وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المناهج التربوية ... ومناورات السياسة: هل سيكون دكتور القراي ضحية لتلك المناورات؟ .. أ.د يس محمد يس
نشر في سودانيل يوم 22 - 05 - 2020

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10158395012926798&id=714671797
(انا بخصامك ضليت "يا قراي/ يا وطني" لو تعلم
وعزولنا نام وارتاح وأنا قلمي يسكب سم )
التوقيع تربوي
لم أستغرب لأي محاولة بائسة انتهجها نظام الإنقاذ البائد وأذياله والغاوون لتشويه الحراك الثوري السوداني في ديسمبر 2018م ؛ وذلك من خلال محاولات نعت الثوار بالعمالة الأجنبية تارة أو ضلوع الموساد في الحراك الثوري تارة أخرى ؛ أو وقوف اليسار من خلف تلك الحراكات تارات عدة ؛ أو فرية تحريك الثوار من مقهى (قرد الغلوتية) في لندن ؛ وأنهم يمثلون نسبة 2% إلى غير ذلك من ساذج القول ؛ لم أستغرب كل ذلك لأنني من ضمن أفراد الشعب السوداني أعرف كذب أهل الإنقاذ وفجورهم وعزفهم على وتر الدين لأكثر من ثلاثين سنة لتخدير الناس وشيطنة كل من يحاول أن يعارض فسادهم الذي مارسوه باسم الدين وهم كانوا أبعد الناس عن تطبيق الدين في الحياة.
لما تمدد الحراك الثوري ضد الظلم والبطش والكذب ؛ وفشلت فزاعات الشيوعية ، وإشاعات العمالة ، والتدخلات الأجنبية في تغبيش الوعي وتضليل عامة الناس ؛ واشتد الحراك الثوري واستقرت فلك الثورة التي حملتها أمواج تسونامي بشرية على جودي القيادة العامة للجيش ؛ بدأ علماء السلطان المنتفعون يشككون في أخلاق الثوار ؛ تارة بتناول المخدرات والخمور ، وتارة أخرى بالفساد الأخلاقي وغير ذلك من رذيل الأخلاق محاولين استدرار عواطف الأسر ؛ ولكن لم تنطل تلك الخزعبلات على السودانيين الذين عرفوا كذب الحكومة البائدة ونفاق علمائها المنتفعين ؛ إلى أن جاءت القاصمة لتلك السماجات وهي صلاة الجمعة أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ؛ تلك الصلاة التي لم يشهد لها السودان مثيلاً من قبل لكبر عدد المصلين ؛ ثم جاء شهر رمضان وأخرس ألسن المنافقين والمنافقات من كتاب الصحف الصفراء وأصحاب منابر الجمعة مدفوعي الأجر الذين عادوا للكذب والشماتة يوم 3 يونيو 2019م ؛ ذاك اليوم الذي اُزهقت فيه أرواح الصائمين وسالت فيه دماؤهم وارتكبت فيه أبشع الجرائم أمام عرين الأسد ، ذاك الأسد الذي لم يحرك ساكناً ولم يسكن متحركاً أصاب مَنْ استجاروا به من الأبرياء العزَّل.
ثم جاء تسونامي الثوار السودانيين في يوم الثلاثين من يونيو 2019م فلم يخرس ألسن المغرضين ؛ والكذبة ؛ وذوي الأغراض ؛ والمنتفعين ؛ وكل منخنقة وموقوذة ومتردية ونطيحة وما أكل السبع وحدهم فحسب ؛ بل أخرس ساسة دول المحور وجعلهم يولون الأدبار ولسان حالهم يقول: "هذا شعب لايهزم فلنتركه في حاله". ولكن ظل بعض ذوي المصالح يكتبون على إستحياء محاولين انتقاد الحكومة لفصلها عن حاضنتها ليسهل الانقضاض عليها مروجين لإشاعة سرقة الثورة ؛ وبكل أسف أصبح يردد تلك الإشاعات الكثيرون الآن الذين لم يشاركوا في الملاحم الثورية التي امتدت لأكثر من خمسة شهور بل لزموا الصمت والبيوت وقتئذ (وقت الحارة).
إن ماذكر أعلاه لم يرفع حاجب الدهشة عندي لأنه ديدن من يتدثرون بالدين من أجل مصالح شخصية ؛ ولكن ما يدهشني ؛ بعد أن فشلت المحاولات البائسة من أذيال النظام البائد لشيطنة الشق المدني من الحكومة الإنتقالية بتوجيه السهام للوزراء ؛ هو ظهور مثقفين وتربويين يحملون درجات جامعية وفوق الجامعية يطعنون في أمانة وكفاءة رئيس قسم المناهج الدكتور عمر القراي عازفين على وتر الدين كأداة من أدوات أذيال النظام السابق التي تشكك في عقيدته من أجل دغدغة مشاعر الشعب السوداني المتدين بطبعه.
إذا كان هؤلاء التربويون الذين سخروا أقلامهم ؛ لسلخ دكتور القراي والنيل منه؛ بعد صمت قبور دام لثلاثين عاماً من العبث الذي حدث للمناهج السودانية ؛ لا يعرفون الكيفية التي تُبنى بها المناهج ، ولا يعرفون كيفية عمل اللجان الفنية المتخصصة في إعداد المناهج ؛ ولا يعرفون المراحل والخطوات التي تمر بها غربلة المحتوى ؛ ونقد مسودة المنهج الأولى ؛ وتجريب المنهج قبل إعتماده تكون تلك مصيبة ؛ (ويقيني التام أنهم يعرفون كل تلك المراحل والخطوات جيداً ولكن ...) ؛ أما إن كانوا لا يعرفون تلك المراحل والخطوات المذكورة أعلاه فتكون المصيبة أعظم.
أين كانت هذه الأصوات خلال ثلاثين عاماً والطالب يحفظ 23 سورة في الصف الأول بمرحلة الأساس؟
أين كانت هذه الأصوات والطالب يدرس التكاثر الجنسي والحيوان المنوي وهو في الصف الثالث بمرحلة الأساس؟
أين كانت هذه الأصوات عندما أُدخلت مواد المذهب الشيعي في المنهج الدراسي؟
اين كانت هذه الأصوات من قصائد القرضاوي التي تدعو للحرب والقتل حين أُدخلت في مناهج الصف الرابع؟
أين كانت هذه الأصوات عندما كان يُشرح للطلاب حب الوطن بقصص الذهاب للمرخيات وتعلم استخدام السلاح والذهاب للجنوب لقتل إخوة لنا في جنوب الوطن طالبوا بحقوقهم السياسية؟
ألم يكن بعض تلك الأصوات وقتئذٍ يمتدح نظام الإنقاذ في المنابر الإسفيرية ويسبح بحمده ومنهم تربويون يعرفهم القراء؟
ألم يكن من بين هذه الأصوات من التزم الصمت طيلة 30 عاماً ولم ينبس ببنت شفة واحدة حول سوء المناهج الدراسية وجاء اليوم ليستغل مساحة الحرية التي جُلبت بأرواح الشهداء وسيل دماء الجرحى وتعذيب الشرفاء من الرجال والنساء في أعظم ثورة ضد الظلم لم يشارك هو ، أو هي ، فيها بكلمة واحدة بل كان من القاعدين؟
ألم يدرس أصحاب هذه الأصوات مناهج كان رئيس إعدادها كافراً ورغم ذلك حفظوا صغار السور وتعلموا من الدين ما يتوافق وأعمارهم حسب المراحل الدراسية ولم يستطع معد تلك المناهج بكفره أن يخرجهم من الملة؟
عجبت ممن يتباكون في الفيسبوك على نقل بعض التربويين الذين كانوا يعملون ببخت الرضا ؛ ويصفون أمر نقلهم إلى الوزارة بأنه ظلم (لتغبيش الحقائق) ! ألم يكن هؤلاء الذي تم نقلهم على علم بما حدث للمناهج في عهد الإنقاذ إن لم يكونوا قد شاركوا في فعله؟ فمن شارك في تصميم ذاك المنهج المعيب أو سكت عليه لا يؤتمن على تعديل عيوب المنهج ؛ لأنه إما أن يكون مؤمناً بما تم في عهد الإنقاذ أو متحيزاً أو تنقصه الدراية بأسس تصميم المناهح.
لماذا كل هذا التجني على رجل مؤهل أكاديمياً يحمل درجة الدكتوراة في المناهج من إحدى الجامعات الأمريكية الرفيعة ؛ وينطق بالشهادتين كما ينطق أصحاب هذه الأصوات التي انبرت للنقد والاقصاء؟
ألن يكون دكتور القراي المسلم أفضل من ذاك الكافر الذي درسوا مناهجه ولم يمنعهم من حفظ عدد معقول من سور القرآن ؛ ولم يطالبهم بحفظ 23 سورة في الصف الأول بمرحلة الأساس لأنه راعى أعمارهم؟ بل أنهم بمناهج ذاك الكافر خرجوا للدنيا مؤهلين بالعلم مسلحين بقيم الدين وأخلاقه.
لا أعرف كيف يتجرأ تربوي ويصف آخراً بانه ضال؟ مع العلم أن أمر الفصل في شأن الضلال والكفر معقود لولي الأمر العادل وحده؟
ألم يسمع من يطلق هذه الأوصاف بقرار المحكمة العليا التي أبطلت إدانة شيخ الجمهوريين وأتباعه ولكن كان قد سبق السيف العزل ونفذت عقوبة الإعدام؟ إن لم يكن قد سمع بذلك فنذكره به الآن ليطلع عليه وإن سمع به وأنكره فلماذا يطالب الآن بعرض قضايا الفساد أمام القضاء السوداني؟
ألا يعلم أصحاب هذه الأصوات أن السعودية لا تفرض التحفيظ على طلاب مراحل الأساس بالكيفية التي يزايد عليها الانقاذيون والغاوون؟ فالطالب في السعودية يحفظ قصار السور ويتم تعليمه التجويد من خلال دراسته للعديد من السور حتى الطوال منها ؛ ويدرس الفقه ويُترك أمر تحفيظه القرآن لولي أمره إن شاء ألحقه بمراكز التحفيظ أو المساجد التي تقوم بذلك الدور بعد اليوم الدراسي.
ومثل السعودية الكثير من دول العالم في الشرقين الأدنى والأوسط ما عدا المدارس والمعاهد الدينية في تلك البلاد.
استغربت لرد فعل مقدم برنامج في قناة طيبة حين قال له ضيفه الخبير التربوي الحسين علي طه الممتليء علماً وخبرة في المناهج: (....... من ناحية تربوية بنلقى انو كلام القراي لدرجة كبيرة كان سليم يعني ... في كمية كبيرة جداً جداً من ال...الحشو) ؛ فقفز المذيع بانفعال لتجريم الضيف وإسكاته بسلاح الدين قائلاً: (لا ... القرآن حشو يا أستاذ؟) ؛ تخيل هكذا يحاولون تخويفك من النقد ؛ ولكن الضيف كان حصيفاً حكيماً إستطاع أن يوصل رسالته بكل ذكاء كي لا يتلقف الإعلام البائس رده في صحف اليوم التالي موضحاً لمضيفه ( مقدم البرنامج) الذي تنقصه المهنية والموضوعية أن المقصود هو الحشو في المناهج. ونقول لمقدم البرنامج معلوم بالبديهة أن أي شيء يزيد عن المطلوب أو يُقدَّم دون دراسة يصبح حشواً (كل شيء يزيد عن حدو ينقلب ضدو) هذا مثل يردده أي إنسان جاهل ببساطة عن مفهوم الحشو.
لقد كان شر البلية الذي يضحك في قول مقدم البرنامج نفسه في قناة طيبة (ومثله تربويون كثيرون ) حين قاطع ضيفه المذكور اعلاه نفسه ؛ قائلاً: أن كثيراً من الدراسات أثبتت أن الطالب في بداية مراحله العمرية يستطيع الحفظ ؛ ويكون ذهنه صافياً ؛ دون أن يذكر عنوان وتاريخ ومكان دراسة علمية واحدة اتبعت فيها متطلبات البحث العلمي ؛ وأجريت على عينة مدروسة تمثل مجتمعاً مدرسياً تمثيلاً صحيحاً وفق متطلبات مناهج البحث في اختيار العينة ؛ ونسبة تمثيلها للعدد الكلي لمجتمع الدراسة ؛ وإعداد أداة الدراسة ؛ وإختبار فعاليتها Validity ؛ وثباتها Reliability ؛ ثم تطيبق أداة الدراسة على العينة المدروسة وإعادة التطبيق Re -Test للتأكد من الثبات ؛ ثم فحص النتائج إحصائياً ببرنامج SPSS ومقارنة نتائج البحث / الدراسة بنتائج مجموعة ضابطة ليأتي من بعد كل هذه الإجراءات الطويلة الكثيرة المعقدة قول علمي فصْلٌ يثبت وجود فروق ذات دلالة إحصائية Significant Difference تشير لصدق فرضية الحفظ ( لعدد كبير من السور) أو أثره الإيجابي على تحصيل الطلاب في هذه المرحلة العمرية المبكرة أو أي مرحلة عمرية أخرى لاحقة. (بكل تواضع لم تقابلني دراسة واحدة في هذا الخصوص وأتمنى أن أرى دراسة علمية واحدة) مع العلم أن أغلب نظم تعليم دول العالم الأول لا تعرف التحفيظ أصلا ؛ ومن بينها مدارس التعليم الأجنبي التي يرسل لها بعض المنتقدين لدكتور القراي أولادهم للدراسة بها ؛ سواء أكان ذلك في السودان أو في شرق آسيا أو دول أخرى ؛ باحثين عن تعليم أفضل لأبنائهم باللغة الإنجليزية ورافعين في الوقت نفسه عقائرهم مطالبين بإبعاد القراي من إدارة المناهج لأنه نادى بتقليل العدد المهول من طوال السور المفروض على أبناء العامة.
كذلك قرأت واستمعت للبعض الذين يقولون بأهمية الحفظ في المراحل العمرية المبكرة (ويقتبسون أقوال آخرين) ؛ ومع إعترافنا بعلمهم يظل كلامهم نظرياً لأنه لم تعضده دراسات وبحوث علمية اختبرت إحصائيا ، بل إن بعضهم من المتاثرين بمنهج الخلاوى الذي يقوم على حفظ القرآن في غياب العلوم التي تدرس للطلاب اليوم في المدارس.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل كل الطلاب السودانيين سيتخرجون علماء في الدين وعلومه؟ ولماذا يغض التربويون الطرف عن الفروق الفردية والقدرات العقلية بين الطلاب في هذه المرحلة العمرية المبكرة وما يليها؟
إن المفارقة تكمن في أن الشباب الذين ثاروا وأسقطوا نظام الأنقاذ البائد هم من كانوا ضحايا لمنهج التحفيظ الذي يهتم بالكم على حساب الكيف ؛ وهو المنهج الذي درسهم قصص حب الوطن التي ركزت على الذهاب للمرخيات وتعلم فك وضرب السلاح والذهاب للجنوب لقتل إخوة لنا يدينون بغير ديننا ولكنهم يقاسموننا الوطن والإنسانية.
فهل كثرة ما فُرض عليهم من سور لحفظها منذ بداية تعليمهم بالصف الأول في مرحلة الأساس وعلى إمتداد مراحل دراستهم ؛ هي التي فتحت أبصارهم وبصائرهم ليروا الظلم والتعذيب والكذب والفساد والقتل باسم الدين ؛ (والدين بريء مما قام به الإنقاذيون) ودفعتهم لثورة ضد المفسدين؟
دكتور عمر القراي ؛ الذي لا أشاركه الفكر والتوجه السياسي ؛ لم يدع لحذف القرآن من المنهج في أي مرحلة من مراحل التعليم ؛ ولم يدع لإبعاد الدين من الحياة والتربية كما يروج تجار الدين ومن تبعهم في الترويج من أصحاب الخصومات الفاجرة ؛ ولن يستطع القراي إبعاد الدين من التعليم والتربية لأنه لا يعمل لوحده.
دكتور القراي دعا لتصميم منهج تتناسب فيه المقررات ؛ بما فيها المقررات الدينية؛ مع عمر الطالب ؛ ودعا صراحة لتقليل عدد السور التي يحفظها الطالب ؛ وهو ذاك العدد الكبير الذي أتى به مهرجو النظام البائد وتجار الدين ؛ ولم يكن موجوداً بهذا الكم المهول منذ نشأة معهد بخت الرضا للمناهج ؛ وهو ذاك الكم الذي لم نشهده طيلة مسيرة تعليمنا السابق لمجيء الإنقاذ البائدة ؛ ولكن أصحاب الهوى والخصومات الفاجرة انقادوا لحرب الإنقاذيين ضد القراي ؛ وكلهم يعلمون علم اليقين أن القراي لا يستطيع إبعاد الدين من التعليم والمناهج ؛ ولكنهم يعلمون جيداً أن الكثيرين من الشعب السوداني لا علاقة لهم بالسياسة ؛ لذلك لجأوا لدغدغة مشاعرهم الدينية بالإشاعات والعزف على وتر الدين من أجل تحقيق هدفين هما:
أولاً: أن المناهج الحالية هي آخر ما تبقى للإنقاذيين وأتباعهم من مملكتهم التي سادت ثم بادت ؛ ولا سبيل لهم لرفع شعارات دينية خادعة جديدة تمكنهم من العودة في جلد أفعى جديد ؛ فكان الصراخ والحرص على بقاء تلك المناهج المعيبة عسى أن تفرخ لهم جيلاً معطوباً في المستقبل.
ثانياً: إعادة تلك الصورة الشيطانية التي رسمها قاضي المحكمة الإبتدائية المهلاوي وقاضي الإستئناف المكاشفي طه الكباشي في محاكمة الأستاذ محمود محمد طه وآخرين من أعضاء الحزب الجمهوري لأذهان الكبار الذين حضروا تلك المحاكمة الجائرة المهزلة ؛ بل الغرض الأساس هو التشويش بشدة على أذهان الجيل الثائر الذي لم يحضر تلك المحاكمة الغريبة ؛ ومن ثم يدب فيهم الشك - بحكم تدينهم الفطري - حول أفكار دكتور القراي ؛ وبذلك يكون الإنقاذيون قد وصلوا إلى مأربهم بضرب الفكر الجمهوري سياسياً ودينياً مرة أخرى رغم إبطال قرار المحكمة العليا لقرار إدانة الأستاذ محمود محمد طه بالردة ؛ حيث أعاق قرار المحكمة العليا خططهم لقتل الفكر الحر وتخويف المعارضين السياسيين ؛ فكان لابد من هذه المحاولة الفاجرة التي تسعى لإعادة التاريخ الظالم في ظل عهد ينشد الناس فيه عدالة القضاء وتساوي فرص العمل والمساواة بين الناس في كل شيء.
بعيداً عن الحرب بالوكالة التي يتولاها الآن بعض التربويين محاولين شيطنة المنهج الجديد قبل صدور مسودته الأوليه ؛ أقول لهم: لماذا لا تنتظروا صدور المسودة الأولية للمنهج وتقارنوها بالمناهج التي سبقت مناهج الانقاذ والمناهج الحديثة؟ ثم تأتوا بعد دراستكم المتأنية الفاحصة لمسودة المنهج الأولية بنقد علمي مؤسس بدلاً من أحكام بعضكم المسبقة التي يشتم فيها رائحة الأغراض ؛ وبعضها مبني على كره أوصل بعضكم لحد الفجور في الخصومة ورمي الآخر بالضلال والزندقة؟
ألم يكن هذا هو السبيل العلمي المطلوب لنقد المناهج والذي درسناها كتربويين مثلكم وعرفنا فيه مراحل إعداد المناهج وكيفية نقدها وتجريبها وتقويمها؟
إن الحكم على المنهج لا يكون في وسائط التواصل الأجتماعي ، وإنما يكون بالوقوف على المنهج نفسه.
فالمنهج المقترح من دكتور القراي ولجنة إعداد المناهج ما زال غائباً ، ودكتور القراي قال أنه سوف يطرحه للجميع للإطلاع عليه ومن ثم يتم الحكم عليه ، لذلك لا يمكننا الحكم على غائب لأن القاعدة الأصولية تقول "الحكمُ على الشَّيءِ فَرعٌ عَنْ تَصَوُّرِهِ". ، معنى هذه القاعدة أنه قبل الحكم على شيءٍ ما، لا بدَّ من معرفته معرفةً تامةً جامعة ، وتصوره تصوراً دقيقاً نافياً للجهالة، حتى يكون الحكمُ على ذلك الشيء مطابقاً لواقعه ؛ كما يقول الفقهاء. فهذه الحملة التي نراها في وسائط التواصل الإجتماعي حملة سياسية بامتياز.
ألم يكن مفيداً للسودان والطلاب والأساتذة أن يقوم هؤلاء الذين ينتقدون بشكل غير موضوعي ويشككون ويأتون بأحكام مسبقة قبل رؤية مسودة المناهج؛ أن يوجهوا جهودهم من خلال صفحاتهم على وسائط التواصل الإجتماعي لطرح أفكارهم وتجاربهم لأساتذة المراحل التعليمية المختلفة حتى يستفاد منها بدلاً من هذا الذي يقومون به لتصفية خصومات سياسية مغلفة بالحفاظ على الدين ؟
وأدناه بعض الأمثلة لما يمكن طرحها على صفحات النقاد :
ألا يحتاج معلم مرحلة الأساس تنويراً من المنتقدين حول أهمية قراءة القرآن للطلاب بصورة صحيحة تساعدهم في الفهم وإصحاح الألسن؟
معلوم أن الطالب يعتمد على تحفيظ ومراجعة أمه أو أبيه أو أخته أو أخيه الذين يقرأون الآيات القرآنية باللهجة السودانية ؛ دون التزام بقواعد اللغة والتجويد ؛ فيحفظها الطالب بكيفية معيبة ؛ ويعززها له الأستاذ بإشادة إيجابية أو طلب تصفيق من زملاء الطالب ؛ ومن ثم يصعب تصحيح العيب القرائي في المستقبل لأنه يكون قد تحجر في ذهن الطالب بآلية التحجر
Mechanism of Fossilization
الناتجة من التكرار الخاطيء الذي يصحبه تعزيز.
أليس من الأفيد أن تطرح قضية نطق صيغ الفعل المضارع من الافعال الرباعية التي يتعلمها الطالب بشكل خاطيء في حصص اللغة العربية التي يتم غالباً تدريسها بإحدى اللهجات السودانية حسب الموقع الجغرافي؟ فكثيراً ما نجد أن البعض يتلعثمون ولا يستطيعون التواصل بطلاقة وفصاحة ودقة لغوية مع الآخرين خارج المحيط السوداني.
أليس من الأفيد أن تطرح قضية الحروف الشمسية والقمرية التي تؤثر على قراءة القرآن ؛ مثال لذلك (من الجِنَّة والناس) والتي ينطقها الطلاب بلام شمسية ، بل والأخطر من ذلك كثيراً ما يقرأها الطلاب (الجَّنَّة والناس) فيختل المعنى ولا يجدوا تصحيحاً.
أليس من الأفيد أن تطرح قضية تدريس اللغة الإنجليزية التي تدرس في مرحلة الأساس (وقديماً في المرحلة المتوسطة) غالباً باللهجات المحلية ؛ وأحياناً تدخل عليها قواعد اللغة العربية فتدرس معربة ؛ حيث تكسر بعض حروف الكلمات بدلاً من المرور على السكون أو الوقوف عليه.
والأمثلة كثيرة لمن يريد الإصحاح والإصلاح ولكن....
أقول لفلول النظام البائد ؛ آن لكم أن تمدوا أرجلكم طالما تبنى الحرب نيابة عنكم آخرون منهم من يعلم ويفجر في الخصومة ؛ ومنهم من لا يعلم وتدفعه العاطفة الدينية ؛ ولكن هناك شيء واحد يجب أن يعلمه الكل ألا وهو وعي هذا الجيل الذي أربك كل الحسابات السياسية وأربك كل المزايدات باسم الدين.
فهذا الجيل جيل واعٍ عصي لا يستطيع أحد أن يخدره بالعزف على وتر الدين ؛ فبوعيه قادر على أن يميز الطيب من الخبيث ؛ ويعرف كلمة الحق التي يراد بها باطلاً ؛ ودونكم الحملات السياسية الفاجرة الخاسرة التي شنت على الوزراء آلاء البوشي ؛ ومفرح ؛ والآن دكتور أكرم ؛ فهي لن تزيد الثوار إلا تماسكاً وقوة ضد الظلم والفاسدين.
وللكثيرين أقول: التاريخ يسجل والثورة ماضية ولو كره الفاسدون وتمترس أهل الخصومات السياسة.
اتركوا هذا الوطن الجريح الذي لم يترك فيه السياسيون سنتمتراً واحداً لوقع حسام أو لطعنة رمح بسبب خلافاتهم وفسادهم وأنانيتهم المفرطة في الحكم ( أنا أو نحن ولا سوانا يحكم).
وتذكروا الشباب الشهداء الذين أزهقت أرواحهم لا لذنب سوى حبهم للوطن والحرية ؛ وتذكروا كل الذين سالت دماؤهم ؛ وكل الذين عذبوا من أجل الديمقراطية والعدالة والحرية التي يستغلها أعداء الأنسانية والوطن لوأد كل جميل ؛ أعداء الوطن والحرية الذين لا أجد شيئاً يقال لهم سوى (ضعف الطالب والمطلوب وبئس الوِرد المورود وبئس الرِفد المرفود).
أعلاه رابط لمشاهدة ومتابعة آراء خبراء المناهج وما ورد من إقتباس أعلاه من تعليق خبير المناهج الحسين علي طه وآخر بقناة طيبة
أ.د يس محمد يس
20 مايو 2020م
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.