حميدتي يدافع عن ابراهيم الشيخ بعد ان هتفت الجماهير ضده قادة الحركات خرجوا قبل خطاب ممثل الحرية والتغيير وعلامات استفهام طاقم حراسة مناوي يلفت الانظار الخرطوم: جاد الرب عبيد يظل يوم امس الاحد خالداً في ذاكرة الشعب السوداني كيف لا وهو شهد وصول قادة الحركات المسلحة الى ارض الوطن بعد عقود من الحرب والدمار، وبذلك تكون تستشرف البلاد عهد جديد، تتطلع فيه لمراحل التنمية وبناء ما دمرته الحرب بجميع انحاء البلاد، وكان قد تم التوقيع على إتفاق السلام بجوبا في الثالث عشر من اكتوبر الماضي بين الحكومة الإنتقالية وعدد من حركات الكفاح المسلح بحضور عدد من رؤساء الدول والاتحاد الافريقي والامم المتحدة كضامنين للاتفاقية. مشاهدات متابعات لم تمنع الإحترازات الصحية للموجة الثانية من جائحة كورونا، المواطنين من التدافع بكثافة إلى ساحة الحرية، للإحتفال بتوقيع السلام وإستقبال قيادات أطراف عملية السلام ايذاناً بالبدء الفعلي لتنفيذ إتفاق السلام علي أرض الواقع، ورسمت الفرق الشعبية لجميع قبائل السودان لوحة جميلة تدلل علي وحدة السودان ومرحلة جديدة قوامها العدل والحرية والسلام والمساواة دون تميز بين أبناء الوطن الواحد ، وتخللت الإحتفالات الشعبية فواصل غنائية للفنان يوسف الموصلي وجدت تجاوب كبير من المشاركين في الإحتفال. ونصبت داخل الساحة منصة ضخمة وثلاث صيوانات كبيرة لإستقبال المواطنين ونشط عدد كبير من أنصار حركات الكفاح المسلح في توزيع أعلام الحركات المكونة للجبهة الثورية. وشهد محيط ساحة الحرية تواجداً شرطياً كثيفاً من قوات النجدة والمرور يعملون على تنظيم دخول المواطنين لداخل الساحة بينما يقوم عناصر من القوات المسلحة بتطهير الداخلين الى الساحة وتوزيع كمامات عليهم وحثهم على لبسها. ووجدت الإجراءات الوقائية التي قامت بها لجنة الطوارئ الصحية والتي تقوم بإنفاذها أتيام تتبع للقوات النظامية تجاوبا كبيرا من المشاركين بما يضمن تقليل المخاطر الصحية المتعلقة بالحشد، وكانت الجهة المنظمة للإحتفال قد أكدت تجهيز 250 ألف كمامة وتوزيعها على المحتفلين، بينما أعتبرت وزارة الصحة الإحتفال دعوة للموت لجهة تفشي الموجة الثانية من فيروس كورونا. مناوي يلفت الأنظار خطف رئيس حركة جيش تحرير السودان أركو مني مناوي الانظار من رفقائه، فالرجل حرص على الوصول الى الخرطوم بطائرة خاصة برفقة عدد من قيادات الحركة، في وقت أثارت القوة المعنية بحراسته متابعي احتفالات السلام وحظيت صور الحراسة عند مصافحة مناوي لمستقبله، برواج واسع في الاسافير، حيث حاصر اكثر من (20) حراس يوحي قوامهم بحصولهم على تدريبات عسكرية مكثفة، بمناوي، وارتدى الحراس الزي العسكري الكامل مع قبعات حمراء مميزة. وقال مناوي في مؤتمر صحفي عقب وصولهم بالمطار، إنّ تنفيذ الاتفاق يجب أن يبدأ بعودة النازحين و يجب أن تقدم المسؤولية الانسانية على بقية القضايا ، كما أعرب عن أمله في أن تكتمل الجهود لازالة كل السلبيات التي. خلفتها كل الانظمة السابقة و بالأخص نظام الانقاذ مضيفاً أنهم لن يأتوا بمعجزة و لكنهم إضافة للحكومة الانتقالية، و أوضح أنهم جاءوا لترجمة الاتفاق على أرض الواقع مطالباً الشارع السياسي و الصغار بترك المشاكسات و التعامل مع الحريات بطريقة مهذبة على حد تعبيره. إبراهيم الشيخ .. هتافات ودفاع قوبل القيادي بالحرية والتغيير إبراهيم الشيخ بهتافات مناوئة خلال مخاطبته احتفالات السلام بساحة الحرية ، وقاطعت الحشود خطاب الشيخ بهتافات (ما دايرنك ما دايرنك .. جوعتونا جوعتونا .. كرهتونا كرهتونا)، لكن ذلك لم يمنع ممثل الحرية والتغيير من مواصل خطابه حتى النهاية. تلك الهتافات الحادة دفعت النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، للتعليق عليها، ذارفاً الدموع، قائلاً: الظلم ظلمات نحن انظلمنا لكن ما دايرنكم تظلاموا الآخرين، وأنا ما بكسر تلج لي زول، لكن الآن الصفوف اتمايزت، وداير اقول حاجة في حق ابراهيم الشيخ، أول شيئ إبراهيم الشيخ من الجناح المعتدل في الحرية والتغيير وديل الناس الدخلوا السلام في الوثيقة الدستورية، وتابع: ابراهيم الشيخ واجه الكثير عشان السلام، لذلك ما تظلموا الناس الظلم مر يا أخوانا. فيما دافع عنه ايضاً رئيس حركة جيش تحرير السودان واكد ان الشيخ من انصار السلام مشيدا بادواره في المفاوضات. لماذا غاب البرهان وحمدوك؟ اللافت للنظر ايضاً غياب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء د.عبدالله حمدوك، عن احتفالات السلام، بالرغم من انهما كانا حضوراً عند الاحتفال بوفد مقدمة الجبهة الثورية بذات الساحة، وتذهب التوقعات الى ان الغياب يعود تحوطاً من هتافات الحشود لاسيما وانهم قوبلوا بها في الاحتفال السابق، حيث انقسم الحضور ما بين هتافات مدنية، عسكرية . وحرص رئيسي السيادي والوزراء على عقد لقاء مع قادة الحركات فور وصولهم بالقصر الجمهوري ومجلس الوزراء قبل التوجه نحو الحشود في ساحة الحرية، ورحب البرهان باطراف عملية السلام وقال مرحبا ابناء الوطن شركاء وصناع السلام فالشجعان هم من يصنعونه و السلام هو الانتصار الدائم ، واشار الى ان السلام يعمل على طي صفحة الحرب واستشراف مرحلة جديدة في تاريخ السودان يسودها السلام والأمن والإستقرار. فيما استقبل رئيس الوزراء بالأمانة العامة لمجلس الوزراء قادة الأطراف الموقعة على إتفاق جوبا للسلام، بحضور عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي وعدد من أعضاء مجلس الوزراء ورئيس فريق الوساطة لسلام جوبا المستشار توت قلواك، وفي كلمته الترحيبية بقادة السلام قال د.حمدوك " إن وصول رفاقنا وشركائنا في التغيير من قيادات حركات الكفاح المُسلّح اليوم إلى أرض الوطن العزيز هو تدشين حقيقي لعملية بناء السلام بالبلاد" مشيراً إلى أن حركات الكفاح المسلح " طرف أصيل في نضال الشعب السوداني الذي أوصلنا الى هذا اليوم التاريخي وأن الشعب السوداني يستحق أن ينعم بالسلام، وأضاف رئيس الوزراء " اليوم نبدأ الخطوات الأولى لوضع حد لمعاناة النازحين ومخاطبة قضاياهم " مبيناً أنه ولأول مرة نصل إلى سلام يخاطب جذور الأزمة وبناء الدولة السودانية بشكل حقيقي، ودعا د.حمدوك كل الأطراف للمحافظة على الوحدة والعمل سوياً لتنفيذ أولويات الفترة الانتقالية. إنسحاب مفاجئ وشهد المؤتمر الصحفي بمطار الخرطوم حدث مفاجئ، حيث خرج قادة الجبهة الثورية من المؤتمر الصحفي ، دون الاستماع لكلمة كمال بولاد ممثل قوى الحرية والتغيير، ما جعل مراقبون يحللون الواقعة بان خروج قادة الحركات المسلحة مع كلمة ممثل الحرية والتغيير له أبعاد حول دور الحاضنة السياسية في السلام، ولم يستبعدوا أن تنشب خلافات سياسية بين الموقعين على الاتفاقية من جانب قادة حركات الكفاح المسلح، وكان مناوي قد أشار في كلمته إلى الابتعاد عن المشاكسات بين السياسيين والمواطنين خلال الفترة الانتقالية. الوساطة حضور الوساطة التي قادت المفاوضات كانت حاضرة في الاستقبال بالمطار وبالساحة الخضراء، وبحسب المتابعات فانها ستكون متواجدة حتى البدء في تنفيذ اتفاق جوبا، وعبر عضو وفد الوساطة توت قلواك عن سعادته بتحقيق السلام، وقال إن السلام في السودان تحقق برغبة السوداني، وأكد في مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم على شرف وصول قيادات أطراف العملية السلمية، أهمية السلام وقال سنعمل جاهدين على ضم الذين لم يوقعوا للسلام في أقرب فرصة، مشيراً في هذا الخصوص الى وصول عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان ليوغندا يمثل خطوة للأمام تجاه العملية السلمية في السودان.وعبر عن شكره لكل من وقعوا على اتفاقية السلام وقال إن هذا السلام سيحقق تطلعات المواطنين في تحقيق الأمن والإستقرار ،مشيراً الي مشاركة الجميع في السلام، مؤكداً أن تحقيق السلام بالسودان يحقق الإستقرار لدولتي السودان وجنوب السودان ، مطالباً السودانيين بالعمل لمرحلة جديدة من الاستقرار والتعايش. من جهته اشار الهادي إدريس رئيس الجبهه الثوريه السودانية الي ان السلام هدف ظللنا ننشدة لفتره طويله، وأشاد بدور دولة جنوب السودان في تحقيق السلام بعد صبر استمر لعام كامل، وقال في المؤتمر الصحفي اتينا لنملك اتفاقيه السلام للشعب السوداني لأنها ملك له وهو هدف اساسي لعودتنا بعد السلام، بالإضافة إلى العمل مع الشركاء في الحكم مدنين وعساكر لمصلحة الشعب وتحقيق شعار الثوره، وقال أن الاتفاقيه يجب تنفيذها وهو اتفاق مميز تم توقيعه في مناخ سياسي مختلف وهو لكل السودان وخاطب كل القضايا الجوهريه مشددا علي ضرورة سد الفجوه في المجتمع من خلال الحكم الفيدرالي الذي يسهم في اعطا نسبة كبيرة للاقاليم الاقل نموا، وأضاف اننا نتحمل المسؤليه من اليوم ونعلم معاناة الشعب السوداني وسنسعي بالتعاون مع الشركاء في الحكم بتحمل المسؤلية، وقال ان ماتعرضت له الندوة بالحاج يوسف من تعرض ومصايقات وإطلاق رصاص امر غير مقبول وسوف لن نسمح بانزلاق السودان نحو العنف مرة أخرى، وقال أن النازحين يجب أن يعودو الي مناطقهم في أقرب فرصه داعيا جميع رفقا الكفاح المسلح الذين لم يوقعو على اتفاق السلام بضروره الإنضمام الي ركب السلام لمصلحة الشعب داعيا كل القوى السياسية بالسودان خاصة الشركاء في العمل سويا من أجل الوحدة بين مختلف مكونات السودان السياسيه، مشيدا بدور سلفا كير واعضاء حكومة جنوب السودان في تحقيق السلام وقال إن دورهم كان فأعلا وذلل كل العقبات.