1- العنوان اعلاه ليس من عندي، وانما من صديق صحفي مخضرم له باع طويل في الشأن الصحفي ويعمل منذ سنوات طويلة باحدي المؤسسات الصحفية المرموقة في الخرطوم، وملم بكثير من خفايا ما يجري في دهاليز واروقة اجهزة الدولة المدنية والمؤسسات العسكرية ودور الاحزاب المتنوعة والمنظمات السياسية المسالمة والمسلحة. 2- كنت قد طلبت منه ان يتحفنا بما عنده من اخبار لم تنشر في الصحف عن حال السودان بعد تشكيل المجلس السيادي وظهورحكومة عبدالله حمدوك بعد مخاض عسير، ان يفيدنا بالجديد المثير من معلومات هامة متداولة بين الناس ووجدت الاهتمام والمتابعة. 3- قال الصحفي في رسالته: ان البطء الشديد، والتاخير المتعمد في اجراءات محاكمة الرئيس المخلوع وبقية السجناء السياسيين الذين معه في السجن قد اثار بشكل كبيرريبة المواطنين وشكوكهم، وان هناك شيء ما غامض ومبهم لا يعرفون كنهه وراء تاجيل جلسات المحاكمة وعدم البدء في محاكمة السجناء الاخرين…ومما زاد من يقين الناس ان البطء الشديد، والتاخير المتعمد ليس بسبب اجراءات روتينية او مكتبية، ولكن بسبب ان لا احد من المسؤولين في الدولة سواء كان وزيرآ في الحكومة او احد اعضاء هيئة المحكمة قد اوضح الاسباب في عدم سير اجراءات محاكمة البشير بشكل طبيعي!! 4- والشيء الغريب والمريب في الامر – بحسب كلام الصحفي-، انه في الوقت الذي تاخرت فيه هذه المحاكمات، نتفاجأ يوميآ باعتقالات جديدة لشخصيات كانت نافذة في السلطة السابقة وعندها "الشنة والرنة" والكلمة الامرة ، لم يعد غريبآ انه لا يمر يوم الا ويدخل احد من كبار أهل السلطة السابقة سجن كوبر وينضم مع بقية اعضاء حزبه المنحل!!، ان اخر الاحصائيات افادت ان عدد السجناء السياسيين الذين يقبعون في سجن كوبر قد وصل عددهم الي نحو (100) سجين يلتقون بصورة دائمة والعلاقات بينهم قوية ومتينة، ويطلقون علي البشير نفس الاسم (سيادة الرئيس)!! كل هذا يعني بكل وضوح ان سجن كوبر- في غفلة الرقيب او ربما بعلمه التام – قد اصبح بصورة رسمية دار "حزب المؤتمر الوطني" !! …ولا احد يعرف هل فعلآ تمت الاعتقالات بناء علي تهم محدة؟!!، ام ان اغلب الذين دخلوا كوبر كسجناء كانت بحسب خطة منهم وبرضاءهم التام لكي يكونوا علي مقربة من القيادة داخل السجن؟!! 5- قال الصحفي: ولاول مرة في تاريخ السودان نسمع بوجود حزب سياسي يعمل من داخل سجن كوبر برئاسة البشير… وهذا الحزب نفسه عنده فرع اخر في الخارج برئاسة بروفيسور إبراهيم غندور!!…وكلما تاجلت المحاكمات وتاخرت الجلسات، كلما كان "حزب كوبر"عنده فرص كثيرة لتجميع شتاته وتنظيم اعماله. وكلما كثر عدد السجناء كلما زاد قوة الحزب حتي وان كانوا في زنزانات كوبر!!…انها "الدولة العميقة" التي احالت كوبر لحزب سري رغم انف السلطة الحاكمة الان!!..والسجناء السياسيين ومن هم تحت الاقامة الجبرية اصبحوا معارضين للوضع القائم جهارآ نهارآ..والسجين البشير سيطرعلي هيئة المحكمة ويقررهو متي تستمر متي تتاجل!! 6- انتهت رسالة الصحفي وبقي هناك سؤال مطروح بشدة، هل الاجراءات الصارمة الاخيرة التي اتخذتها ادارة سجن كوبر في حق عمر البشير وبقية السجناء قبل ايام قليلة مضت، بخصوص تقليل الامتيازات التي كان يتمتعون بها داخل زنزانته مثل: (إزالة التلفزيون من زنزانة البشير، تقليص الصحف الممنوحة له إلى صحيفتين فقط، وتشديد الحراسة على المعتقلين ومنعهم من استخدام الهاتف تماما، حصر العلاج داخل السجن فقط الا في الحالات الحرجة ، بعد أن تكررت مطالبات المعتقلين بتحويلهم إلى مستشفى علياء التابع للسلاح الطبي في حالات عادية.)…هل هي اجراءات الغرض منها الحد من نفوذ (حزب المؤتمر) المتعاظم داخل كوبر؟!!…ام عودة الانضباط افتقده السجن طوال خمسة شهور؟!! بكري الصائغ [email protected]