احتفت وسائل إعلام عبرية، اليوم السبت، بالإعلان عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، الذي تم الكشف عنه مساء أمس. وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه على عكس اتفاقات "إبراهيم" مع الإمارات والبحرين، فإن الاتفاق مع السودان يعد بمثابة "ركيزة مهمة" في إمكانية انضمام المزيد من الدول العربية السنية إلى عملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل برعاية أمريكية. وأوضحت أن اتفاق "إنهاء العداء وتطبيع العلاقات" بين الدولتين يشير عمليا إلى اختراق السقف الزجاجي نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية اتسم تعاملها مع تل أبيب بالعداء. وتابعت :"يتضح من ردود كبار مسؤولي النظام في الخرطوم على الاتفاق الثلاثي مع إسرائيل والولايات المتحدة أن السودان سيعمل على تنفيذه عمليا بشكل بطئ ومدروس، إذ يتعين أولا على المجلس التشريعي في السودان الذي لم يتشكل بعد المصادقة على الاتفاق في البرلمان". وأضافت :"السودان الذي استضاف في عاصمته الخرطوم مؤتمر اللاءات الثلاثة الشهير في أغسطس 1967، والذي أعلنت فيه الدول العربية مجتمعة: لا سلام ولا مفاوضات ولا اعترف بإسرائيل، يمثل معلما هاما في علاقات إسرائيل بالعالم العربي والدعم غير المشروط من الدول العربية للقضية الفلسطينية. ذلك الدعم الذي بدأ يتفكك ببطء مع اتفاقيات السلام الموقعة مع مصر في أواخر السبعينيات وبعد عقدين من الزمن مع الأردن". واعتبرت الصحيفة العبرية أن الاتفاق مع السودان ينطوي على أهمية أمنية مضافة أكبر بكثير مما تنطوي عليه "اتفاقات إبراهيم" الموقعة مع الإمارات والبحرين. فالسودان خلال فترة الرئيس المعزول عمر البشير كانت قاعدة لوجيستية بالنسبة لتنظيمات مثل القاعدة و"حزب الله" اللبناني، و"حماس" االفلسطينية"، وفق "يسرائيل اليوم". وتقول الصحيفة إن تلك التنظيمات، استغلت موقع السودان الاستراتيجي على شواطئ البحر الأحمر وحكم البشير لتخزين وتهريب الأسلحة ووإصدار التأشيرات وتصاريح العبور لمن سمتهم "الإرهابيين والمطلوبين" الذين وجدوا ملاذا على أراضيه، إضافة إلى تقديم الخرطوم تمويل مالي للتنظيمات الفلسطينية المسلحة التي تقاتل إسرائيل. وبحسب تقارير أجنبية، نفذت إسرائيل حتى منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، أكثر من مرة هجمات داخل أراضي السودان لإحباط عمليات تهريب الأسلحة الموجهة إلى حماس وتنظيمات فلسطينية أخرى في غزة والمنظمات الإسلامية المتطرفة العاملة في سيناء، بحسب الصحيفة. وأضافت :"لا يمكن تجاهل حقيقة أن إعلان اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان لم يأت ولو بكلمة واحدة على ذكر قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". وأمس الجمعة، قال وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين، إن الحكومة الانتقالية وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، موضحا أن "المصادقة عليه تظل من اختصاص الأجسام التشريعية". ويصبح السودان بذلك الدولة العربية الخامسة التي تبرم اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين (2020). وأعلنت قوى سياسية سودانية بغعد إعلان الاتفاق أمس، رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، من بينها حزب الأمة القومي، وهو ضمن الائتلاف الحاكم، والحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري.