نفى رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، إرسال جنود سودانيين لدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أو أي طرف آخر في ليبيا، معتبراً أن قوات الجيش السوداني موجودة في اليمن بطلب من الحكومة الشرعية، ولا تقوم هناك بأي مهام قتالية. وخلال مقابلة مع قناة «الجزيرة مباشر»، مساء أول أمس الخميس، أوضح أن «الحديث عن إرسال قوات سودانية إلى ليبيا غير صحيح، ولم نرسل أي فرد للقتال في ليبيا. كما لم يطلب منا أحد أو دولة إرسال جنود إلى هناك، ولسنا طرفا في النزاع الليبي». لكن البرهان لم يستبعد أن تكون فصائل مسلحة أخرى خارجة عن النظام السابق قد عملت في ليبيا، مؤكدا أنه «لا دخل لحكومته في ذلك». وبين أن «قوات الدعم السريع جزء من الجيش السوداني، وتعمل تحت إمرته ولا تعمل بمعزل عن الجيش وقيادته»، وأن هذه القوات «كانت لديها في السابق ميزانية منفصلة، ولكن بعد التغيير في البلاد صارت تابعة للجيش». وفي 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ذكرت قناة «الجزيرة» القطرية أن نسخة حصلت عليها من تقرير فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا، أفادت بأن السودان أرسل، في يوليو/ تموز الماضي، ألف جندي إلى ليبيا، دعمًا للواء المتقاعد خليفة حفتر. وأضاف التقرير أن السودان والفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي» (نائب رئيس المجلس) لم يلتزما بالعقوبات الأممية التي تقضي بحظر تقديم دعم عسكري لأطراف الصراع في ليبيا، وأرسل ألف جندي سوداني من قوات «الدعم السريع» إلى الشرق الليبي، في يوليو/ تموز الماضي. وحول وجود القوات السودانية في اليمن، قال البرهان إنها هناك» بطلب من الحكومة الشرعية، وإنه ليست لدى بلاده قوات تقوم بمهام قتالية هناك، بل هي موجودة للحماية فقط». وشدد على أن «القوات السودانية باقية في اليمن حتى يتحقق الهدف الذي شاركت من أجله لإعادة الشرعية، التي تحولت إلى إعادة الأمل». البرهان أكد كذلك أن السودان تحدث مع الجانب الأمريكي بشأن رفع اسمه من قوائم الدول الراعية للإرهاب «وهم يقولون إن لديهم قوانين وإجراءات حتى يتم ذلك». ويشارك السودان في حرب اليمن التي تقودها السعودية والإمارات، منذ مارس/ آذار 2015، ولم يعلن عن عدد قواته المشاركة في الحرب، لكنه أعلن استعداده لإرسال 6 آلاف مقاتل إلى اليمن. واعتبر أن عدم رفع اسم بلاده من قائمة الإرهاب رغم التغيير الحاصل في البلاد «أصاب الشعب السوداني بالإحباط»، مشددا على أن الأسباب التي أدت إلى فرض العقوبات على بلاده ووضعته في قائمة الإرهاب انتفت. ورفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017، عقوبات اقتصادية وحظرًا تجاريًا كان مفروضا على السودان منذ 1997. لكن واشنطن لم ترفع اسم السودان من قائمة «الدول الراعية للإرهاب»، المدرج عليها منذ عام 1993، لاستضافته الزعيم الراحل لتنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن.