كل ما حاولنا استبصار الطريق لم نجد غير عتمة كثيفة تحجب الرؤى وضباب يمنع العيون من التماس الدرب والمشقة تفتح نوافذ للمتاهة فما عادت السبل تقود للسلامة وما عادت كل الطرق تقود لروما الحلم , لقد تهاوت كل مفرحات القلب واندثرت كل المبهجات تحت قسوة واقع مؤلم وحياة قاسية بتنا ندور في فلك معاناتها نستزرع الصبر فيموت قبل ان يورق من شدة البؤس وضغط الواقع يلبس الأرواح جلباب المأساة فكل شيء يتحطم تحت خواء المعالجات السراب والانتظار المهزوم بتجربة الواقع المزرى . حتى حقن الصمت بانكسار لا يجدي فما عاد للصراخ معنى وويل المعاناة ما ترك في الوجوه من إثر لقد ضاعت في لجة الأسف أحلام الغد وماتت في الجوف موءودة جل الحقيقة وانفض سامر الصبر ليترك مساحات من شروخ عميقة وندوب نازفة والوعد الكذوب افضى الى حتمه المعهود بسراب يمتد وقلوب مفجوعة فلا صدق افرزته تجربة الثورة ولا واقع عزز فرضية الانتصار، فكل قيم وشعارات الثورة باتت شروخ يتلظى بها من تغنوا لها بالأمس وقادوا وثبتوا في سوح نضالها واعينهم تبصر هول الفواجع ومال الحال. لا شيء غير صبر فوق الاحتمال رغم يقيننا ان الطريق يفضي الى نفس متاهات السبل المفجعة والنهايات المظلمة فالواقع يكذب كل وعد بفرح اتى وسبيل لمرافئ حلم جميل، والضنك بات يمنع حتى الاحلام بالرفاهية من ان تعشعش في المخيلة كمجرد فكرة , ورغم كل الاسى الممتد والواقع الأليم ما زال هناك اشراقة في نهاية الطريق ان احتملنا بصبر فواجع زماننا التائه لابد من فجر مهما ضاق ليلنا بالاسى وطال صبرنا على احتمال الجراح. خارج النص: لا زال داركولا يمتص بشهوة مقززة قيح جراحنا النازفة ويسلب من حياتنا الأمان ويمارس في حصد الرؤوس غير آبه لصراخنا المفضي للحسرة وعيوننا المشدوهة من صمت من فوضناهم لجلب العدالة يتدثرون بالصمت المفضي للكارثة. د.الفاتح خضر رحمة [email protected]