشي، عن الاتفاق مع الحركات المسلحة على إعادة المنظمات الإنسانية الدولية التي طردت في عهد الرئيس المعزول عمر البشير ، مع السماح لها بالوصول لمناطق النزاعات. ووقع وفد مجلس السيادة الأربعاء الماضي مع الجبهة الثورية والحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة عبد العزيز الحلو، على "اعلان جوبا" الذي تضمن عدد من إجراءات بناء الثقة. وقال التعايشي خلال ندوة "مستقبل السلام في السودان" بالخرطوم السبت، إن الجميع متفائلون ومتحمسون لتحقيق السلام الشامل بعد دفع استحقاقاته. وأوضح أن ملف السلام كلف في عهد النظام السابق عشرات الجولات دون التمكن من تجاوزه بينما الأطراف التي التقت في جوبا لم يكلفها سوى ساعات وحسمته بالكامل. وأضاف "اتفقنا على كل النقاط حتى المنظمات التي تم طردها في عهد النظام السابق والمنظمات الإنسانية الأخرى الرغبة في الوصول لمناطق المتأثرين لديها الحق في التقديم لذلك ونحن سنتبع الإجراءات التي تحفظ أمن البلد، ولن ننظر للأمر باعتباره "بزنس" كما كان يفعل النظام السابق". وفي عام 2009 طرد نظام الرئيس المعزول عمر البشير نحو 13 منظمة انسانية دولية عاملة في إقليم دارفور بعد اتهامها بالتخابر والتجسس على البلاد، وذلك بعد أيام من اصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال بحق البشير لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأكد التعايشي ان الأطراف جوبا اتفقت على البداية الفعلية لمفاوضات السلام يوم 14 أكتوبر وتنتهي في 14 ديسمبر، لكن لم يتم الاتفاق على الأجندة والمسارات حيث تركت للجان مشتركة تتولى. ودعا التعايشي إلى إقامة شراكة مع من سماهم بالأصدقاء في المجتمع الدولي والاقليمي لتحقيق السلام، مشيراً إلى الدور الذي تلعبه دولة جنوب السودان في ذلك. وأعلن التعايشي ان أطراف "إعلان جوبا" اتفقت مبدئيا على معالجة وضعية الحرب في السودان بصورة نهائية، قائلاً إن الجميع تواثق على أن الوضعية الحالية ان لم تعالج فيها مشكلة الحرب فإن الاجيال القادمة لن تجد فرصة لمعالجتها. وأشار إلى إمكانية فتح الوثيقة الدستورية وهياكل السلطة الانتقالية التي تم تشكيلها لاستيعاب مخرجات اتفاقيات السلام المقبلة. وأضاف "الاتفاق على السلام من دون اجراء جراحات على هياكل المؤسسات الدستورية غير موضوعي ولن يحقق السلام الذي نتوقعه". وشدد على ضرورة تحقيق السلام خلال الفترة الانتقالية ثم الذهاب إلى إقامة مؤتمر دستوري يشارك فيه كل اهل السودان ويتم تضمين قضايا السلام قبل اجراء انتخابات عامة. وأشار التعايشي إلى وجود أشخاص يريدون سلاما لكن دون تغيير في المعادلة التاريخية للسودان، وآخرين يريدون سلاما يبقى على الهيكل القديم، مضيفاً "اي تغيير سياسي في البلد لا يلغي الوضعية التاريخية في السودان لا معنى له".