من المؤكد أن رفع الدعم عن السلع الإستهلاكية وصعود سعر الصرف إلي مستوي السوق الموازي، له آثار تضخمية مؤلمة، خاصة علي الفقراء (80% من السكان). ويقر بذلك الجميع، بما فيهم أصحاب الوصفة، الصندوق والبنك الدوليين. من أجل تخفيف آلام " الصدمة"، تم إعتماد 5 دولارات أمريكية في الشهر (16 سنت في اليوم)، للفرد الفقير (الذي يعيش علي أقل من دولارين في اليوم). بذلك، يرتفع دخل الفقير الي 2.16 (دولارين وستة عشر سنت) في اليوم، إذا إفترضنا انه يملك الحد الأعلي المقدر لخط الفقر. وهنا لنا أن نتسائل : ماذا تعني 16 سنت اي 62 جنيه سوداني (بسعر الصرف الجديد)، في اليوم وفي ظل نسبة تضخم بلغت 330% في نهاية شهر مارس مقابل 268% في نهاية ديسمبر 2020 اي ان الزياد في هذا المعدل قد بلغت 18% خلال ثلاثة أشهر. هل تجدي هذة ال16 سنت والتي تعني زيادة تساوي 8% فقط من الحد الاعلي لخط الفقر؟ والسؤال الأساسي هنا: من الذي قدر هذا المبلغ الهزيل وعلي اي أساس؟ نريد إجابة، خاصة من الذين يدعون العلمية عند الحديث عن العلاج بالصدمة. ولتسهيل المهمة، نقترح لهم الرجوع الي مصحة الصندوق والبنك الدوليين، او الي مستشفي جفري ساكس او قاموس فريدمان الطبي!! مع العلم بان هذا المبلغ لا يكفي لشراء حبة بندول واحدة او 40 جرام لحم بالعظم ولا يكفي لشراء 1/4 سندوتش من أرخص الأنواع التي لا تكفي لقضمة (لقمة) طفل في الخامسة.!! والمدهش، أن هذة المهزلة تسمي ثمرات (يعني نبقة) والنبقة من الثمار السودانية ذات الطعم والرائحة المحببة لكنها لا تسمن ولا تغني من جوع، ورمضان كريم.