وماتي وأما اعيننا مناظر نفايات الخرطوم المرمية هنا وهناك.. فالخرطوم تغطيها النفايات و كل ملوثات الهواء التي تخطر على البال. فالمواطن السوداني أصبح لا يستنشق هواءا عليلا. فكل الأمكنة في العاصمة فيه الروائح النتنه والسبب هي تلك النفايات والقمامة المنتشرة . وحتي بيوتنا أصبحت غير نظيفة. فهي كريهة بغرفها و بهوائها ومائها. تلك هي الحقيقه. واكيد سيقول قائلهم انتو يالمغتربين حناكيش ومدلعين. لا والله العالم كله أصبح نظيفا الا بلادنا. والنظافة في كل بلدان العالم أصبحت جزء من مفردات الحياة اليومية لأنها تساهم ايجابا في الصحة العامة للإنسان . ويا كثرة عناوين المؤتمرات والندوات والفعاليات للبيئة في دول العالم. فتنظيف المدن أصبح شغلا شاغلا لكل سكان العالم . واصبح ممنوع رمي المخلفات في الشوارع. وما ترمي حتى السيجارة من نافذة سيارتك. واصبح الحرص على بيئة نظيفة وعي ورقي حضاري وأخلاقي. وكم ينقصنا ذلك الوعي البيئي. وكم تنقصنا الثقافة عن النظافة . فكم هو محزن ان ينشر العالم خبرا مسيئا لكل اهل السودان مفاده ان عاصمة بلادي هي الاوسخ في العالم. وحقا فلقد صدقوا فالمحلات والمطاعم والمباني والمصانع والبيوت ترمي كل مخلفاتها في قارعة الطريق. ولا خدمات حكوميه يوميه لنظافة المدينه رغم جيوش عمال المحليات والموظفين. والله خسارة فيهم الرواتب. وقد فشلت كذلك عشرات مشاريع الشباب للنظافه. ويروح والي ويجي والي اوسخ منو. فالنظافه ليست من اولياتهم ابدا. وكل همهم الاتاوات المفروضة دون خدمات مقابلة. ولقد دهشت لمحلية موظفوها 400 وعمالها 150. فمن ياترى يقدم الخدمات للجمهور. في بريطانيا تابعت إحدى دوريات الشرطه البريطانيه شخصان سودانيان أحدهم قادم من السوداني وآلاخر يستقبله استقلا سيارتهم من المطار وقد كانا يأكلان الموز الجميل (موز كسلا ) ويرميان قشوره في الطريق العام ولمسافه طويله جدا وهي عدة كيلو مترات فما كان من الشرطه الا اوقفتهم وحررت لهم مخالفه. وامرتهم بالعوده الي المطار حيث بدءا ياكلان الموز لتجميع كل قشور الموز التي رموها في الطريق عقابا ومن المطار وحتي المكان الذي تم القبض فيه عليهم وهي عدة كيلومترات. وياريت حكومتنا تتشدد في تطبيق القوانين الصارمه علي من يقومون برمي الفضلات في الشوارع. ولكن ما أسهل أن نطبق غرامات على المخالفين في بلادنا . وما أسهل أن نبتلعها دون خدمات. فكم هو مخجل ان توصم العاصمة بهذا التصنيف القبيح. وقد قيل أن الخرطوم كانت تغسل بالماء والصابون في الستينات. والآن اصبحت أوسخ عاصمة فى العالم وحسب الاستفتاء السنوى الذى تصدره مجلة (هيروزن ) الامريكية ، وقد انتزعت الخرطوم اللقب بفارق كبير من عاصمة افريقيا الوسطي بانغي متفوقه عليها بخمسين نقطة من مجموع الأصوات التى يدلي بها السياح الأمريكين فى كل عام لاختيار أوسخ العواصم العالمية . وقد أكد يهانز فيدرك الصحفى بالمجلة ورئيس لجنة التصويت ان الاختيار وقع على العاصمة السودانية بناءا على معايير خاصه تم طرحها للأمريكين الذين زاروها مؤخرا . ومضي يقول أن الشعب السوداني يفتقر لأبسط ثقافة السلوك الحضارى ويهتم بمظهره الشخصي أكثر من اهتمامه بالبيئه المحيطة به .. فاخجل من نفسك أيها السوداني. ونظف بيتك وأمام بيتك و دكانك وأمام دكانك ومصنعك وأمام مصنعك. نظفوا المدارس نظفوا المستشفيات نظفوا الأسواق. فالخرطوم والكثير من المدن الاخري اصبحت مكب نفايات. ولعل أكثر ما احزنني ما قاله الرجل الامريكي : تذكرني الخرطوم بحديقة القرود التى يتعذر تنظيفها . والمصيبه ان يخرج علينا من تعودت نفسه الاوساخ وبكل بجاحة ودون خجل ليقول دي عاصمتنا وعاجبانا كده يا اخي لو هي وسخانه وعاجباك فلن تكون عاصمة بل ستكون مكب نفايات ولن تكون انت مسلم ما دمت مقيما وسط هذه النفايات والقاذورات. اقول في الختام : قد لا تجوز صلواتك وانت محاط بكل هذه القاذورات. فلا تظن أن صلواتك مقبوله