في حديث له قال السيد الصادق المهدي : اذا فشلت حكومة حمدوك سوف نلجأ لانتخابات مبكرة. و كالعادة فتحت نيران كثيرة على تصريحات الأمام، مما يستدعي اعادة القراءة بعمق في قضية التلويح بالانتخابات المبكرة و حساب محاسنها و مساويها . اولا هذا التلويح جيد لجهة انه يصيغ صورة واضحة للبديل في حالة فشل حكومة حمدوك عن إنجاز ملفاتها ، و بالتالي يغلق الباب امام المجهول و يجعل الجميع على دراية بان فشل هذه الحكومة ليس نهاية المطاف . ثانيا الانتخابات المبكرة تمثل بعبعا مخيفا للمجلس العسكري السابق و قادة الجيش الحاليين ، لأن الحكومة التي ستأتي بالانتخابات لن يكون لها شريك في الحكم من الجيش، و إنما سيكون لها مطلق الحرية في ترتيب بيت القوات المسلحة و اختيار القائد العام للجيش و وزير الدفاع و وزير الداخلية و لها مطلق الحرية في ترتيب جهاز الأمن و تعيين قادته، و هذا ما يخشاه قادة المجلس العسكري لأنه ترتيب سوف يطيح بهم خارج الجيش و يعرضهم من بعد للمحاكمات على الجرائم التي ارتكبت في فض الاعتصام و في مذابح رمضان و موكب 30 يونيو . ثالثا الانتخابات المبكرة سوف تخيف عدد ليس بالقليل من الأحزاب السياسية خفيفة الوزن الجماهيري ، و سيرغمها على الانضباط في ظل الفترة الانتقالية التي تسمح لها بالمشاركة في تقرير مصير الحكم ، بدل أن لا تجد لها الا مقعد واحدا او مقعدين في مقاعد المعارضة في ظل الحكم الانتخابي . هذا غير أن فكرة حدوث انتخابات مبكرة ستجعل الأحزاب تلتفت إلى مسؤولياتها التنظيمية و تجتهد في تنظيم انتخاب هياكلها عبر المؤتمرات العامة و التواصل مع الجماهير بدل حالة الاسترخاء التي تشوب معظم الأحزاب التي تظن أن الانتخابات مازال باقيا عليها على الأقل ثلاث سنوات. ربما الثلاثية أعلاه هي من محاسن تلويح الإمام بالانتخابات المبكرة و لكن ما هي مساؤي هذا التلويح ؟ بالتأكيد أكبر المساؤي و اخطرها ان يكون في هذا التلويح ما يدفع العساكر نحو قطع الطريق على الانتخابات بأحداث انقلاب عسكري قد يشركون فيه معهم الأحزاب السياسية التي تعلم ضآلة حجمها الجماهيري و التي تخشى أن استقرت الديمقراطية الانتخابية ان تختفي من الوجود . لذلك ليس في دعوة الامام للانتخابات المبكرة اي بأس – إذ تم تجنب الانقلابات – فالاحتكام إلى الانتخابات هو احتكام إلى الشعب لا لشيء سواه ، و الشعب دوما هو مصدر السلطات . يوسف السندي