يقولون ان الشخص ذا التوجه السلبي في حياته يجعل نفسه عرضه للاكتئاب، فقد تسود الدنيا في عينيه وهو يحاول الهروب من النور. وماذا نحن قائلون عن انسان السودان الذي تحاصره كل الأزمات الاقتصادية والأمراض والأوبئة . فلم يعد يمر عليه يوم سعيد الا ونغصت حياته أزمة جديدة. فاصبح لا يترقب غدا أفضل يرضى فيه ابنائه، وحقا فلقد ضاقت به الحال حد الاختناق. وانفطرت من الألم والأسى قلبه حد الانشقاق. ولف الحزن دياره،واستوطن الألم حياته. وحارت من الأسى عيونه. وذبلت من الجوى جفونه. وقد نحتت على خدوده كل الدموع السخينه. وأخذت الكلمات تتعثر على شفاهه سنينا. فلا فرحة بادية في الافق،وحتي نسعد انسان السودان لابد أن نعكف على ما فعله الأوروبيون بعد الحرب العالمية الثانية من دراسة مجتمعية وسياسية واقتصادية لأسباب النزاعات والمعارك الدامية التي تعصف ببلادنا طويلا. وان نكرس كل الجهد والمال كي نخرج من هذا المستنقع الكريه. ولنحارب كل الراقصون على نغمات جروح الوطن ،ولنبعث الروح في اجيالنا المنشودة التي نعول عليها لتحمل مشعل النهضة ؟ ولنعيد شبابنا الذين فجروا الثورة بركانا في وجوه الشياطين؟ فاين من كانوا على سطح قطار عطبرة ومن كانوا فيه؟ واين من كانوا يغطون كل ساحات الاعتصام؟ اين تلك الملايين التي خرجت في كل الشوارع؟ واين كل تلك الأصوات المجلجلة التي كانت تهتف للوطن؟ اخرجوا إلى الشارع لتنقذوا انسان السودان من هذا الوادي السحيق. اخرجوا إلى الشارع لتعيدوا للوطن خارطة الطريق. أعيدوا إليه بسمته وفرحته وأخرجوه من هذا الحريق. محمد حسن شوربجي