كانت نهاية العام 2020 م قاسية ومؤلمة بحق وحقيقة، وقد حملت فقداً كبيرا بحجم الكارثة برحيل صاحبة الحضور الطاغي المتميزة في كل شيء الهدؤ والاحترام الاداء المتميزة والتفوق المهني. جاء خبر وفاتها صاعقاً حتى افقد كل اهل الاعلام صوابهم ، وكسى الحزن وجوه كل المشيعين مابين باكٍَ وواجم ، وكانت الدموع المنهمرة أصدق تعبير. والقت قبيلة الصحافيين في جنوب السودان نظرة الوداع الأخيرة على زميلتهم "ديانا جون" (28) عاما محررة ومسئولة قسم الاخبار في جريدة الموقف الناطقة باللغة العربية والتي وافتها المنية أول البارحة اثر علة لم تمهلها طويلا. بدأت مراسم التشييع في صباح الجمعة 1/يناير 2021م امام مشرحة القيادة العامة وسط المدينة وحضرت جموع المشيعين واتجهت صوب منزل الاسرة بمنطقة قودلي مربع (4) حيث تم القاء النظرة الاخيرة على الفقيدة ومنها انتقلت مراسم التشييع الي منطقة (جوفا) حيث مثواها الاخيرة جوار كبري حبوبة حي قودلي بحضور اسقف الكنيسة الكاثوليكية حيث اقيمت الصلاة على روح المرحومة. عرفت الفقيدة وسط زملائها بالسيرة الحسنة وسمو الاخلاق والتفرد في كل شي ء، واعتبر الكاتب الصحفي بصحيفة الموقف : اتيم سايمون غياب الزميلة ديانا جون ورحيلها المفاجئ بالصدمة الكبيرة للوسط الصحفي عموما ولأسرة صحيفة الموقف على وجه الخصوص، مشيرا الي ان ديانا جون ستظل رغم رحيلها من الصحفيات المميزات اللائي مررن على الصحيفة، وقد لعبت دورا كبيرا وهاما في نهضتها خلال سنوات التحاقها بها حيث بدأت كمتدربة ومرت بعدها بجميع الاقسام .. وكانت لها تجربة فريدة في تحرير ملف خاص بقضايا المراة في جنوب السودان، ويضيف اتيم ان الراحلة اكتسبت خلال فترة عملها خبرة كبيرة كما نالت ثقة إدارة الصحيفة بفضل الأدوار التي لعبتها والعلاقات الطيبة التي خلقتها بين الزملاء ومؤسسات العمل الصحفي والإعلامي بالبلاد، الشئ الذي اهلها بجدارة للالتحاق بإذاعة (اي راديو) لفترة من الفترات الي جانب نشاطها الخاص بحقوق وقضايا الصحفيات في جنوب السودان. وكانت ديانا جون واني نموذجا لن يتكرر في ظروفنا الحالية فالي جانب الهمة والمثابرة كانت تواقة نحو الإنجاز ومتابعة لبناء واقع صحفي ملائم في جنوب السودان . ان رحيل ديانا جون واني في هذا العمر المبكر بمثل خسارة كبيرة لجنوب السودان والوسط الصحفي والإعلامي بالبلاد، فقد فقدنا واحدة من الأقلام الجريئة والمميزة في وقت نحن جميعا في اشد الحاجة لاسهاماته اتعازينا للوسط الاعلامي ولاسرتها في هذا المصاب الجلل والكبير . وكتب الروائي دكتور بوي جون عبر صفحته في فيسبوك قائلا: سوف تظل ديانا جون صحفية غير قابلة للتكرار..وإنسانة متفردة وفقد كبير للصحافة و الحركة النسوية ..و خسارة كبيرة لبلادنا وفي حديثه قال الصحفي اجو لول مراسل قناة الجزيرة ان"الراحلة ديانا جون واحدة من أشطر الصحفيات التي التقيت بهن في مجال الصحافة، وتدربت على كتابة القصص الصحفية في زمن قياسي كما عملت على تطوير قدراتها بطريقة فائقة في مجال التحرير الصحفي مما مكنها ان تنال ثقة العديد من المصادر وهذه سمة في العادة لا يتميز بها الا الصحفيين والصحفيات الأذكياء وقد كانت ديانا ذكية بالمعنى الحقيقي للذكاء واللباقة الصحفية في نقل المعلومة" وبخلاف ما ذكرت، كانت ديانا صديقة للكل ولا تفارق الابتسامة شفتيها وتجسدت معانى الإنسانية كلها في شخصيتها البسيطة والمرحة المشبعة بحب الناس كحبها للصحافة التي مارستها منذ أن تخرجت من الجامعة حتى لحظة وفاتها. تجدر الاشارة الي ان الزميلة الراحلة ديانا جون واني انضمت الي صحيفة الموقف كمتدربة في العام 2015م قبل عام واحد من تخرجها من كلية الآداب (إعلام فلسفة) بجامعة الخرطوم، وبعد تخرجها التحقت رسمياً بالصحيفة بصفة محررة، كما أشرفت على تحرير الملف النسوي الإسبوعي، ثم اختيرت قبل عام مسؤولة عن قسم الأخبار والملفات التي ظلت بها حتى تاريخ وفاتها اليوم الأربعاء. وعملت ديانا لفترة قصيرة مع إذاعة (اي راديو) قبل عودتها مجدداً إلى صحيفة الموقف. وتعتبر الراحلة من الصحفيات القلائل اللواتي تميزن بالتفوق والجدارة في مجال الصحافة وحملت عضوية شبكة صحفيات جنوب السودان، كما أسست مع مجموعة من الصحفيين والصحفيات بجنوب السودان مشروع نادي الصحفيين الذي لم ير النور حتى اللحظة. تعازينا للوسط الاعلامي ولاسرتها في هذا المصاب الجلل والكبير ..