مساحة منطقة الفشقة المتاخمة لإقليم التقراي تقدر بأكثر من خمسمائة ألف فدان وكل هذه المنطقة يمكن أن تكون عرضة لتأثير الحرب عليها لأنها تقع فى رقعه زراعية محصورة بين ثلاثة أنهر موسمية وتنعدم فيها الطرق والكبارى . تخوف مزارعون بولاية القضارف من أثر الحرب بين حكومة إثيوبيا وإقليم التقراي على المشاريع الزراعية الواقعة على الحدود الشرقية خاصة منطقتي الفشقة الكبرى والصغرى، مؤكدين على أن هذه المشاريع تعتبر الأكبر في الولاية والأكثر إنتاجية خاصة لمحصول السمسم، لافتين إلى أن هذه المشاريع تأثرت خلال التوترات الأمنية التي شهدتها في بداية الموسم مما أدى إلى خروج مساحات كبيرة من الموسم الزراعي. وأكد أحد كبار المزارعين بمنطقة الفشقة الحدودية بولاية القضارف المزارع حمزة عبد القادر عبد المحسن في حديثه ل (السوداني) أن الصراع الدائر الآن بين الجيش الإثيوبي وإقليم التقراي يزداد ضراوة وتم فيه استخدام كل الأسلحة الثقيلة والطيران ولكن حتى الآن يبدو الموقف غامضاً والأخبار الواردة متضاربة، وقال حمزة إن السودان سيكون أكبر المتضررين من هذه الحرب. وأكد حمزة أن الأمهرا يحتلون أراضي سودانية واسعة تشمل منطقة تايا وباسندا ثم جنوب الفشقة الصغرى أما التقراي يحتلون شمال الفشقة الصغرى وجزءاً كبيراً من الفشقة الكبرى, كاشفاً عن إجمالي المساحة المحتلة من قبل الامهرا واثيوبيا تفوق المليون فدان. وأشار إلى عبور أعداد كبيرة من الإثيوبيين الفارين من الحرب إلى الأراضي السودانية، مؤكداً أن الجيش السوداني يعمل جاهداً لمنعهم ولكن هنالك أعداد كبيرة تمكنت من الفرار. وحذر حمزة من حدوث آثار صحية واقتصادية واجتماعية وخيمة إن لم تحسن الحكومة التعامل معها وسيكون هنالك انتقال لكثير من الأمراض مثل الكوليرا والتهاب الكبد الوبائي والحمى الحبشية والسل وشلل الأطفال وأمراض الثروة الحيوانية، إضافة إلى أن المنطقة سوف تكون منفلتة أمنياً ويكثر فيها السلب والنهب وتجارة البشر والأسلحة والمخدرات . وأكد حمزة أن هذه الحرب تهدد حصاد المحاصيل في المناطق الحدودية في العمالة السودانية والإثيوبية مما يؤثر سلباً على الإنتاج وقال إن اللجوء والنزوح يقود إلى مشاكل اجتماعية سالبة معلومة في المعسكرات في التجارب السابقة إذا لم تدير الحكومة هذه المشكلة بحزم شديد ستنتقل هذه الحرب إلى داخل السودان وحينها يصعب تدارك الأمر لأنه سوف يكون خارج السيطرة ونخشى أن تكون هنالك أيادٍ إقليمية ودولية تدير هذه الحرب. ودعا الحكومة السودانية إلى العمل على الاستفادة من هذه الحرب لإعادة كل الأراضي السودانية المغتصبة خاصة وأن المزارعين الإثيوبيين الذين يزرعون داخل الأراضي السودانية قد أخلوها تماما وفرت أعداد كبيرة من الإثيوبيين يعبرون الحدود بمنطقة الفشقة الكبرى وانتشار كثيف للجيش السوداني على طول الشريط الحدودي . وأكد حمزة أنه تم إيواء اللاجئين مؤقتاً بمنطقة اللقدي وأم براكيت والقصيمة والمدينة 8 وبعضهم بمعسكرات المزارعين السودانيين ومعظم اللاجئين من المدنيين أطفال ونساء ورجال وهم في حاجة عاجلة للمساعدة وعلى الحكومة والمواطنين والمنظمات الإنسانية التحرك الفوري لتقديم المساعدة الضرورية. رئيس اتحاد مزارعي الحدود الشرقية السابق المزارع أحمد عبد الرحيم العوض أكد في حديثه ل (السوداني) أن الحرب لها تأثيرات على من حولها والتأثير يمكن أن يكون من خلال موجة النزوح الكبيرة والتي تشكل عبئاً على المزارعين اضافة الى تأثير عدم الاستقرار مما يعيق عملية الحصاد كما أن المهدد الأمني يظل قائما ويمكن أن يتم تسلل المسلحين وانتشار عمليات النهب والسلب وعدم الاستقرار. وكشف ان مساحة منطقة المشاريع الحدودية تقدر بحوالي 500 الف فدان . المزارع بولاية القضارف حامد يوسف عبداللطيف حذر من الأثر الاجتماعي والاقتصادي من تدفقات اللاجئين الفارين من اثر الحرب، وقال في حديثه ل (السوداني) ان تدفقات اللاجئين عادة تكون مصحوبة بنقل الامراض وقد تؤثر على القرى الحدودية وعن أثر الحرب على المشاريع الزراعية قال حامد لا أثر حاليا على المشاريع لجهة وجود القوات الأمنية على الحدود. وتخوف المزارع بمنطقة الفشقة معاوية عثمان الزين من حدوث حروب من بعض المليشيات الموجودة على الحدود لإرهاب المزارعين للاستيلاء على المحاصيل والآليات، وقال في حديثه ل (السوداني) إن هناك حاليا تدفقات كبيرة من اللاجئين على المشاريع الزراعية، إضافة للمخاوف من اللاجئين لأنهم فارون من الحروب وحاليا يحتاجون الطعام والماء والمأوى ، مؤكدا على سيطرة الجيش على النقاط في الحدود. وقال أحد المواطنين بمنطقة ود الحليو عثمان عبد الله ل (السوداني) إن المشكلة حاليا ليست في اللاجئين العزٌل ولكنها ستكون فيمن يحملون السلاح سواء كانوا من الجيش الإثيوبي أو من المليشيات المنتشرة خاصة في الفشقة الصغرى ويمكنها أن تمتد للفشقة الكبرى طالما ظلت الحرب دائرة، واضاف "حاليا الفوضى المنتشرة على الحدود الطويلة بين الدولتين مع عدم وجود قوات كافية لردع هؤلاء المتفلتين وتجار الحرب"، مناشدا القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى أخذ الأمر بجدية عالية ومراعاة أمن مواطني ومزارعي الشريط الحدودي حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم. السوداني