«تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احتجاجات الولايات.. هل هي ثورة جياع؟
نشر في الراكوبة يوم 10 - 02 - 2021

تشهد الولايات هذه الايام موجة من الاحتجاجات والاحداث المتتالية، فما ان تهدأ حركة الاحتجاجات باساليبها المختلفة في ولاية حتى تطل برأسها في ولاية اخرى، مع اختلاف المطالب التي يدفع بها المواطنون في كل ولاية. ويبقى القاسم المشترك في وسائل الاحتجاجات الاعتصامات واغلاق الطرق سواء كانت قومية او محلية، وتبقى كذلك اسباب الضائقة المعيشية هي المحرك الرئيس لهذه الاحتجاجات التي بدأت تأخذ منحى ومنعطفاً خطيراً تمثل في النهب والتفلت واتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وبرزت هذه الظواهر بصورة واضحة طوال الايام الماضية في عدد من الولايات كانت بدايتها امس الاول بمدينة الابيض، وتمددت في عدد من المدن كان آخرها مدينة الخوي.. (الإنتباهة) رصدت الأحداث في الولايات الملتهبة وخرجت بالمحصلة التالية:
شمال كردفان.. في واجهة الأحداث
تصدرت ولاية شمال كردفان ومدنها الرئيسة المشهد، وتبارت المواقع الاخبارية طوال يومي امس وامس الاول في اصطياد الاخبار العاجلة. وشهدت عاصمة ولاية شمال كردفان (الأبيض) أول أمس الإثنين مظاهرات طلابية وأحداث نهب للأسواق وحرق عدد من المؤسسات الحكومية وبصات تتبع لامانة حكومة الولاية، مما أدى إلى إغلاق كامل للمحال التجارية بسوق الأبيض الكبير والأسواق الطرفية وحوانيت الأحياء، قبل أن تسيطر الشرطة على الأوضاع بإطلاق مفرط للغاز المسيل للدموع وانتشار ومطاردة واسعة من قبل قوات الدعم السريع، كما عمل الشباب والطلاب على إغلاق (تتريس) عدد من الطرق الرئيسة بالمدينة وحرق إطارات السيارات.
مسيرات طلابية
ويروي مراسل الصحيفة بالولاية آدم ابو عاقلة تفاصيل الاحداث التي بدأت بمظاهرات طلابية عند الثامنة صباحاً يوم الاثنين الماضي بسوق زريبة المواشي غرب المدينة، وتبعتها مسيرات احتجاجية وخروج طلاب الثانويات من أغلب مدارس الأبيض، ووصل بعضها إلى مقر أمانة حكومة الولاية مطالبين بمقابلة الوالي، وعندما لم يستجب لهم عملوا على تهشيم زجاج البصات التي كانت تقف خارج أمانة الحكومة، بل تجاوزت حجارتهم الأسوار واخترقت زجاج بصات ال(VIP) التى تقف داخل الأمانة. نهب مواد تموينية.
وشهد السوق الغربي لمدينة الابيض أحداث نهب للمواد الغذائية التى كان أغلبها عبارة عن (الزيت الدقيق والسكر)، ولم تسلم مخازن التجار بالأحياء المجاورة للسوق الكبير (أحياء الارباع) من النهب، كما طالت عمليات النهب الأسواق الطرفية (الصالحين وكريمة) إلى جانب (كسر) عدد من المخابز ونهب محتوياتها.
حرق بصات الوالي
وأحرق المتظاهرون بصين كانا يقفان بميدان الحرية واربعة بصات بباحة مجلس الولاية التشريعي، وتؤكد متابعات (الإنتباهة) أن البصات التى تم حرقها من التي تبرع بها أبناء الولاية بقطر لدعم نفير نهضة الولاية، وهي بصات ماركت رينو الألمانية، وتصل قيمة الواحد منها إلى (50) مليون جنيه، وحمل عدد من الذين استطلعتهم الصحيفة مسؤولية حرق البصات للمسؤولين عنها، خاصة السائقين الذين تعمدوا إيقاف البصات بميدان الحرية رغم تزايد حركة المظاهرات حولهم واضطراب الأوضاع، كما حملوا حكومة الولاية مسؤولية تخريب البصات التي تقف بامانة الحكومة والمجلس التشريعي.
وقام المتظاهرون بحرق مباني إداريتي محلية شيكان بسوق كريمة والصالحين إلى جانب حرق مركز شرطة الصالحين، وحمل المتحدثون ل (الإنتباهة) حكومة الولاية مسؤولية الأحداث، مشيرين لفتحها المدارس دون توفر المواصلات والخبز للطلاب، إلى جانب عدم مراقبة غرفة النقل والمواصلات تعريفة الطلاب، حيث يقوم (الكمساري) بأخذ قيمة التذكرة كاملة من الطلاب قبل صعودهم الى الحافلة وهذا أثار حفيظة الطلاب. سيطرة متأخرة
وسيطرت قوات الشرطة على الاسواق بعد إطلاق الغاز المسيل للدموع، وعملت الشرطة على استرداد جملة من المسروقات إلى قسم الشرطة الأوسط، كما انتشرت قوات الدعم السريع بصورة واسعة في الأحياء لاسترداد المواد الغذائية المنهوبة والممتلكات، وأكدت متابعات الصحيفة وصول عدد من حالات الإصابة بالاحتقان الهوائي إلى مستشفى حوادث الضمان جراء الاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع.
وفي يومها الثاني بدأت الاوضاع تعود الى الهدوء الحذر في ظل انتشار امني كثيف غطى كافة المواقع الاستراتيجية بالمدينة، بينما سارع اصحاب المحال التجارية الى اغلاق محالهم، وكذا اغلقت البنوك ابوابها منذ وقت مبكر، فيما رصدت (الإنتباهة) عمليات ترحيل واسعة للبضائع من داخل السوق الى الاحياء خوفاً من النهب، بينما توقفت كثير من المؤسسات عن اداء الخدمة.
حالة طوارئ
وكان والي شمال كردفان خالد مصطفى قد أصدر قراراً بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال من السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً، وعطل المدارس حتى الأحد القادم على أن تتواصل الدراسة بالصفين الثالث ثانوى والثامن اساس، وشكل لجنة عليا من الأجهزة الأمنية والشرطة والنيابة والإدارة القانونية للتحقيق حول الأحداث ورفع تقريرها خلال (72) ساعة.
أم روابة.. نهب ممنهج
شهدت مدينة أم روابة أول أمس الإثنين وصبيحة امس مظاهرات عنيفة منددة بتردي الأوضاع المعيشية والغلاء الطاحن وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية. ويروي الاعلامي مبارك الفكي علي ل (الإنتباهة) ان حركة المتظاهرين تمركزت في منطقة السوق الكبير قبل اغلاقه دون إحداث أية أضرار بمباني المحلية، مبيناً انه عند وصول المتظاهرين إلى السوق عبر شارع الأسلفت الذي يتوسط منطقة السوق، توجهوا صوب مبنى ديوان الزكاة، وقاموا بمداهمته وكسروا أبواب الغرف وأضرموا النيران فيها، كما قاموا بنقل جزء من الأثاثات والمعدات والأجهزة إلى خارج المبنى في شارع الأسلفت وأضرموا فيها النيران، وشملت الأجهزة التي تم حرقها في الشارع ثلاجات جديدة وكمبيوترات وتكاتك وعربات كارو يزمع الديوان تقديمها لبعض الفقراء والمساكين بالمدينة. ويضيف مبارك ان أعداداً من المتظاهرين توجهوا إلى السوق الجنوبي وقصدوا مخازن السلع الاستهلاكية في المنطقة الصناعية، وقاموا بكسر أبواب المخازن، ومن ثم حرق المخازن التي تحتوي على سلع استهلاكية مثل السكر والدقيق والزيت.
ومن جانب آخر استنكر المواطنون عمليات التخريب والحرق التي تعرض لها ديوان الزكاة، وعبروا عن عدم رضائهم بما حدث. ومن الطرائف التي ذكرها أحد المواطنين أنه اشترى الخبز صباح ذلك اليوم من مخبز الحي الذي يسكن فيه بسعر خمسة جنيهات للرغيفة الواحدة، بعد أن كان سعرها (15) جنيهاً قبل يوم واحد، وتساءل عن سبب انخفاض السعر فجأةً دون أية مقدمات، ويرى أن ارتفاع أسعار السلع أمر مفتعل. الرهد أبو دكنة.. حقائق صادمة
وليس بعيداً عن احداث الابيض، فقد انتقلت شرارة الاحداث الى مدينة الرهد وتكاد تحمل ذات التفاصيل. يقول الناشط محمد الدرديري ان الرهد خرجت عن السيطرة صباح امس، بعد تجدد الاحداث عقب عمليات تكسير طالت عدداً من المحليات التجارية، وتكسير لكل المحلات وانفلات لم يسبق له مثيل، واشار عدد من التجار استطلعتهم (الإنتباهة) الى انهم تعرضوا الى خسائر فادحة، وابدى عدد منهم استغرابه لبطء تدخل الاجهزة الامنية لحمياتهم، مبيناً انهم اعلنوا اغلاق السوق.
بيان من الغرفة التجارية
واصدرت الغرفة التجارية بولاية شمال كردفان بياناً تلقت (الإنتباهة) نسخة منه، وجاء فيه: (ان الغرفة تدين الأحداث المؤسفة التي حدثت بمدينة الأبيض، وما نتج عنها من حالات من النهب والسلب وإضرار وإتلاف ممتلكات الدولة والتجار، ونؤكد أن حق التظاهر السلمي مشروع، ونقف مع مكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة في حرية الرأي والتعبير)، وحمل البيان جهات لم يسمها الى جانب الاجهزة الامنية مسؤولية ما حدث. واكد البيان ان الغرفة التجارية وقفت ميدانياً على حجم الأضرار ومشاركة القواعد في صياغة المطالب باجتماع عاجل عقد بمباني الغرفة التجارية بالأبيض، وخلص الاجتماع إلى إغلاق السوق كاملاً لحين الاستجابة لمطالب التجار المشروعة، وحضور والي ولاية شمال كردفان بنفسه إلى السوق، الى جانب تأمين السوق بصورة كافية حتى لا يتكرر ما حدث، وضرورة تعويض المتضررين بإعفائهم من الضرائب والرسوم الحكومية بخطاب رسمي من الجهات المختصة، فضلاً عن المطالبة باسترداد ممتلكات التجار المنهوبة ومحاسبة الأجهزة الأمنية على تقاعسها عن حماية ممتلكات التجار والمواطنين عامة، ومطالبة السلطات بالقيام بدورها الطليعي في حماية المواطن وممتلكاته ودرء وقوع الجريمة والوقاية منها. وناشد البيان المواطنين تفويت الفرصة على المتربصين بأمن الوطن والمواطن.
غرب كردفان.. الخوي تتصدر
اما في ولاية غرب كردفان فقد شهدت محلية الخوي احداثاً مماثلة، اذ شهد سوق المدينة صباح أول امس عمليات نهب وسلب طالت عدداً من المواقع، ويروي الصحافي خالد بخيت في حديثه ل (الإنتباهة) ان المتظاهرين اتجهوا صوب مباني المحلية واحدثوا بها اضراراً جسيمة طالت الاجهزة والمعدات وإتلاف المستندات، بينما تم اتلاف عربة تتبع لادارة التعليم، واضاف بخيت ان المحتجين خرجوا نتيجة للضائقة المعيشية، واضاف انهم توجهوا نحو مباني ديوان الزكاة وعاثوا فيها فساداً ونهبوا كل محتوياتها، قبل ان تسيطر الاجهزة الامنية على الاوضاع ومن ثم اغلاق السوق، ولم تسجل الاحداث وقوع ضحايا او اصابات.
الفاشر.. تحت لهيب الأحداث
وفي ولاية شمال دارفور تصاعدت وتيرة الاحداث التي وصفت بانها الاخطر من تلك التي شهدتها في عام 2003م، حيث أقدم متظاهرون على إضرام النيران في (7) سيارات حكومية وحرق واتلاف (6) من المؤسسات الحكومية، بجانب إتلاف وإحراق ما لا يقل عن (50) سيارة أخرى، ونهب لبعض المحال التجارية وسط سوق المدينة لم يتم حصرها بعد.
ما وراء الأسباب
ووقعت الحادثة على خلفية مقتل المزارع مهدي مطر إدريس (37) عاماً طعناً بالسكين على أيدي أشخاص يقودون قطيعاً من الإبل، بعد ان اعتدوا على مزرعته شرق المدينة، حيث نظم المئات من سكان قرى شرق المدينة اعتصاماً تضامنياً مع أسرة الفقيد، وتم من خلاله إغلاق الطريق القومي الرابط بين الفاشر والخرطوم لليوم الثاني على التوالي، مطالبين بإلقاء القبض على الجناة، قبل أن ينفذوا مظاهرة سلمية توجهت نحو وسط مدينة الفاشر، وقاموا حرق سبع سيارات داخل المحلية بما فيها سيارتان تتبعان للشرطة، وتمت الاستعانة بقوات من الجيش والدعم السريع لتعزيز الأمن بجانب قوات الشرطة الموجودة منذ بدء الأحداث بصحبة وكيل نيابة، حيث لم تقم قوات الشرطة بإطلاق أية أعيرة نارية امتثالاً لتوجيهات الأجهزة الأمنية والنيابية والعدلية.
وكشفت جولة ل (الإنتباهة) بالسوق الكبير بمدينة الفاشر، عن عودة الاوضاع لطبيعتها تدريجياً بحذر شديد، حيث بدت معظم المحال مغلقة تحسباً لاي طارئ، وكذلك البنوك والمحلات الكبيرة ماعدا الباعة المتجولين ومحلات الخضر.
وافاد احد المواطنين من شهود عيان الاحداث امس بأن المظاهرة كانت سلمية في اولها حتى وصلت السوق، وبعدها انضمت اليها جموع اخرى وبدأت تهتف، وتم تغيير المسار الى المرافق، مبيناً ان هناك آخرين في اوساط المتظاهرين يحملون قوارير جاز، مما يثبت ان هناك نية مبيتة من عناصر مجهولة او مندسين لحرق المحلات والمرافق الخدمية، وبدأت بحرق السيارات داخل المحلية والنيابة، مبيناً انه لم يكن هناك اثر لاية قوة نظامية لحماية المقار والمؤسسات الحكومية.
وتسألت آمنة مختار غاضبة: (متى يهدأ لنا بال ونصبح آمنين في بيوتنا، فالخوف مازال يلازمنا منذ عام 2003م؟ ومتى تتوقف الحرب والقتل والدمار؟)، وأضافت قائلة: (ما حدث كان بسبب مشكلة بسيطة كان يمكن معالجتها في حينها لو كانت الحكومة جادة، لكن نتيجة لتباطؤ الحكومة حدث ما حدث من خراب وحريق واتلاف)، ختمت حديثها بأن كل ما تتمناه هو الامن والسلام الذي اصبح مفقوداً في معظم مدن دارفور الكبرى ناهيك عن المحليات البعيدة.
جنوب دارفور.. نيالا على الخط
ولم تسلم ولاية جنوب دارفور وحاضرتها مدينة نيالا من ذات الاحتجاجات التى سيرها الطلاب لأكثر من اسبوع وعلى أيام متتالية، وجابت المظاهرات والمسيرات الشوارع، وأدت لتوقيف مجموعة منهم وفتحت ضدهم بلاغات وتم اطلاق سراحهم لاحقاً، وتعرض عدد من افراد الشرطة لاصابات ولقي أحدهم حتفه نتيجة لسقوطه من عربة اثناء مطاردة الطلاب.
موجة الغلاء
وتجىء هذه المظاهرات وعلى غير العادة بمشاركة المواطنين الرافضين لظاهرة الغلاء التى تتصاعد فى اليوم الواحد مرات عديدة، فكيف يعقل ان يصل جوال السكر (50) كيلوجراماً الى (22000) جنيهاً، وجركانة الزيت (36) رطلاً الى (18) الف جنيه، وسعر الرغيفة (40) جراماً الى (20) جنيهاً، ووصول سعر جركانتين من الماء فى بعض الاطراف الى (150) جنيهاً. وفى ذات الاثناء ولتصاعد وتيرة الاحداث والتوقعات، قررت لجنة أمن الولاية تعليق الدراسة بمرحلتى الاساس والثانوى اعتباراً يوم أمس الثلاثاء الى أجل غير مسمى. هذا وقد شهدت العديد من أحياء المدينة ومنطقة السوق عمليات مطاردة بين المتظاهرين وقوات الشرطة تسندها القوات الامنية الأخرى، وقامت باغلاق معظم الطرق المؤدية للسوق الكبير والمؤسسات الحكومية .
تكثيف أمني
ويقول مراسل الصحيفة بولاية جنوب دارفور محمد المختار عبد الرحمن، ان الاوضاع بدت اكثر انهياراً مع انضمام مجموعات للمتظاهرين، مبيناً ان قوات الدعم السريع شوهدت بكثافة فى سوق نيالا الكبير والسوق الجنوبى الذى اغلقت محلاته أبوابها وتم توجيه اصحاب المحلات بمغادرة السوق، وقد ارتفعت وتيرة المظاهرات وتم حرق اطارات السيارات في بعض الطرق وتتريسها من قبل المحتجين. وتعرضت قوات الشرطة للرشق بالحجارة مما دفعها لاستخدام الغاز المسيل للدموع بصورة كبيرة، وسمع دوى الطلقات النارية في مناطق مختلفة، ويشير البعض لاستخدام الدوشكا والمتظاهرون يرددون هتافاتهم (سلمية سلمية).. (الجيش معانا ما همانا). وهناك شهود عيان أكدوا العنف الزائد من القوات تجاه المواطنين، وقد تعرض دفار تابع للشرطة للحرق تماماً.
إجراءات احترازية
هذا وقد شهدت المقار الرئيسة والمناطق المهمة بالمدينة والمصانع والمخازن بحسب المختار، اجراءات احترازية مشددة حولها للحيلولة دون تعرضها للاعتداءات من قبل الجماهير، وهناك معلومات تشير الى تحركات للنازحين بمعسكر (كلمة) شرق المدينة للانضمام والمشاركة فى المظاهرات التى يتوقع أن تتصاعد وتيرتها، خاصة مع هذا العنف المفرط من قبل القوات تجاه المواطنين لتفريقهم، ومازالت أصوات الاعيرة النارية تُسمع حتى كتابة هذا التقرير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.