أكد أكاديميون اقتصاديون بأن عودة السودان إلى الهيئة الاستشارية الدولية للقطن ستمنح المزيد من الترويج وفتح آفاق اوسع للقطن السوداني، وقالوا إن كميات القطن السوداني المنتج والمصدر شهد تدهوراً وتراجعاً كبيراً في صادرات القطن خاصة في الأسواق العالمية، وأرجعوا ذلك لأن السودان ينتج نسبة بسيطة جداً، إلى جانب العديد من المشاكل والمعوقات التي شكلت عائق للإنتاج وحركة التصدير منها أسباب فنية وسياسية وتمويلية، منهوين بأن السودان يحتاج هذه الأيام أن يكون عضوا في أي منظمة دولية وعالمية تسهم في عودته إلى المجتمع الدولي ووضعه الطبيعي في المجالات المتعلقة بالشأن الاقتصادي. عودة السودان وأعلنت الهيئة الاستشارية الدولية للقطن مقرها "واشنطن" عودة عضوية السودان مجددا ممثلة في شركة السودان للاقطان للهيئة الاستشارية، واكدت شركة السودان للأقطان أنها جددت عضويتها في الهيئة وذكرت بأن السودان يعتبر من الدول المشاركة في إنشاء الهيئة الاستشارية الدولية للقطن منذ العام 1939م، وأكدت الشركة، التزامها بسداد رسوم العضوية في الهيئة عقب انقطاع دام ثلاث سنوات.
صادرات مهمة ويقول استاذ العلوم السياسية المساعد بكلية الاقتصاد جامعة بحري واستاذ ادارة الموارد البشرية المساعد بجامعة الحدود االشمالية بالسعودية دكتور محمد عيد كليس إن السودان يتمتع بثروة زراعية هائلة تشكل المقومات الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مضيفا أن السودان يأتي في مقدمة الدول المرشحة لحل مشكلة الغذاء في العالم بعد أستراليا وكندا، وزاد تاريخيا ولوقت قريب كان يعد محصول القطن ضمن الصادرات المهمة للسودان، مشيرا إلى أن الاقتصاد السوداني كان يعتمد على محصول القطن بصفة أساسية بجانب محاصيل أخرى في توفير العملات الصعبة ودعم الخزينة العامة للدولة وذلك من خلال الرسوم على المحاصيل الزراعية.
طلب عالمي ويوضح د. كليس أن مشروع الجزيرة كان يعد المصدر الرئيسي لإنتاج القطن إلى جانب المشاريع المروية الأخرى كمشروع السوكي الزراعي ومشروع الرهد الزراعي، مؤكدا أن مشروع الجزيرة أحدث أثر اقتصادي واجتماعي تمثل في انتشار خدمات التعليم والصحة والطرق والمياه بالإضافة إلى خدمات الكهرباء في جميع قرى المشروع وقيام مصانع الغزل مما جعل هذه المنطقة جاذبة للأيدي العاملة، ويواصل حديثه ل"المواكب" بالقول على الرغم من التطور في الصناعات النسيجية من الألياف الصناعية إلا أن القطن مازال له أهمية كبيرة من خلال الطلب العالمي المتزايد عليه وفي الاستخدامات المتزيدة كإنتاج الزيوت والعلف وصناعة الورق.
عائق إنتاج وأبدي د. كليس اسفه قائلا : بالرغم من تطور الإنتاج العالمي من القطن كما وكيفا، وعلى الرغم من المزايا التي يتمتع بها القطن السوداني من حيث الجودة و النوعية، ومساهمته في الاقتصاد السوداني، إلا أن الكميات المنتجة والمصدرة من القطن في العشرين سنة الأخيرة شهدت تدهوراً وتراجعاً كبيراً في صادرات القطن خاصة في الأسواق العالمية، وأضاف بل فقدت صادرات القطن الأسواق الخارجية التقليدية، وأرجع ذلك إلى العديد من المشاكل والمعوقات التي شكلت عائق للإنتاج وحركة التصدير منها أسباب فنية وسياسية وتمويلية.
فرصة ذهبية ودعا إلى ضرورة التركيز في الوقت الراهن على أهمية اقتصاد القطن وإزالة معوقات إنتاج القطن وتصديره، وقال إن إعادة انضمام السودان إلى الهيئة الاستشارية للبلدان المنتجة والمستهلكة والمتاجرة للأقطان (ICAC) ، ليصبح العضو التاسع والعشرين عالميا والعضو الثاني عشر في إفريقيا فرصة ذهبية كبيرة للاستفادة من المشاريع الرائدة التي تطرحها هذه الهيئة الاستشارية التي يعد فيها السودان من أوائل أعضائها منذ تأسيسها في عام 1939م.
مشاريع مبتكرة ويؤكد بأن الاستفادة من إعادة الانضمام لهذه الهيئة يتطلب جهود وسياسات حكومية مشجعة ومحفزة للقطاع الزراعي وزراعة وإنتاج وتصدير القطن كمحصول نقدي، وقال في ختام حديثه الهيئة الاستشارية للبلدان المنتجة والمستهلكة والمتاجرة للأقطان عرضت على السودان في السنوات القليلة الماضية عدد من هذه المشاريع المبتكرة، متمنيا أن يتم دراسة المشاريع والاستفادة منها لمصلحة الاقتصاد السوداني.
آفاق اوسع في السياق ذاته يرى الباحث الاقتصادي د. هيثم محمد فتحي أن هذه الخطوة تعني عودة الأقطان السودانية للأسواق والبورصات العالمية، وقال إن الهيئة الاستشارية الدولية للقطن مهتمة بسلعة القطن من حيث التسويق والترويج، وأضاف في حديثه ل"المواكب" بأن الهيئة بها بذلك(29) دولة من مختلف أنحاء العالم و(12) دولة أفريقية، موضحا بأن مردود هذه الخطوة مزيد من الترويج والترويج وفتح آفاق اوسع للقطن السوداني، وقطع بأنه سيعمل علي استجلاب العملات الصعبة و دعم للاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل علي سبل تطوير الإنتاج والتسويق.
صورة السودان وقال د. هيثم إن السودان له ثلاثة اعوام لم يدفع مبلغ الاشتراك والآن عاد مرة أخرى إلى الهيئة، وقلل من الخطوة وقال إنها ليست بهذه الضخامة، إلا أنه عاد وأكد بأن السودان يحتاج في هذه الأيام أن يكون عضوا في أي منظمة دولية وعالمية تسهم في عودته إلى المجتمع الدولي وإلى وضعه الطبيعي خاصة في المجالات المتعلقة بالشأن الاقتصادي سواء كانت تجارة أو زراعة أو استثمار أو مالية أو ثروة حيوانية، ونوه إلى أن مثل هذه المنظمات تسهم في تحسين صورة السودان الذهنية لدي العالم.
نسبة ضئيلة ويشير إلى أن الهيئة الاستشارية الدولية للقطن هي منظمة دولية تعمل على التنسيق بين سائر الدول المنتجة والمستهلكة للأقطان الخام بصفة عامة، كما أنها اتحاد حكومات تقوم بدراسة اتجاهات الإنتاج والصادرات والواردات واستهلاك الأقطان الخام، ويبين بأن السودان ينتج نسبة بسيطة جداً، موضحا بأن السودان ليس له دور كبير في السوق العالمي للنسبة الضئيلة التي ينتجها، قائلا إن السودان له دور مهم في إنتاج قطن طويل التيلة، والصنف بركات يعتبر من أجود الأقطان العالمية ومرغوب عالمياً. المواكب