* إذا عدَّدنا الجهات (المكروهة) في السودان؛ فبلا شك ستأتي هيئة الكهرباء في مرتبة متقدمة؛ ربما كانت الثانية بعد (الكيزان والجنجويد)! وحين نتحدث عن فساد هذه الجهة؛ فإننا نعني فساداً أشمل من ذلك الذي صرّح به وزير الطاقة السابق المهندس عادل إبراهيم لصحيفة الإنتباهة؛ حين قال: (الكهرباء بها فساد كبير جداً.. حجم الفساد في الكهرباء أرقام مخيفة لا أريد الحديث عنها لثقتي في لجنة التمكين.. الخ). * لأن الفشل هو فساد ما بوجه سافر؛ أو نتاج لذلك الفساد؛ تظل هيئة الكهرباء وإداراتها في كل أنحاء السودان تبعث السخط المتعاظم في النفوس.. ورغم الزيادات التي طرأت على أسعار الكهرباء وتجاوزت نسبة (500%) إلّا أن الخدمة ظلت من رديئة إلى أردأ.. كأنهم يعاقبون الناس مرتين.. فبعيداً عن أحاديث (الخبراء) يفهم المواطن العادي أن الزيادة في أسعار خدمات كالكهرباء والمياه يعقبها تحسُّن في الأداء.. أو هكذا ينبغي أن تكون العاقبة.. لكنه المواطن الغلبان تهزمه الكهرباء بتكليفه فوق ما يطيق بدءاً من (العدّاد) الذي تشتريه بحر مالك؛ وتستمر تسدد ثمنه..! ليت الأمر توقف عند (الإنتقام المالي) فقط.. إنما المثير للأعصاب (وخصوصاً لدى أهل القرى أمثالنا) هو تعامل الإدارة مع البلاغات بتلك الطريقة التي تنبيك بأن من يعملون في هذا القطاع مجموعة سلاحف؛ ثقلاء؛ يهتمون بدائرة بيوتهم الخاصة.. ولا يهمهم أذى المواطن خارج هذه الدائرة.. فقد أصبح من العادي أن تقطع الكهرباء عندنا من 3 إلى 5 مرات في اليوم.. وأحيانا تقطع 24 ساعة (بدون عطل فني) بمعنى (قطع على مزاج "الكوز" الجالس فوق كرسي الإدارة).. أما في فصل الخريف فإن سقوط عمود أو سلك قد يستغرق إصلاحه قرابة أسبوع؛ بعد أن يبلغ السخط أشدّه. * الآن أينما كنت تضع يدك على صدرك خوفاً من عدم إكتمال عملك بسبب القطع الجائر؛ فانقطاع الكهرباء (عشوائي غالبا في معظم الأنحاء) لا تعلم متى سيكون.. بدون تقدير واحترام للخلق؛ رغم أنهم يدفعون للفشلة في إدارة الكهرباء مُقدماً (وبالزيادة) ! وفي الظلام تراودك الهواجس حول هذا القطاع الفاشل الذي يضر بالناس (نظير دفعهم)!! وتتمنى لو أن (الهيئة) آلت بُرمتها ورميمها إلى أحد (الكُفار!!) أو مجموعة منهم ليديروها بإحسان.. فهؤلاء أكثر إنسانية ورحمة وأمانة وطلاقة في التفكير والتدبير.. لا مقارنة بينهم وبين القائمين على أمر الكهرباء في السودان.. ثم لا ننسى أن (عظم المشكلة) في الحكومة.. فلو أنها أرادت حل مشكلة الكهرباء وحدها لا غير لفعلتها بأموال (التمكين)! لكن كيف السبيل إلى الإرادة إذا كان الفشل في الرؤوس وليس (الفلوس)! خروج: * قلتُ مرة: (مرافق الكهرباء من المباني ذات الخزائن العميقة الممتلئة بأموال الشعب، إلاّ أن هذه المرافق كانت دوماً نموذجاً للاستهبال على الناس في عمليات حصد المال المستمرة كل شهر باسم "حق الزاوية"..! فإذا تمعنت حول العداد الكهربائي الذي تشتريه بالدفع المقدم ويظل مورداً مالياً أبدياً ل"آل الكهرباء" لا يصيبك شك بأنها إدارة تسوء بالتكاليف المرهقة للمواطن.. ثم.. أصبح هذا المواطن "مطعوناً" بارتفاع فاتورة المياه التي أدمجت برفيقتها سيئة الذكر؛ الكهرباء). أعوذ بالله —-