مضى وقت طويل منذ تشكيل حكومة الثورة، وما زالت الأزمات متفاقمة في الخبز والمواصلات والوقود، وغلاء متصاعد يومياً في كل أساسيات الحياة، ولا ندري أين اختفت لجنة إزالة التمكين التى كنا نحرص على متابعتها مثل متابعتنا لكلاسيكو برشلونة وريال مدريد رغم الأخطاء القانونية الصريحة. لا شك أن من حق المواطن الآن أن يتسائل، أين حكومة الثورة؟ أين نتاج تضحيات الشباب الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل نجاح الثورة؟! أين د.حمدوك الذي حاز على أكبر تفويض عندما اجمع عليه كل شباب الثورة تحت شعار #شكراً_حمدوك ؟؟. والكثير من الاسئله التى تدور في ذهن القارئ الآن، وهي بالتأكيد اسئله مشروعة ومن حق أي مواطن الاحتجاج والمشاركة في ايجاد الحلول الموضوعية، وما على الحكومات إلا الاستجابة إلى إرادة الشعوب التي لا تُقهر. وإلا سيكون سقوطها حتمي. ولكن !!!….. في الآونه الاخيرة ظهرت بعد الأصوات التي تقارن الاوضاع الحالية بحكم المخلوع البشير، والتي تقول بلا خجل (يا حليل البشير)!!، هذه الاصوات هي نفس الأصوات التي كانت تقف في طريق الشباب اثناء المظاهرات (يا ولدي ما تضيع زمنك ما بتسقطوها)، (يا أولادي خلو الصعلقه والفوضى دي) ، (يا ولدي الموضوع دا أكبر منكم). المضحك المبكي أن أصحاب هذة الأصوات هم نفس الشخصيات الذين كانوا من أوائل الحضور يوم سقوط البشير أمام القيادة العامه، وهنا تحولت عباراتهم إلى (مبروك يا شباب)، (انتم أمل السودان)، وشاركونا الفرحه بكامل أركانها واحتفلوا مهللين مكبرين!!!. كنت أتمنى أن يشاركونا ايضاً تحديات الفترة الانتقالية، وليتهم يعلمون أن الفترة الانتقالية وبطبيعتها فترة هشة وخطيرة وتحتاج إلى تكاتف من كافة فئات المجتمع السوداني حتى نحقق الانتقال الآمن والتداول السلمي للسلطة، ولكن سرعان ما تراجعوا عن احتفائهم بالشباب وعادوا مجدداً يلقون اللوم على الشباب، (دي المدنية الدايرنها!!)، (كلو بي سببكم)، (دي حكومتكم الجبتوها أها عملت شنو!). كنت اليوم في أحد المطاعم السريعة لتناول وجبة الفطور، يقف أمامي رجل في مطلع الخمسينات، قام بطلب ساندوتش ولكنه تفاجأ بعدم توفر الرغيف. لم يتردد هذا الشخص بالإلتفات نحوي والبدء في الصراخ واضعاً يده في صدري وهو يردد (كلو منكم آنتو ديل)!!!! (يا حليل البشير)!!! هل من العدل و المنطق أن يتحمل الشباب عبء إسقاط النظام السابق و عبء فشل الحكومة الجديدة؟!؟! هل من العدل والمنطق أن يوهب الشباب نفسة حتى لمراقبة أداء الحكومة ليحل محل الجهاز التنفيذي، واضعاً يدة على مراقبة الدقيق وصفوف البنزين والغاز!!!! ومن هنا تحولت لجان المقاومة إلى مجرد لجان حي خدمية!! هل من المنطق أن تطلب الحكومة من الشباب الاكتفاء بدعمها وتردد هتاف (الجوع ولا الكيزان) !!! والحكومة في صراع مع نفسها وحاضنتها السياسية!!! كلها اسئلة مشروعة يجب علينا جميعاً كشباب الوقوف عليها وبحكمة. اخيراً، في تقديري، أنه لا مجال للوقوف موقف الحياد، لا مجال للإكتفاء بدعم الحكومة رغم الفشل، لا مجال لتبرير الفشل، ولا مجال لعودة أنصار النظام السابق، فهم في عداد الموتى، وقد لفظتهم جماهير الشعب السوداني خارج دائرة الحكم للأبد، وذهبوا إلى مزبلة التاريخ ومهما حدث لهذه الثورة من ضيق و أزمات لن تكون مبرر لعودتهم. ومن هنا نقول للحكومة وجميع أعضاء المجلس السيادي والوزراء وبصوت عاااااااالي ( لا الجوع ولا الكيزان).