اتفق السودان ودولة جنوب السودان، الثلاثاء، على تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق السلام الموقع في الخرطوم نهاية أغسطس/ آب الماضي، خاصة ما يتعلق بالترتيبات الأمنية وتجميع الجيش وفتح وتجهيز المعسكرات وبداية التدريب. جاء ذلك في تصريحات إعلامية، لعضو المجلس السيادي محمد الحسن التعايشي، عقب عودة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو "حميدتي"، من جوبا التي زارها الإثنين. وأضاف التعايشي أن "ذلك من شأنه فتح الطريق أمام تشكيل قوة من الجيش الوطني والشرطة والأمن على أسس متفق عليها، تمهد الطريق أمام تشكيل الحكومة الانتقالية، وتأمين المدن الرئيسية". وأردف التعايشي "هناك بعض الإشكالات اللوجستية التي أعاقت تنفيذ الاتفاق، لكن السلام والاستقرار السياسي بدولة جنوب السودان مهم ومفتاحي". وتابع، "كما ناقش الوفد مع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، تنفيذ نتائج قمة مدينة عنتبي الأوغندية، حول تحقيق السلام". وفي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، اتفق ميارديت، والرئيس الأوغندي يوري موسفيني، ورئيس المجلس السيادي بالسودان عبد الفتاح البرهان، بالقصر الرئاسي بمدينة "عنتبي" خلال قمة ثلاثية، على تشكيل آلية من السودان وأوغندا، الضامنين لتنفيذ اتفاقية سلام جنوب السودان والأطراف الجنوبية الموقعة على الاتفاقية، للإشراف عليها ومتابعة تنفيذ بنودها. ومؤخرا، اتفقت الحكومة والمعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان، في اجتماع قمة عقد في كمبالا الأوغندية، على تمديد عمر الفترة ما قبل الانتقالية 3 أشهر، للمرة الثانية، بعد إخفاقهما في معالجة القضايا العالقة من اتفاق السلام الموقع في 2018. وفي نهاية أغسطس 2018، وقعت الأطراف المتصارعة في جنوب السودان، بالأحرف الأولى، الاتفاق النهائي للسلام في الخرطوم. وفي سبتمبر/ أيلول 2018، وقع فرقاء جنوب السودان اتفاق السلام النهائي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور رؤساء دول "إيغاد". ووقع الاتفاق، وقتها، كل من ميارديت، وزعيم المعارضة المسلحة ريك مشار، إضافة إلى ممثلي فصائل المعارضة الأخرى. وتعاني جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي عام 2011، حربا أهلية منذ أواخر 2013، اتخذت بعدا قبليا، وخلفت نحو 10 آلاف قتيل، ومئات آلاف المشردين.