مشكلتنا الاساسي ، هي دولة متخلفة منذ خروج المستعمر الانجليزي الى يومنا هذا. نحن في مرحلة مفصلية ما بين التطور والتفكير المعرفي والمنهجي ، وقد وضعنا انفسنا في اساطير واوهام وقصص ينشر في الاسافير. ثلاثين سنة وقد درسنا منهج متخلف ومنهج لا اوصلنا حد ان نكون علماء ولا اغبياء ولكن بعض منا يفسرون كما يفسر الماء بالماء. نعم القراي رئيس المناهج وبقية من اعضاء المناهج لهم القدح المعلى في وضع المنهج لكل تلميذ وطالب سوداني. نعم ثلاثين سنة ونحن ندرس منهج متخلف من الدرجة الاولى وابناء من كان يقودون الوطن بعض أبنائهم درسو خارج السودان ، فهل من ناكر؟ ثلاثين سنة الفقراء والضعفاء من الاطفال والكبار بعضهم يفترشون التراب وبعضهم يفترشون الكراتين وبعضهم يفترشون الشولات ، فهل منكم صاح في المنابر ووقف ضد المنهج المتخلف. من هنا نستثني الدراسات الاسلامية فقط ، لان لا تدخل في ما انزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ثوابت ديننا الحنيف. هل من اعترض تدريس الفيزياء والكيمياء وغير من العلوم البقية وقال درسنا ودرسو ابنائنا نظريات بلا معامل؟ هكذا الدولة المتخلفة يصح فيه الديك قبل طلوع الفجر وينبح الكلاب والناس ذاهبين على غفلة من الجهل. نسينا قول الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ). صدق الله العظيم. بدلا ً من البحث والتقصي في البحث العلمي نصنع جدلا ً يملاء الاسافير والاكوان ، وبل صناعة معركة لاينتصر فيه احد. بدلا ً من القراي وغيرهم وبدلا ً انتقادنا للمنهج ، فلنذهب جمعيا ونبحث ونتقد بطريقة علمية يستفاد منه الجميع. معركتنا حتما بلا نهاية ، وحتماً نغرق في محيط الجهل ولا نجد من ينقذ الوطن. السودان الدولة التي لا تتقدم خطوة ولكن نتقدم في تفتيش العلل والمصائب. لاننا نسينا كل الخطاوي الممكنة ، والواعي من بنو وطن يهاجر لطلب العلم من بلاد الكفر وتعدد الاديان. والقليل منهم يعود الى الوطن. ان كنتم حرصين على الدين امنعوا ابنائكم ان لا يهاجروا الى بلاد الكفر والمعصية. * باحث في حوار الحضارات [email protected]