* تظل الحقائق في مطلقها مؤثرة بما هو أخطر من أقوى الشائعات..! ففي أصلها لا تزيد الشائعة عن (خيال وهم) أو دعاية لغرضٍ ما؛ يعود نفعه لقِلِّة محددة.. لا توجد شائعة محلِّقة في الآفاق لكسب (وطني؛ قومي خالص) إلّا باستثناءات بعضها يتعلق بأحداث عالمية أو إقليمية.. ولنا أقرب مثال بوزير الدعاية في ألمانيا النازية (بول غوبلز 1897 1945م) صاحب المقولة: (أكذب أكذب حتى يصدقوك). * في الأرجح والغالب؛ ترتبط الإشاعات بالأنظمة غير الديقراطية وإن شئت العسكرية والفوضوية (كحالنا)؛ تنمو بالأنظمة الفاسدة عموماً؛ التي يكون فيها هرم السلطة عبارة عن (تاريخ حي من الإجرام)! حيث تحتل الشائعة في مثل هذه الأنظمة (مساحة وزمن) يمحي من ذاكرة الجماعة حقائق كثيرة؛ أو يعطل الذاكرة ويصرفها عن مكامن الخلل والعِلل والزَلَل إلى أجل غير مسمى..! * تأثير الشائعة مهما بلغت محدودية زمنه؛ فإنه يترك فراغات تنصب عليها أسئلتنا؛ وفي الآخر لا نخرج بشيء من هذا الفراغ سوى هدر طاقة كان من الأفضل إستغلالها لصالح العباد عبر تنويرهم تجاه ما هو أهمّ.. فكل استدارة لحلقة الوقت تشكِّل آراء ومعارف يمكن من خلالها استلهام فكرة تدفعنا للتأثير في محيطنا السوداني (على الأقل)؛ هذا المحيط المُشتبِك بالصراعات والقضايا المجتمعية المعيشية..! * لا يكاد يمر أسبوع شهر؛ إلّا وانهمكت جهة ما في بث شائعة؛ لنستمر في مطاردة التفاصيل التي لا تفيد المصلحة العامة؛ ولا المستقبل السياسي في البلاد؛ وهو ما يشكل خطورة في (برمجة) الناس لتقبل السفاسف وما تهواه الأنفس دون سند (أي الإشاعات)! بينما الحقائق الخطرة بما فيها الجرائم أولى بالإهتمام والتركيز. * لقد عشنا عهد أخوان مسيلمة (ابتداء من 1989)؛ العهد الذي كاد أن يجعل من النفاق والإشاعات في السودان (حقائق ثابتة!) بفرط الضخ لها تحت القاعدة الوضيعة: (أكذب.. أكذب؛ حتى يصدقوك)! هذه القاعدة من كثر التداول على واقعنا؛ حوّلت صِدق بعضهم إلى أكاذيب وإشاعات..! والإشاعة في تعريفها البسيط (كذبة)؛ كما يمكن القول: الإشاعة نشاط مُحرِّكه إنتهازي؛ لغرض معلوم أو غير معلوم..! * هنالك إشاعة واحدة على المدى الطويل؛ لا تقبل إلّا أن تكون كذلك؛ يمكن تمييزها بين القوسين؛ وهي: (إنتظار الخير ممن لا خير فيهم) بمعنى يشمل (الكيزان العسكر والجنجويد أيضاً). أعوذ بالله المواكب