ندرك حقيقة المعاناة التي يعاني منها طلاب وطالبات الجامعات في بلادنا و لا نستثني من ذلك حتى تلاميذ المدارس في المدن ، الذين في الغالب يتنقلون من أماكن إقامتهم وسكنهم ذهابا وجيئة منها وإليها، لن تناول في هذا المقال المشاكل والصعوبات التي لحقت بالتعليم العام إكاديميا والتحصيل وإزدياد الفاقد التعليمي نتيجة لتلك الصعوبات ،لأنها تحتاج لدراسة مفصلة ومتخصصة ،لكن سنتطرق لتلك المشاكل الآنية التي تتعلق بتلاميذ التعليم العام والجامعي وعلى وجه الخصوص في المدن ، كما أننا لن نشمل في طرحنا هذا شريحة المستفيدين من التعليم الخاص ، وفي مقال آخر سنفرد مساحة لمشاكل التعليم من الناحية الأكاديمية والإجتماعية في مناطق النزوح واللجوء والسيول ، والتي تفتقر لأبسط مقومات ومطلوبات العملية التعليمية من وجود المدارس الآمنة والإجلاس ،الكتاب ، المعلم والبيئة المدرسية بشكل عام والتي لم تنعم بكمال يؤهلها لأداء دورها بالمستوى المأمول ، تحت قهر كل هذه الظروق يعاني التلميذ والأسرة تلكم المنقصات، والتي أدت لعدم قدرة المدرسة لأداء دورها المنوط بها ، وفي هذا العام على وجه الخصوص أبدت الوزارة عدم قدرتها في تأمين الكتاب المدرسي لعدم وجود ميزانية ومال توفره وزارة المالية بالرغم من أهمية التعليم والذي يعتبر ركيزة هامة في بناء وتطوير الأمم ،أمام هذا العجز المريع يتهدد العام الدراسي كثير من العقبات ،والذي يترتب عليه في ظل وعود وزارية لايتحقق منها شئ يذكر في واقعنا المأزوم ، وفي هذا المقام كتب الأخ العزيز د/ السماني شكرالله ،ولنأخذ فقط ثالثة أثافيه الذي وردت في مقاله الرصين ( .ثالثة الأثافي وعد عرقوب الذي أطلقه وزير التربية والتعليم بتوفير وجبة إفطار في المدارس في مرحلة التعليم الأساسي في كل مدن وقرى السودان، هذا الوعد الكذوب ان دل على شيء انما يدل على أن سعادة البروف عايش في ماضي حنتوب وخورطقت ولم يغادر محطة الجميلة والمستحيلة عندما كان للطالب سرير إضافي في البركس ووجبة Special تقدم مع كامل الاحترام والتقدير، فها هو يخرج علينا بتصريحات لا يمكن أن تصدر من وزير في أي دولة في العالم مرة يتحدث فيها عن طلب الوزارة المساعدة المالية (الشحادة) من السفارات لطباعة المنهج ومرة أخرى يتحدث عن أن وزارات التعليم في الولايات لا تلقي بالاً لمكالماته الهاتفية بشأن الوجبة المجانية والله في دي عداهم العيب لأن مجرد التفكير في ذلك يجعل صاحبه مؤهل بامتياز للإقامة في مستشفى التجاني الماحي كيف لبلد لا تستطيع طباعة الكتب الدراسية أن تقدم وجبة يومية لأكثر من سبع مليون تلميذ، الواقعية سمحة سعادة البروف وخلينا نمد كورعينا على قدر لحافنا ونذكر سعادته أن وزارة التربية والتعليم في السودان ليست المجلس الأعلى للتعليم في قطر ) ونتيجة لإرتفاع أسعار السلع والخدمات وعلى وجه الخصوص إرتفاع أسعار المواد البترولية ، والذي إنعكس مباشرة علي تكلفة احتياجات التلميذ والطالب على حد سواء ، في المواصلات والوجبات و الإحتياجات المدرسية والجامعية. إن طلاب الجامعات حديثي القبول ، صغار في أعمارهم نسبيا ، تنقصهم الخبرة في مصارعة ظروف الحياة ومما يضاعف من معاناتهم أن كثيرا من الجامعات الحكومية تفتقد الى أبسط مقومات الجامعة ، مطاعم، مناطق إستراحات ، مكتبات، وإن وجدت يعوزها القدرة في تأمين المطلوبات الجامعية ومتطلبات الحياة اليومية من ماء نقي ووجبات طعام ، أما ما يدعى بأنها داخليات فهذه أمر آخر تجاوز كل معايير السوء ، وسعيا من الطلاب التخيف على أسرهم يضطر الطالب أو الطالبة الجامعية للإقامة مع أسرتها/ه أو احد أقاربها/ه مهما كانت المسافة بعدا من الجامعة لتقليل النفقات الجامعية من كتب وملازم وتصوير ووجبات ، إضافة الى تكلفة المواصلات التي أصبحت هاجسا مؤرقا صباحا وفي المساء ، مما يدفع بالكثيرين السير على الأقدام مسافات ليست بالقصيرة ، تلك النفقات التي أصبحت تمثل عبئا ثقيلا على كاهل الأسر الفقيرة ومتوسطة الحال . الجامعات السودانية في ظل هذه الظروف الإقتصادية الخانقة والطاردة ، يمكن أن تسهم في العملية ألتعليمية بالتخفيف على الطلاب والأسر وأن تشارك بالمال في تكاليف الخدمات والمطلوبات دون إعفاء للدولة ،وأن ترتفع بمستوى الخدمات داخل أسوار هذه الجامعات ومرابط داخلياتها وذلك بدعم الوجبات التي تقدم في المطاعم والكافتيريات داخل أسورة الجامعة، حيث جرت العادة سابقا أن تدير الجمعيات الطلابية البوفيهات والمكتبات وتقدم خدماتها بهامش ربحي بسيط ، كما على الجامعات الحكومية عقد إتفاقيات مع إدارة المواصلات العامة في المدن بتخفيض أسعار تذاكرها للطلاب والتلاميذ ، كما يمكن للجامعات أن تلعب دورا مهما في خلق مناخ وبيئة جامعية معافاة ، وبذلك تضمن سلامة أبنائها وبناتها من مخاطر الطريق ، وتسهم في توفير طاقات الطلاب وتوجيهها في مجالات أخرى تخدم نوع التعليم الذي تنشده الأسر والمجتمع والوطن.