عندما تكون المعركة معركة ارض، و سيادة وطن، و كرامة شعب تسقط كل الخلافات الجانبية و تتحد الصفوف لأجل الوطن. صراعاتنا السياسية، و ما تتعرض له ثورتنا المجيدة من مؤامرة لا علاقة له بمعارك الوطن ضد الاعداء، و المتربصين. يخوض جيشنا العظيم معركة عزة، و كرامة لطالما إسترد ارض، تم بيعها بثمن بخس من قبل سدنة النظام البائد، و كهنة الحركة الإسلامية الذين لا تعنيهم سيادة الوطن، او كرامة شعبه في شيئ، سوى تجارتهم الخاسرة التي اودت بهم، و بمشروعهم الجهنمي إلي مزابل التاريخ. يجب إسقاط معيار الوطنية الذي تبناه النظام البائد المعتمد علي اهواء و تطلعات عاطلة، و منحرفة جعلت من الوطنية حكراً علي التبعية، و جهل التطبيل، و غرور الشواذ في الفكر، و السلوك، و الادب. محزن تعاطي الإعلام الرسمي مع قضية حرب الكرامة التي يخوضها جيشنا العظيم، و الوضع البائس الذي يذكرنا بسلوك العهد البائد، و كيف تُحدد الاجندة الوطنية بذات المعايير المخلة، و المخجلة التي تجعل من الصراع السياسي المحدد لقضايا البلاد الكبرى، و امنه القومي. حالة الإنفصام التي تشهدها الدولة السودانية، و المتمثلة في سلوك حكومة الفترة الإنتقالية و طريقة تعاطيها مع ما يحدث من قضايا تهم الشعب السوداني في عزته، و كرامته، و صون ارضه لامر يدعو للأسف، و الإستغراب. اتابع الإعلام الاثيوبي بكل فئاته، فهناك فرق كبير بين ما يحدث عندهم، و ما نحن فيه. لديهم دولة تعرف، و تقدر ضرورة تماسك الجبهة الداخلية، و كيف تؤمن بضرورة تماسك خط الدفاع الاول في لُحمة الشعب، و إصطفافه خلف جيشه. للأسف كل الآلة الإعلامية ليست بقامة ما يحدث، و تقصير الجانب المدني في هذه الازمة بائن، ولا يحتاج الي عناء للبحث او التنقيب. ما يقوم به ابناءنا من اشاوس القوات المسلحة في ارض الكرامة "الفشقة" من عمل بطولي، و تضحيات هو نيابة عنا، و حفاظاً علي كرامتنا، و عزتنا بين الشعوب، و الامم. لو خاض هذه المعركة الكيزان الانجاس نيابة عنا لقلنا لهم اذهبوا و رجسكم قاتلوا فإنا معكم مقاتلون، حتي تتحرر الارض، و لكن هيهات فقد اعمتهم الدراهم، و اللصوصية، و المجون عن قضايا الوطن الذي باعوه في سوق نخاسة الإرهاب، و العمالة، و الإرتزاق. موجه بعناية.. حدد عمر ابن الخطاب مسؤليته تجاه دولته، و مجتمعه، و امته حين اجزم انه مسؤول امام الله لو تعثرت بغلة في العراق. بالامس تعثرت في الدولة ما بعد الثورة، و حقي الادبي، و المعنوي، و المادي لا يسقط، فسيأتي يوماً برغم انف المتكبرين، فالجميع يعلم بأني لا تنقصني شجاعة في ان اسمي الاشياء، و لا تحجب قلمي ضبابية، او منطقة رمادية. انه عهد مع إخوة اشاوس من ضباط قواتنا المسلحة الباسلة الذين اثبتوا ان هذه المؤسسة العملاقة تمرض، و لكنها لا تموت. لا اريد ان اقصم ظهركم، ولكن اني علي العهد، و الرسالة عبركم يا من اثبتم انكم جنود اوفياء، لأجل الوطن، و شعبكم لو كانت لنا اهداف اخرى لقد جاءت الفرصة في طبق من ذهب لقرع الطبول، و النفخ علي المزامير. لكم التحية، و التجلة، و الآن انا خارج ارض الوطن لظرف اسري طارئ ساعود بعد إسبوعين او ثلاث، و ساعتها ساكون في الصفوف الامامية في معركة الكرامة إن دعى الداعي. دام السودان حراً عزيزاً، و دامت مؤسسته العسكرية درعه، و سيفه. للحديث بقية.. خليل محمد سليمان