كثر الحديث عن مسالة تنامي انتشار الاغاني الهابطة والمبتذلة لحنا وكلمات. فلقد انتشرت الكثير من المجموعات التي تمتهن مثل هذا الغناء من شباب و قونات وقد اكتسحوا الساحات افراحا ومناسبات بقبيح الاغاني والصراخ . مثالا: ( الفي ريدو فرط دقس يجي غيرو يعمل مقص) (تلف وتلف وتجيني مذلول هنا) (حبيبي طقشتو الركشه) (قنبله) (راجل المَرة) (بله يا بله أضربني بمسدسك وأملاني انا رصاص) (بله يا بله دق الرقم جله بله ود عشه السائق الركشه دق الرقم خشه) (يا الراكبه في الروزا والفاتحه بلُوتزا تستقبل في الرسائل وتجرجر في البلوزا ) (وحرامي القلوب تلب ولقاني بتقلب). والكثير الكثير من ساقط الكلمات. والمصيبة ان وزارة الاعلام تغض الطرف عن هذه الظاهرة القبيحة رغم أن القضية في المقام الأول مسؤولية قومية . لذا لابد من التصدي بقوة لهذه الظاهرة القبيحة التي بدأت تشوه فننا الأصيل الذي خرج من جلبابه فطاحلة الغناء السوداني من أساتذة اجلاء ومطربون ملتزمون أمثال الراحل محمد وردي وعثمان حسين وإبراهيم عوض وابو داود وحسن عطيه وأحمد المصطفى ومني الخير وعائشه الفلاتيه وعبد الكريم الكابلي وصلاح بن الباديه وحمد الريح وغيرهم. فلقد كانوا حقا قمماً فنية واخلاقية جسدوا بفنهم الراقي وادائهم المحترف المعنى الحقيقي للفن الملتزم والمحترم والذي بقى في الوجدان حتى يومنا هذا . وحقا فأن الأغنية السودانية اخوتي تمر اليوم بفوضي عارمة بسبب تعرضها لمعاول هدم غادرة و لهجمات شرسة كل ابطالها شلة من الطارئين والمقلدين الفاشلين الذين اتجه اغلبهم الى الغناء بحثا عن المال. فالسودان اخوتي يعيش اليوم اسوء عصور الانحطاط الغنائي. والمصيبه ان الكثير من شباب التواصل الاجتماعي نجدهم يميلون طربا وهذا الفن المبتذل الرخيص يصفقون له. اننا حقا اخوتي امام تحد سافر قد يقضي نهائيا علي قيمنا الأخلاقية وتاريخنا الفني الذي وضع لبناته الأولى ادباء وشعراء وكتّاب عظام كانوا يؤمنون بأن الكلمة التزام وواجب أخلاقي إزاء الانسان والمجتمع . ولعل ما فاقم الوضع المزري الحالي لمستوى الغناء وجعله ينحدر إلى هذا المستوى سكوت السلطة عنه . وثاني الاثافي شعراء الكلمة الذين حولوا الغناء بكلماتهم القبيحة إلى مسخ حتى أصبح لا يسر صديقاً ولا يغيظ عدواً . وإزاء كل ما يحصل في الساحة الغنائية السودانيه من تجّنٍ وعدوان على أرثنا الغنائي والموسيقي بات لزاما علينا ان نسارع الى انقاذ هذا الواقع الغنائي من الانحدار والتردي الذي أصابه في سوق هواة الكلام الهابط واللحن الرخيص والصوت النشاز. وذلك عبر مقاطعة أصحاب كل البدع الغنائية لهؤلاء المطربين. ومقاطعة حفلاتهم وعدم الترويج لها. هي شكوى نقدمها علنا لوزارة الإعلام بأعادة الطريقة القديمة والحازمة في اختيار أصوات المطربين . فهل من مجيب؟ ■□■□■□■□■□■□■■□■□■□■□■□■