كشف مسؤولون أميركيون وخليجيون، أن السعودية وقطر توصلتا إلى اتفاق مبدئي لإنهاء الأزمة الخليجية، مما يمهد الطريق لمحادثات إقليمية أوسع قد تهدئ التوترات بين الخصمين الخليجيين بحلول نهاية العام، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال. وأكد المسؤولون أنه من المتوقع أن يتم توقيع على الاتفاق رسميا في غضون الأيام القادمة خلال مشاركة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، في اجتماع مجلس التعاون الخليجي. وحذر المسؤولون الخليجيون من أن المفاوضات قد تتعثر إذا لم تنضم إليها البحرين والإمارات ومصر، وقالوا إن الاتفاقية لا تزال مؤقتة، وأعربوا عن مخاوفهم من أنها قد تنهار قبل التوقيع عليها، لأنه يتعين على السعوديون إقناع باقي الدول الخليجية بالحل، كما أبدت مصر تحفظات كثيرة على الاتفاقية. وذكر مسؤولون أميركيون أن ترامب تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الخميس، للضغط عليه للموافقة على الصفقة وترسيخها. بوادر التقدم جاءت بوادر التقدم في أعقاب عدة أيام من المحادثات المكثفة التي توسطت فيها الولاياتالمتحدة والكويت، فقد سافر جاريد كوشنر، صهر ترامب، وفريقه إلى السعودية وقطر في وقت سابق من هذا الأسبوع، في محاولة لكسر الجمود في المحادثات التي توفقت منذ فترة طويلة. وقال وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، إن السعودية وقطر على استعداد لإنهاء خلافاتهما، مشيرا إلى "محادثات مثمرة" مؤخرا حول المصالحة الخليجية. وأضاف الصباح في بيان رسمي لوزارة الخارجية "نشكر مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر على النتائج المثمرة لحل القضية". وأشار إلى أن كل الأطراف التي شاركت في الحوار أكدت حرصها على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، كما أكدت رغبتها في الوصول إلى حل نهائي وتضامن دائم. من جانبه، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الجمعة، إن هناك تحركا صوب تسوية الخلاف القائم بمنطقة الخليج، وأوضح أنه لا يمكن التكهن بحدوث انفراجة وشيكة أو بما إن كان هذا التحرك سيسوي الأمر برمته. حل شامل وأضاف وزير الخارجية القطري في كلمة له بالفيديو أمام منتدى الحوار المتوسطي الذي تنظمه إيطاليا أن الدوحة متفائلة إزاء هذا التحرك وتأمل أن تذهب الأمور بالاتجاه الصحيح. وشدد على أن أي حل للأزمة الخليجية يجب أن يكون حلا شاملا وأن يضمن وحدة دول الخليج العربي. بينما قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في مؤتمر افتراضي استضافته روما إنه "متفائل إلى حد ما بأننا على وشك الانتهاء من اتفاق بين جميع الدول المتنازعة". كما نقلت وكالة بلومبيرغ عن 3 مصادر مطلعة قولها إن السعودية وقطر تقتربان من التوصل إلى اتفاق أولي لإنهاء خلافهما الممتد منذ ثلاث سنوات. ويتوقع أن يشكل الاتفاق فتح الأجواء والحدود البرية السعودية أمام قطر، وإنهاء حرب المعلومات بين البلدين، مع اتخاذ خطوات أخرى لبناء الثقة كجزء من خطة مفصلة لإعادة بناء العلاقات تدريجيا، حسب اثنين من المصادر الثلاثة. لكن مصدرا رابعا قال إن الهوة لا تزال واسعة لعدة أسباب، منها علاقة الدوحةبطهران، حسب بلومبيرغ. كانت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت جميع الروابط مع قطر، في يونيو 2017، لاتهامها ب"تمويل الإرهاب" ودعم إيران، وهي اتهامات نفتها الدوحة. وتقدّمت الدول الأربع بلائحة من 13 مطلبا كشرط لإعادة علاقاتها مع الدوحة، تضمّنت إغلاق القاعدة العسكرية التركية الموجودة على الأراضي القطرية وخفض العلاقات مع إيران وإغلاق قناة "الجزيرة، وترافق قطع العلاقات الدبلوماسية مع تدابير اقتصادية شملت إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية، ومنع استخدام المجال الجوي وفرض قيود على تنقلات القطريين. وقد أعاق الخلاف الإقليمي جهود إدارة ترامب لعزل إيران، ويأمل المسؤولون الأميركيون أن تجبر الصفقة قطر على النأي بنفسها عن طهران، لكن قادة الخليج أعربوا عن شكوكهم في أن اتفاقية جديدة ستعالج القضايا الأساسية التي أدت إلى الخلاف.