حقيقة يجب ان يعلمها الجميع عدالة عاجزة في ان تأتي بحق شهداء الثورة، وهي في عامها الثالث هذه عدالة عرجاء، و لا تمت للثورة، و مبادءها بصلة. سمعت عبد الرحيم محمد حسين " اللمبي" يطلب من المحكمة الإذن له بالذهاب الي الحمام " ليتبول" مستجدياً بعمره. انا مع كل الحقوق الإنسانية لأي بشر، و إن كان من مجرمي الإنقاذ، و لأن معايير الإنسانية لا تتجزأ فالعدل اولها، فاولى ان يُطبق بكل حزم، و شفافية، و بلا تواطؤ. اريد ان اذكر اللمبي، و الكيزان، و من يعتقدون اننا دعاة كراهية، و إنتقام، بمعتقلات الإنقاذ حيث كل الزنازين يجري تحتها مجرى واحد عليك ان تقضي حاجتك فيه " كالبهيمة" ليعبر الي الزنزانة التي تليك. في احسن المعتقلات رفاهية مسموح بالذهاب الي الحمام مرة واحدة في اليوم، و ان تقضي حاجتك طول النهار إذا لزم الامر في "باغة بلاستيك" ترافقك في زنزانتك. عندما ارى سدنة الإنقاذ في ابهى حللهم، و العمامات البيضاء اتذكر قذارة معتقلاتهم، و بيوت الاشباح حيث القمل افضل رفيق لقتل الوقت في رحلة البحث عنه في الليل الممتد الحالك السواد، والذي لا تكسر عتمته إلا خمس دقائق في حد الرفاهية تقضيها في حمام بلا نور، و بلا ماء، و قبل ان "تفتح زرارة البنطلون" تتسابق اللكمات، و الضربات بالارجل علي الباب الحديدي الذي عليك ان تسنده بيدك لتداري عورتك عبثاً "خلص يا عمك ورانا شُغل". حتي لا نكذب علي انفسنا و نقول عبثاً ان مظاهر محاكمات سدنة النظام البائد هي قيّم عدالة ديسمبر المجيدة التي خرجنا لأجلها. هذا العبث الملهاة " ضحك علي الدقون" نعم عدالة لم تأتي بحق الشهداء كاملاً غير منقوص لا يجب ان يتمتع بها ايّ مجرم تحت اي مسمى. عدالة ثورتنا العرجاء هرب بموجب تباطؤها عتاة الكيزان، و هربوا باموال الشعب السوداني المغلوب علي امره، و لا تزال عمليات سرقة مقدرات الشعب مستمرة، وهو حائر بين صفوف الخبز، و الوقود، و غاز الطبخ، حيث الفاقة، و الفقر، و قلة الحيلة. الغبن، و عجز العدالة تجعل منّا اسرى في حقبة الماضي شئنا ام ابينا، فمتى ما يُطرح الغبن، و يتم تجريفه، بآلة العدالة سننطلق إلي آفاق ارحب، و تبدأ عجلة البحث عن المستقبل. لا يمكن لإنسان مقهور ان يحمل معول للبناء وهو يرى الجلاد في خيلاءه و بطره، و النعيم بإسم العدالة العرجاء، و الثورة اليتيمة. انا لست من انصار الكراهية او التشفي بل اطالب بأن يوضع سدنة النظام البائد في ذات بيوت الاشباح، و الزنازين التي صمموها، و تصبح مزاراً و يُعرضوا علي التلفزيون القومي صباح، و مساء حتي تكون عِبرة، و عِظة لكل من تسول له نفسه بالعبث، او إنتهاك حرمات الوطن، و الشعب. ستظل عدالة الثورة عرجاء لطالما يتملكنا الضعف، و الخوف، و التردد. بالله عليكم تذكروا شباب طاهر خرجوا و قابلوا الرصاص بصدور عارية لأجل تحريرنا ممن يطالب بالذهاب الي الحمام وهو في كامل حلته، و يستظل بعدالة الثورة التي لم تأتي بحق شهداءها الكرام. او تذكروا الضباط شهداء رمضان عندما قبروهم في حفرة واحدة، و هم احياء يتوسلون " ان احسنوا قتلنا قبل إهالة التراب علينا". ما نشاهده بمقياس الذاكرة يُعتبر عبث، و هراء. حسبي الله و نعم الوكيل.