أكد رئيس شعبة مصدري الحبوب الزيتية، محمد عباس، وجود فساد وعمل ممنهج يتم في صادر الحبوب الزيتية؛ أدى إلى ارتفاع أسعار الفول السوداني والحبوب الزيتية الأخرى. وشنَّ هجوماً عنيفاً على بنك السودان المركزي وجهات – لم يسمها – قال إنها تعمل على عرقلة صادر الحبوب الزيتية عن طريق منع الدفع المقدم باعتبارها تحويلات غير حقيقية. وأوضح أنهم ظلوا يشتكون لمدة عامين من الفوضى والتلاعب في صادر الحبوب الزيتية عبر فورمة (دي أي)، وعدَّها تهريباً مقنناً. وأكد عباس، في مؤتمر صحفي لغرفة الزيوت، في الخرطوم، اليوم الأربعاء، أن السودان يفقد سنوياً من 200 إلى 250 مليون دولار تذهب لمصر، ما عدَّه خراباً للاقتصاد الوطني، مشيراً إلى تهريب ما يقدر بين 40-50% من صادرات البلاد عبر التهريب المقنن بواسطة استمارة الصادر المعنية (الفورمة). وأشار الى أن بطرفهم مستنداتٍ وأوراقاً لملفات فساد في قطاع الحبوب الزيتية، لافتاً إلى أن هناك مضاربات من جهات أجنبيه وشركات تسببت في رفع أسعار طن الفول إلى أكثر من 300 ألف جنيه، بسبب مضاربات تتم لصالح أجانب يعملون بأسماء سودانيين؛ الأمر الذي أدى إلى توقف كثير من المصانع عن الإنتاج. وأوضح عباس أن وزارة التجارة تصدر سنوياً إلى مصر 135 ألف طن سمسم بما قيمته 140 مليون دولار، عدَّها تهريباً مقنناً. وأشار إلى أن مصر تأخذ سنوياً كركدي وسنمكة وسمسماً بما قيمته أكثر من 300 مليون دولار. وأوضح أنهم طالبوا مراراً باعتماد قرار الدفع المقدم، إلا أنه قوبل بالرفض. وشدد على ضرورة اعتماد الدفع المقدم خاصة مع دول الجوار. وذكر أن بنك السودان عرقل استقبال تحاويل ومراسلات نقد أجنبي خاصة بالمصدرين من بنوك أجنبية، بعد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وفي السياق، اتفق منتجو ومُصدّرو زيوت الطعام على إعداد مذكرة تفاهم تحوي المشاكل التي تقف حجر عثرة أمام عمليات إنتاج مصانع الزيوت وتصدير الفول النقاوة لرفعها إلى الجهات السيادية المختصة بالدولة. وناقشوا في اجتماع موسع اليوم الأربعاء، برئاسة رئيس غرفة الزيوت والمنتجات الزراعية الأمين قرشي محمد، ارتفاع أسعار الفول السوداني والمحاصيل الزيتية الأُخَرى وآثارها على صناعة الزيوت والمستهلك. ودعا المجتمعون إلى أهمية تكثيف عمليات الرقابة على صادر خام الفول النقاوة لتفادي مزاولة الأجانب لعمليات تصديره. وأكدوا أهمية بذل مزيد من الجهود لتغطية احتياجات البلاد من زيوت الطعام والبالغة 300 ألف طن، والمتوفر حالياً بنسبة 50%.