هل تعلموا يا سادتي الأعزاء ان بالعالم اليوم أكثر من ثلاثين دولة من غير جيش ، نعم دول ذات سيادة كاملة على أراضيها من غير جيش، اذكر منها على سبيل المثال بنما وموريشيوس وكوستاريكا وأعني بالجيش هنا كل تفريعاته المعروفة من سلاح مدفعية الى سلاح طيران وبحرية ومظلات ومشاة وغيرها. تعتمد هذه الدول على قوة الشرطة و البوليس لحفظ الأمن الداخلي.. وعلى معاهدات واتفاقيات مع دول ذات جيوش لرد اي عدوان خارجي.. تجارب هذه الدول تبرهن وتثبت امكانية ان تعيش دولة في هذا العالم من غير الحوجة الى جيش ومن غير الحوجة الى حروب… عانى السودان منذ استقلاله وحتى لحظة كتابة هذه السطور من ما يسمى بالجيش السوداني او القوات المسلحة السودانية معاناة يصعب وصفها وتسطيرها.. لم يحارب هذا الجيش منذ تاسيسه اي عدو خارجي بل ظل يحارب داخل الوطن ويقتل السودانيين الذين يدفعون له رواتبه ويشترون له سلاحه وزيه الذي يرتديه… افقر البلاد والعباد.. كل او غالب ميزانية البلد في حوزته وظل بحكم البلاد تقريبا كل عمر السودان المستقل ما عدا سنوات قلائل تعد على أصابع اليد الواحدة كان الحكم فيها لقوى مدنية… منذ الإطاحة بنظام الإنقاذ بثورة عظيمة شهد بروعتها العالم أجمع وضحى فيها الشعب السوداني بخيرة بناته وابنائه ، منذ ذلك اليوم و الجيش لا يترك فرصة الا و يحاول ان يستقلها لينقض على الحكومة المدنية… ولكن دائما يصطدم بالوعي الثوري واصرار الشعب على الحكم المدني… فى مجزرة فض الاعتصام كان سؤال القوة الغاشمة للشباب هو : مدنية ولا عسكرية؟ ارادو ان يكسروا شكيمة وروح هذا الشباب الثائر بالقمع و القتل ولكن اثبت لهم الشباب انهم عصيون على الانكسار… بحت الحلوق وهي تهتف مدنياورووووو ووصل الهتاف كل أطراف الدنيا، ومع ذلك لم ييأس العسكر واصلوا في خنق الشعب بتحكمهم في مفاصل الاقتصاد.. اذاقوا الشعب مهانة الجوع وتركوه مريضا من غير دواء حتى يركع ويقول عسكريا…لم يركع الشعب وتحمل كل الأذى والجوع و المرض وما زال يهتف مدنياووووو.. الان بمعاونة حلف مصر و السعودية والإمارات… هذا الحلف الذي لا يريد لهذه الثورة ان تصل الى غاياتها في خلق وطن حر خير ديمقراطي ينعم فيه مواطنوه بالسلام والعدالة و الرخاء، بمعاونة هذا الحلف يسعى العسكر الى اخر سلاح في جعبتهم للفتك بالدولة المدنية الا وهو إعلان الحرب مع الجارة الشقيقة إثيوبيا.. الذين انطلت عليهم حيلة العسكر اقول لهم اسألوا أنفسكم سؤالا واحدا: لماذا الان؟ هل تم احتلال الفشقة الامس؟ يريدون اغراق الوطن في وحل حرب لا ناقة لنا فيها ولا بعير،، فلتذهب الفشقة الى الجحيم اذا كان بقاءها هو حرق الوطن وانسانه وحكم العسكر .. انها حرب مصر يا سادة يا كرام… مصر تريد ضرب سد النهضة و البرهان وجنرالات اللجنة الأمنية يسعون بكل ما اوتوا من قوة لاشعال الحرب ومن ثم اعلان الأحكام العرفية وتعيين حكومة حرب… بهذه الحرب تتحقق احلام كل من مصر وتحالف السعودية والامارات واحلام لجنة البشير الأمنية وأحلام الكيزان.. وتصبح كل الدماء و التضحيات وارواح الشهداء هدرا مهدورًا… يا ثوار اوقفوا عبث العسكر بالوطن ومقدراته اهتفوا لا للحرب لا والف لا للحرب..