وحقا فلقد عظم الله في عليائه النفس البشرية و كرمها. وحث عبده على الحفاظ عليها و إحيائها بقوله تعالى { و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً }. و هذا دليل على مكانة النفس البشرية التي خلقها. و التي يعد قتلها حراما في كل الدساتير السماوية ودون استثناء. وان كان ما يحدث في بلادنا من قتل يدعونا للقلق على انسان السودان الذي كانت نفسه تشمئز من القتل قديما. فأصبحنا نسمع عن قتل يومي هنا وهناك. بعد أن أصبح كل من هب ودب في السودان أصبح يحمل سلاحا ناريا. وحين السؤال يقولون ان السلاح أصبح ضروريا في حياتنا وخاصة في قادم الأيام التي نسمع فيها عن تحركات لمليشيات النظام السابق من دبابين وكتائب ظل وشياطين لم نسمع عن حلها وقد بدأوا يهددون الناس هنا وهناك. فأصبح لزاما على العامة اقتناء قطعة سلاح لحماية النفس والعرض. حيث الصور و المشاهد المؤلمة وقد تعددت في الوسائط عن اعتداء هنا وهناك ومثال لاربعة مسلحين قد سدوا الطريق على رجل في شارع ضيق. وقيامهم بإطلاق النار عليه وسيارته ولولا لطف الله لتم قتله ، و غيرها الكثير من الوقائع المحزنه والأسلحة البيضاء التي أصبح حملها مباحا في الأماكن العامة و لا يكاد يمر يوم الا ويتم تسجيل حادثة طعن هنا أو هناك. أو قتل لروح بريئة من لدن مسلح غبي يقود سيارة بدون أرقام. ليخرج علينا قادتهم دفاعا وتزويرا في الحادثة دون مخافة من الخالق. وحسرتي على بعض رجال الأمن والشرطه الذين تكون ردود افعالهم سلبية تجاه الأحداث والأمن والامان، فيقول لك البوليس ما عندنا بنزين وما دي المدنية القلتو دايرنها. وماذا عن تلك الحادثة الشنيعة التي خرج فيها بعض المجرمين احتلالا لمكاتب لجنة تفكيك النظام البائد في بورتسودان. ليخرج علينا معتوههم وقد نصب نفسه زعيما عليهم ليقول ان الأرض ما بتشيلنا نحن ولجنة تفكيك النظام. وهذا دليل إدانة لهذا المجرم الذي لا سرق الاموال ولا يريد مسائلة. ليأتي الرد باردا باجتماع لمدير الشرطه وبعض المسؤولين دون القبض على المجرمين من ايلا وترك وأنصارهم الجهلة. ليكون ذلك انتصارا وتحقيرا وازدراءا للقانون. ودعوة للتمادي والتحدي. نعم لقد حولوها إلى فوضى. حتى أن بعض التقارير الاستخباراتيه العالميه قد بدأت تخيف ضيوف السودان بأن الخرطوم لم تعد آمنه ، وهذا ما يريده مردة النظام السابق ومجرميه . والفوضى الخلاقه التي يتمنون حدوثها. فينعدم الأمن والأمان. فيسهل لهم الانقضاض على السلطة لتعود دولتهم اللعينه . فالعناوين مؤثرة. والحكايات صادمة. و الصور مفزعة نطالعها كل يوم على صفحات الجرائد والميديا. و الواقع مرير وهو يصدم المواطن في حله وترحاله. وما اتعسها تلك الفوضى وقد اصبحت عنوانا للمدينة. و ما اتعسه سوء التدبير الأمني أو بعبارة أوضح هشاشة الخطط الأمنيه وكأنها مقصودة. في بلد رفع فيه المجرمون عبارات الفوضى فكثرت شكايات المواطنين مما يواجهونه داخل الأحياء من مضايقات . في الكلاكلات.. ويثرب.. الفردوس.. والمنشية وشارع الستين والبراري وام درمان.. ام بدة.. والفتيحاب والمهندسين والخرطوم بحري الحاج يوسف، والدروشاب والسامراب والحلفايا، والفردوس.. ونبتة. و تبادل للشتائم واللكمات بين السائقين وشماشه وسواطير في كل مكان. والعاصمة أصبحت وكأنها في أحضان بوكو حرام. و حقيقة فالوضع مزري و مخجل وانفراط الأمن أصبح مخيفا للغايه. فألي البرهان نرفع الأمر والي حميدتي نرفع الأمر والي حمدوك نرفع الأمر والي وزير الداخليه نرفع الأمر والي مدير الشرطه نرفع الأمر والي والي الخرطوم نرفع الامر الانفلات الأمني أصبح مقلقا و القضاء عليه هو من صميم مسؤليتكم . فأنتم مسؤولون ان اصبح السلاح مباحا في يد المواطن. وياروح ما بعدك روح فالكل سيسعى لاقتناء السلاح. وسيختلط الحابل بالنابل. وستصبح الخرطوم غابة يصعب التحكم فيها. وسيكلفكم الأمر كثيرا. وستفشل محاولاتكم في بسط الأمن الشامل. فدعوتي أن تستنفروا كل أجهزة الأمن لبسط الأمن وإعادة هيبة الدولة. حركوا هذه الجيوش والرتب التي تركب الفارهات و تجوب شوارعنا بلا فائدة وقد فشلت في عملها. دعوها تعمل. لأن الأمن كنز ثمين. به تحفظ الأنفس. وبه تصان الأعراض والأموال. وبه تأمن السبل. ودونه سيعيش الناس في الخوف والذعر والقلق والاضطراب فلا يأمنون على أرواحهم ولا على أعراضهم ولا على أموالهم ولا على منازلهم.