اعداد الوفيات تتزايد في بلادي يوما بعد يوم. و الحسرات تتزايد في القلوب فقدانا للاعزاء.. وما اضعفك أيها الإنسان وقد عجزت حيلتك أمام هذا المخلوق الصغير الذي لا يرى بالعين. انها والله لمصيبة وقد قهرت الكورونا دولا وحكومات. حتى الدول العظمى بجيوشها وجبروتها نراها وقد وقفت عاجزة أمام هذا الوباء العين. وفي السودان بدات الكورونا تحصد الارواح دون رحمة .. و ليتنا استمعنا للدكتور اكرم التوم وهو يحذرنا من هذا الوباء الخطير . وللاسف الشديد ارتفعت بعض أصواتنا القبيحة تطالب بإقالته. واقسم بعضهم ان الكورونا كذبة سياسية. فانتصرت الكورونا علينا ودخلت بيوتنا . وانتصرت مافيا الدواء على اكرم وخسرنا جميعا. وصدق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حين قال للصحفيين وبكل صراحة : «سيرتفع عدد الحالات بشكل حاد، والواقع أن العدد الحقيقي للحالات أعلى – ربما أعلى بكثير- من عدد الحالات التي أكدناها حتى الآن عن طريق الفحوصات». فلقد حذر جونسون من أن ذروة الإصابة بالفيروس المتوقعة في بريطانيا لا تزال «على بعد بضعة أسابيع» وأن العديد من العائلات: «ستفقد أحبائها قبل الأوان» بسبب الإصابة بالفيروس المميت. ووصف جونسون كورونا بالوباء العالمي وبأنه«أسوأ كارثة صحية للجيل". وللاسف الشديد تعاملنا في السودان مع هذا الوباء بمنتهى الإهمال والسخرية. فلم تتوقف الحفلات والتجمعات. ولم تقفل الأسواق كما يجب. فعاد الوباء إلينا وبقوة. و قد أصابتني قصة أحدهم وهو يحكي بحرقة ودموعه تنهمر : لقد مات ابي بالكورونا بسبب الإهمال وعدم توفر جهاز للتنفس. فلم نجد له سريرا في العناية المركزة. فلقد فارق الحياة بين يدي. فارقها حاملاً معه مرضه والآمه ، وآناته وآهاته ، حمل معه نداءاته وتوسلاته واستغاثاته و شقاءه ومعاناته ، حمل كل هذا رافعا يده إلى رب السماء تاركاً الأرض لحكامها ومسؤوليها يفعلون بغيره ما أرادوا ، انه والله مشهد دراماتيكي حزين وقد بدأ يتكرر في بلادنا كل صباح ، فاصبح كل من يقصد المستشفى مريضا لا يعود إلى بيته . فقد خلت كل مستشفياتنا التي ورثناها عن الكيزان من أبسط وسائل العلاج. ولا رجاء من المستشفيات الخاصة ومفرمتها الملزمة بالدفع المقدم ولمبالغ طائلة. فالدولة نراها عاجزة والرقيب غائب ، وكل ردهم أن على المريض أن يصبر دون دواء قبل أن يأتيه الأجل. هي كلمات ربما أكتبها لتصل إلى مسؤول فيستيقظ ضميره، ففقراء بلادي يحتاجون العلاج والدواء وقد هزلت اجسادهم ، لماذا لا ترصد الدولة ميزانيات مقدرة لصحة الإنسان في السودان ، قلصوا بعضا من ميزانية الدفاع المهولة. سرحوا كل هذه الجيوش الجرارة التي تملأ العاصمة والمدن. لا داعي لكل هذا السلاح والطائرات. واقيموا لنا المستشفيات. ما فائدة كل هذه الصناعات الحربيه والدبابات والطائرات. وما فائدة امتلاك جيش قوي والمواطن مريض. وفروا الدواء للمواطن وحسنوا الخدمات الصحيه اولا ثم اصنعوا القنابل الذرية. صحة المواطن اولويه و في المقام الأول.. اللهم ارحم اهلي… ……………………………………………… محمد حسن شوربجي [email protected]