نور الدين بريمة جانا عيد الفطر المبارك حبابو، بس ناسنا في السودان بالتأكيد ما حاسين بي سعادتُه، زي ما عايزين وبريدوا، لأنو مما أطاحوا بنظام الفجور والفسوق، ما زالوا يعانوا ويئنوا من ويلات فقرهم وعوزهم وفاقهم، ومعاهم كمان سلوك البربر البكتلوا والبغتصبوا الحقوق، لأنهم تافهين وسافلين أدمنوا سفك الدموم، وإنتهاك الحقوق. ولكن رغمًا من ده كلو فمجتمعنا ما زال بيستشرف في مدنو وضواحيه وبواديه، وعدًا يتمنوا فيه إنهم ينالوا حريتهم وحقوقهم، ويحاسبوا الناس السقطوا في أخلاقهم، وناسنا قالوا دايرين يجعلوا مرتكزاتهم في القيم، عشان ينطلقوا بيها ويعززوا فيها إدارة شؤونهم ومصالحهم، وبرضو يدفعو بي بلادهم إلى مصافي الدول المتقدمة، أو بأفضل ما يحبوا أن تكون، ويعملوا كمان على ضبط سلوك كل زول عايز يخرج من قيمهم الجميلة، متى ما قالوا آمين. فكتاب مجتمعنا السوداني- بحمده تعالى- ذاخر ومليئ بالحِكم والأمثال، والعادات والتقاليد البتعزز لهذا الجمال، فلازم نتبعها ونثقلها بالممارسة، خاصة لأجيالنا الصاعدة، نوطّن بيها إستقرارنا ونماءنا ونعيش بيها في سلام ووئام. وحكماء بلادنا ظلوا يحذّروا من كبوات الدُّنيا، اللي دايمًا إما تكون سدّايَه مرة، أو رضّايَه مرة ثانية، والدنيا دبنقا (مطمورة صنعوها من الطين).. علينا أن ندردقها بشيش (نحركها برّاحة)، ونقول ليك: البدّيك عُيونُو ما تجَازِيهو بالعمَى، بل جازيه بيعيونك وأكثر، وخلّي بالك فالمَابدُورَك أوْعك تدورو وتفتّش في درْبُو.. لأنّو كتَرتَ المُوية بتقتُل النبات وكمان تخرْبُو، وما ضروري برضو تعرف أيّ حاجه في الدنيا.. والدنيا ضنب طويرة (ذنب طائر صغير)، لأنو مرّات الضّو الزايد بيعْمِي.. ومرات ما بيعمي، بس يا زول أعمل حسابك، وما تنسى إنك تمد رجلك قدر لحافك. وأعرف إنو الرّيد بالغصِب.. لا بِينفعك ولا بِفيدك، والبفيدك بسْ هو البريدك، لأنو أصلًا المحبة.. خشُم بيوت، ومرّات كمان أهلنا بيحذّرُوك من زُولًا ماهو ليك.. يقولوا ليك أختاهو وأرفع إيدك منو، لأنو المكتوب في الجَبين لابُد تشُوفُو العِين، والمكتوب في السماء بتتقبلها التراب. والكلام الشّين.. عُمْرُو ما بيَتْنسِي، عشان كدا خلي لسانك محفور بالبخور الحلو والكلام السمح، لأنو البَدْخُل البُطون.. ما بغسْلو الصابون، والكلمة السمحة هي.. جواز سفر وبذّكّرو بيها سيدَها، وشِنْ فايْدة الدّواء.. إنْ كان عَيَاك في الرّوح. وإتْنين أبقي عليهن عشرة.. عِزّة نفسك، وعَزيز نفسك، فالأول هو مقامك، والتاني هو سندك وعضدك، وما تنسى يا سيد الزوق.. إنو البسمه تكون حليفك، لأنو هي كفارة للذنوب، وأصلو البني آدم فعّال للذنوب، لكنو لابدًا يؤوب.. والخُوّه في ذاتها إحترام!، والباع سنينك بالرخيص.. أوْعَاك عشانُو تضُوق ألم، وكمان المابيقيف معاك وقت الشمس تلفح لفح.. ما تصدّقو وقت الغمام والجَو السمح، ولو الدنيا كتّرت عليك.. صارعها بالرضى، ما ترقد تنوم زي ما بقولو ليك، وأعرف إنّو المقسُوم عليك ما بيَخْتاكْ ولو طال الزمن.. وحقّ الناس لو بقَي شجرة.. ما تشيل منها صفقة، ولالوب بلدنا ولا تمر الناس، وأم صلمبويتنا (صغير الفأر) ولا كدكاي (كبير الفأر) زول، وأصبر فالصبر مِفْتاح الفرج، ومحلْ ما مشيت.. أبقى خفيف على الناس.. لا تقابض لا تجابد، حتى ما يوصفوك إنك لفيف.