مما لا شك فيه ولا جدال ان ثورة سبتمبر كانت من اعظم الثورات التى مرت على تاريخ العالم وليس السودان فحسب لانها اثبت ان الشعب السودانى شعب متحضر يعشق الحرية والديمقراطية ولن يرضى بغيرهما بديلا كما انها اثبتت ان انتصار الجماهير ولو لحظة واحدة يعنى استحالة استمرار الردة وحتمية الانتصار النهائي وبهذا الفهم انتصر الشعب وقهر الردة. ولكن كان التغيير مخيبا للامال وليس بقدر التضحيات والدماء التى سالت والارواح التى زهقت وليس بقدر حجم التحديات التى تواجه الوطن. وذلك للاسباب الاتية. المجلس العسكرى هو امتدادا طبيعيا للنظام السابق لان كل اعضاء المكون العسكرى كانوا اعضاء فى اللجنة الامنية للنظام السابق بل جلهم اعضاء فى الموتمر الوطنى وبعضهم شغل مناصب سياسية كالبرهان الذى كان معتمدا فى احدى ولايات دارفور ثانيا: التنكر لشعارات الثورة فى تصفية اثار الموتمر الوطنى ومحاسبة رموزه ومصادرة ممتلكاته وهذا لم يتم بل سمحت السلطات لهم بمغادرة البلاد وعن طريق مطار الخرطوم وبصالة كبار الزوار ثالثا: القفز فوق الوثيقة الدستورية وعدم الالتزام بنصوصها واستبدالها بوثيقة جوبا والتى لم يعمل بها ايضا رابعا : عدم تكوين المفوضيات واستبدلت مفوضية السلام بالمجلس الاعلى للسلام واصبحت تبعيته للمكون العسكرى رابعا : عدم تكوين المجلس التشريعى والمجالس التشريعية الولائية خامسا اغلبية اعضاء الجهاز التنفيذى جاءوا عن طريق المحاصصات وليس على اساس الخبرة والكفاءة والمقدرة على العمل مما يناقض الوثيقة الدستورية التى تحتم ان يكون الاختيار من الشخصيات الوطنية المستقلة الغير مرتبطة بحزب سياسى. سادسا: المكون العسكرى فى مجلس السيادة مفترض ان تكون مهمته شرفية ولكنه استولى على صلاحيات الجهاز التنفيذى واصبح هو الذى يدير الدولة ويتحكم فى شؤونها وما على الوزراء الا السمع والطاعة. سابعا : اختلال الامن وانفلاته وتعريض حياة المواطنين للخطر ثامنا : السماح للمؤتمر الوطنى بممارسة نشاطه باقامة الاحتفالات وتسيير المظاهرات متحديا قرار حله وحظره من العمل السياسى تاسعا: الضائقة الاقتصادية التى يمر بها السودان والتى انعكست على حياة المواطن السودانى ولم يعمل الجهاز التنفيذى على حلها ولم يضع حلولا ولا برنامجا زمنيا لتلافى اضرارها المستقبلية عاشرا: عجز الدولة بتوفير الامن والمحافظة على سيادة البلاد مما جعل السودان مرتعا لمخابرات الدول الاجنبية حادى عشر : اعطاء قاعدة عسكرية لروسيا فى موقع استراتيجى يهدد الامن القومى للبلاد ويسلب السيادة الوطنية من هذه المنطقة ويصبح السوادن معرضا للاطماع الدولية دون ادنى مراعاة لكرامة الوطن ثانى عشر : التطبيع مع دولة الكيان الصهيونى الذى يعمل على تهويد القدس واعتبارها عاصمة ابدية لاسرائيل. ويعنى ايضا الاعتراف باسرائيل كدولة كاملة العضوية فى الاممالمتحدة. ثالث عشر : غض النظر عن محاسبة مرتكبى مجزرة القيادة العامة التى حدثت مع بزوغ فجر الثورة منذ عامين مضت. كل هذه الاسباب وغيرها تجعل هذه الحكومة غير موهلة للاستمرار فى حكم البلاد ولا مؤتمنة على مكتسبات الثورة ويجب تغييرها بعناصر وطنية اكثر كفاءة وخبرة ومعرفة بفن القيادة والا تكون ذات صبغة سياسية. 16مايو 2021