اليوم الأحد ذهبت أنا وصديقي إلى أحدى فروع بك الخرطوم المنتشرة بالعاصمة الخرطوم، وكان لي مقاصات شيكات لم تنزل في الحساب ولم يخطرني البنك بأي إشعار بشأنها ولدى عدة تحويلات أيضًا تم خصمها من الحساب ولم تنزل للعملاء في حساباتهم منذ يوم الأربعاء وصادفت هذه المعاملات عمليات التحديث لنظام البنك التي أعلن عنها الخميس ومن المفترض أن تنتهي أمس السبت والإعتذار التي وصلنها من البنك بخصوص الإنتهاء من عمليات التحديث. إلا أن الأخطاء مازالت موجودة ولم ترجع الحسابات إلى طبيعتها، فأتصلت بخدمة العملاء ولم يستجيبوا لإتصالات العملاء طيلة الأربعة أيام الماضية فقررت زيارة الفرع وحل المشاكل المتعلقة بالحساب. وقبل أن أذهب حكيت لصديقي فقرر أن يذهب هو أيضًا معي، فذهبنا أنا وصديقي الذي كان يتعامل مع عملاءه عن طريق تطبيق "فوري" المقدمة من بنك فيصل الإسلامي، ولكثرة طلبيات العملاء الذين يتعاملون معه بأن يوفر لهم طريقة دفع سهلة وأكثر شيوعًا لزباءنهم، فقد إقترحوا له فتح حساب في بنك الخرطوم وأن يفعل خدمة MBok المقدمة من بنك الخرطوم. فما كان عليه إلا وأن وافق على ذلك تماشيًا مع قرار الحكومة الجديدة الخاص بتعويم سعر صرف الجنيه السوداني، وكان بصحبته مبلغ طائل من العملات المحلية والأجنبية أراد أن يفتح حساب جاري بالجنيه السوداني وأن يقوموا باستبدال العملات الأجنبية إلى الجنيه السوداني وأن يودعه في حسابه وأخبرناهم بذلك، إلا أن موظف البنك رفض فتح حساب جديد بحجة أنهم يوميًا ينشئون فقط "20" حساب جديد لا أكثر ودائمًا يتم عن طريق التسجيل في ورقة عند الصباح الباكر، فإذا أردتم فتح حساب جديد تعالوا باكر عند الصباح قبل الساعة الخامسة صباحًا وسجلوا أسماءكم عند البوابة وأنتظروا إلى أن يصلوا الموظفون بعد الساعة الثامنة صباحًا. فحكينا لهم ذلك وأخبرناهم بأننا لا نستطيع أن نأتي في ذاك الوقت ومعانا هذا المبلغ من المال ونحن قررنا فتح الحساب عندكم بطلب من عملاء يتعاملون معنا وهم عملاء لكم لذا قررنا أن ننشيء حساب بطرفكم، ولدينا كذا مبلغ من المال من العملة الكذا وكدا مبلغ جنيه سوداني ودعمًا مننا لسياسات حكومتنا تركنا نقرر إيداع العملات الأجنبية بطرفكم وتحويلها إلى الجنيه السوداني دعمًا للاقتصاد القومي وبالسعر الذي تحدده البنك. فما كان من موظفي البنك إلا وأن ردوا إلينا نحن نحنا مابتهمنا الحكومة ولا سياساتها ونحن لو عاوزين نفتح ليكم حساب بنفتح ولو ماعاوزين مابنفتحها ولو عاوزين تعالوا الساعة الخامسة زيكم وزي أي زول بجيء يبيت هنا. ولكن ما أدهشني وتركني أكتب هذه السطور كانت تجلس بالقرب من موظف البنك فتاتين لديهم إستمارات يقومن بتئبعتها فتوقفن عن الكتابة لبضعة دقائق يراقبن نقاشنا عن كثب، وظهرت عليهن حالة من الغضب الشديد تجاه تعامل موظفي البنك مع العملاء ولكنهن صمتن لحظات وقالن لي ياشاب نحنا جئنا يوم الأربعاء الماضي حوالي الساعة التاسعة صباحًا فطلبنا فتح حسابات جديدة قالوا لينا تعالوا باكر الصباح، رجعنا وجئنا الخميس عند الساعة السابعة وربع لقينا باب البنك مقفول ولقينا ناس كتار خارج الباب وإنتظرنا إلى أن فتحوا لنا الباب ولما دخلنا وقطعنا التذاكر لحساب جديد وجاء دورنا تقدمنا نحو الكاونتر الأمس اللي قالوا لنا تعالوا باكر، ردت لينا الموظفة العدد المحدد مكتوبة في الورقة وين أسماءكن في هذه الورقة، فأجبنا من الذي سجل الأسماء، فردت بأن لهم شخص يسجل يوميًا عشرون شخص فقط. فقلنا لها طيب أمس ليه ما كلمتونا وهسي اللي بتحصل شنو، فقالت تعالوا الأحد وسجلوا أسماءكم مع الناس. فذهبنا وجئنا اليوم وفتشنا الزول البيسجل ما عرفناها ولما الباب إتفتح بعد أقل من ربع ساعة تفاجأنا بورقة فيها عشرون أسمًا ومن أين جاءت الأسماء ما عرفناها، وأصبحنا نبحث ونراقب الشخص الذي جاء بالورقة ونتابع فيه ولما إبتعد تكلمنا معاه لم نفهم من حديثه سوى أنه يحاول الهروب مننا وقنا له اليوم الأحد دا اليوم الثالث لينا هنا لو ما سجلتنا ينفضحكم ومابنخليكم فقال أنتم الأوائل وهكذا إنصرف وذهب يهمس للموظفة دي ذاتها وهي الآن بتسمع فينا وهي قالت لينا تعالوا أقعدوا هنا منحتنا هذه الفورمات، فأنتم أصبوا بس مافي حل غير كدا والناس ديل كلام بارد فيهم مابينفع، بعد ماتمت لي الفتاة قصتها مع هذا البنك قررنا أن نخرج من هذا البنك وكان علامة الغضب ظهارة وترك في نفوسنا عدة علامات إستفهام. وذهبنا مباشرًة إلى بنك فيصل الإسلامي السوداني لإتمام عملية توريد النقود التي كانت تخصنا. وهذه المعاملة ترك لنا عبرة وبعد هذا التعامل أنا شخصيًا قررت التوقف التام عن التعامل مع هذا البنك الذي لا يحترم عملاءه الجدد ولا حتى القدامى، بالرغم من علم مشرف الفرع بالنقاش وعدم تدخله لحسم الفوضى الذي يحدثه موظفيه مع العملاء، والموظف لظيهم يتعامل بأساليب لا فيه إخلاق لا إحترام لمكانة العميل. وهكذا يتعامل بنك الخرطوم مع عملاءها الذين يثقون فيها ويأمنوها كل أموالهم، مدخراتهم وتعب سنينهم. ولكن بكل أسف تعامل بنك الخرطوم إختلف تمامًا عن بك الخرطوم الذي نعرفوه أيام النظام البائد، ولكن لا نعرف السر في ذلك، وقبل قليل كنت أتصفح حسابي بالفيسبوك وجدت منشور يتحدث فيه شاب عن رفض أحدى فروع بنك الخرطوم التعامل بقرار الحكومة الجديدة الخاص بتعويم الجنيه السوداني وعدم إستلامهم للعملات الأجنبية.