صدقوني نحن شعب طيب للغايه. رغم حفظنا للحديث (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين). فقد نلدغ ونلدغ ونسامح ثم نلدغ . لذا فإننا نقول دعونا نجرب المجرب وان كنا لم نجرب حمادة صدقي بما يكفي. فقد عجل بالرحيل عن الهلال بعد فترة قصيرة جدا. وفي الاخبار انه سيعود ثانية بعد هروبه الكبير دون أسباب مقنعه. فالرجل وكما يقول في تبرئة نفسه آنذاك انه واجه معوقات تدريبية أثناء فترة عمله مدربا لفريق الهلال و التي امتدت لنحو شهر واحد فقط، فقد وصف صدقي الأمر قائلا : " أنا لم أهرب، وأرفض هذا الوصف … فهناك بنود في العقد لم تحترم وهناك مطالب للاعبين ومستحقات لم يحصلوا عليها، ولم يتم التجديد لثمانية لاعبين … وتم استقطاب لاعبين لا أعرفهم وتم تعيين مساعد دون علمي". ونفى ما قيل عن أسباب رحيله وربط الكاردينال الامر بوضعية النادي الأهلي في المجموعة الافريقيه التي كان يلعب فيها الهلال ، قائلا إن ما نُشر في هذا الخصوص غير صحيح على الإطلاق. وعلى كل حال فهذا الرجل درب الهلال شهرا واحدا وهذا لا يكفينا حتى نظلمه. فسيرة الرجل في الدوري المصري ممتازه للغاية ويكفي أنه كان يوصف بالخبير في مصر . حيث كان مديرا فنيا لنادي الجونة. ودرب غزل المحله و الاهلي المصري ومصر الأولمبي ومنتخب مصر والحزم السعودي. وعاد لمصر ليدرب سموحه فوادي دجلة ثم إنبي ثم مصر للمحليين وانتهاء بالجونه والإنتاج الحربي. و يكفيه انه قد عمل مدربًا مساعدًا ضمن الجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة حسن شحاتة (المعلم) 11 عاما. وحينها استطاع المنتخب المصري الفوز بكأس أمم إفريقيا ثلاث مرات متتالية. فقط مطلوب منا أن ندعو له بالتوفيق ومساعديه في قيادة نادي الهلال نحو مجد يتمناه كل هلالي. شريطة أن نتركه يعمل دون منغصات صحفية أو جماهيريه أو اداريه أو إثارة مواجع رحيله السابقة عن الهلال. وان نتناسي كل ذلك التاريخ ونتركه ورائنا. فمثل هذه المنغصات كانت سببا في فشل العديد من المدربين الأجانب والمحليين الذين توالوا علي تدريب الهلال. وهي موجودة دوما ما بين اي متعاقدين. فلابد من دعم مسيرة الهلال القاصده نحو المجد فالهلال اخوتي مقدم على مباريات أفريقيه صعبه للغاية و لا تقبل القسمة على اثنين. ولا وقت لخلق فجوة تدريبية تكون سببا في التأثير علي مسيرة الهلال الافريقيه. ففي الطريق مباريات صعبة ولابد للهلال ان يدعم موقفه فيها حيث ان لديه نقطته واحدة. فهناك مباراة بلوزداد الجزائري الصعبة حتى وإن كان بلوزداد مهزوما أمام صن داونز الجنوب أفريقي بالاربعة. وهناك مباراة صن داونز المخيفه. وهناك مباراة مازيمبي الوعرة. فلابد اخوتي من تهيئة المناخ الملائم لإنجاز كل هذا العمل الكبير لأن الوقت حرج للغايه. وان لا نكون خميرة عكننة ضد إدارة السوباط المجتهدة. كذلك دعوا صدقي يعالج نزيف النقاط الذي يلازم الهلال في الدوري الممتاز. وحذاري من التشكيك في قدراته التدريبيه فهي غنية عن التعريف. فنحن نريد هلالا قويا يشار إليه بالبنان بل ونتمنى هلالا كهلال مصطفى يونس الذي كان بعبعا في أفريقيا. كذلك دعونا نجرب المدرسة المصريه وقد فشلت معنا الكثير من المدارس وآخرها الصربيه. فالمدرسة المصرية تتميز بالسرعة في تناقل الكرة من الدفاع والي الهجوم واللياقة البدنية العاليه وهذا ما نحتاجه في السودان. ولابد من مدرب يخلصنا من ذلك البطء المتمثل في وسط الملعب ومشكلة الشغيل ونزار والسلحفائية التي تلازمهم في ربط الملعب. اكرر هنا دعوتي من الجميع ان يساعدوا حماده صدقي في هذه الفترة العصيبة حتى يقود الهلال كما ينبغي. اتركوه يشخص العلل التي تركها زوران المسكين. اتركوه ينقذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الآوان.